من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

لعبٌ، ولهُوٌ وزِيّنةٌ في دُنيا فَاقّرِةْ هي دُنيا التباهي، والتلاشي، والتماهي، ومتاعُ الغرور

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والاتحاد الدولي للصحفيين عضو في اتحاد الأدباء والكتاب والمدربين العرب عضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية dr.jamalnahel@gmail.com

، وفيها بعض السرور، والكثير من الابتلاء والأحزان، وقد تأخذ فجأةً منا أعز من نُحب، بغير أن تستأذن أحداً، فهي لو أفرحت يومًا، أبكت أيامًا، صحيح أن فيها لعبٌ، ولهُوٌ، وزِيّنةٌ، وتفاخرٌ، وتكاثرٌ في المال، والولد، ولكن ضربتها قاسمة قاضية فَاقّرِةْ، بمعني تسكر فقرات عظام الظهر، وتهشمها، هي الدُنيا من نظر إليها واتبع هواهُ أعمته، وأعمت بصيرتهُ!؛

وإن الدنيا تقبل إقبال الطالب، وتدبر إدبار الهارب، وتصل، وصال الملول، وتفارق فراق العجول، وكما قيل عنها: “خيرها يسير، وعيشها قصير، وإقبالها خديعة، وإدبارها فجيعة، ولذاتها فانية، وتبعاتها باقية، فاغتنم غفوة الزمان، وانتهز فرصة الإمكان”، وخذ من نفسك لنفسك، وتزود من يومك لغدك؛ فالدنيا منازل، فراحل منها، ونازل فيها من رحم أمه؛ والدنيا إما نقمة نازلة، وإما نعمة زائلة؛ وقال الحسن البصري رحمهُ الله: “الدنيا كلها غم، فما الدنيا إلا كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر، دائمة الغدر”؛؛

ولقد جاء في الحديث الشريف حينما جاء جبريل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال: “يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس”؛؛ فالدُنيا تضر، وتّمُرْ، وتّغُّرْ، وسميت دُنيا لِّدِنُوَها وسِّفُوِلهِا، وهُبوطِّها، فهي سريعة التقلب، والتحول ولا تبقي علي حال، وقد طوي تحت أطباق الثري عنا كثيراً من الأحباب والأقارب، والأصحاب، والذين عشنا معهم، أجمل لحظات وأصبحوا ذكري عابرة في دفاتر الذكريات وسجل الأيام، ومنهم من أصبح في طي وغياهب النسيان، مع مرور الكثير من العقود، والقرون، وسّيرُورُة، وسرعة دوران الزمان؛ فهي تجري بنا مسرعة كالبرق وكلمحٍ بالبصر،

وقد زادت اليوم حلكتها، وشدتها، وفتنها، وأصبحت كالصريم في كثيرٍ من الأيام، والأن يعلو القمم، من ليسوا أصحاب الهمم، ويهمُش، ويحارب وينفي، ويطارد الأذكياء، والشرفاء، وغالباً ما يسود المناصب الدخُلاء، والغرباء، والرويبضة، وقد أتعبت الدُنيا، وأرهقت كل من يجري ويلهث ورائها، فحينما ترضي بما قسمهً الله لك تكنُ أغني الناس، وإزهد فيما ايدي الناس يحبك الناس؛؛ ولن ينال الانسان من الدُنيا إلا ما كتب لهُ؛ وحينما سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: متى الراحة يا إمام ؟

فأجاب : عند أول قدم تضعها في الجنة، لأن الدنيا دار ممر وليست بدار مقر واستقرار، وهي مرحلة قصيرة، سريعاً ما ترتقي الأرواح عند بارئها عز وجل فمن فعل فيها خيراً، كان خيراً لهُ، ومن عمل مثال ذرةٍ من خير، فخيراً لهُ، ومن عمل سوء فلنفسهِ، ومن كان في الدُنيا أعمي عن الحق، واتبع هواه، وفي ظلال مبين!؛ واتبع، وهواهُ ويّنشرُ في الأرض فساداً، فهو في الأخرة أعمي، وأظلُ سبيلاً..

واقرأ/ي أيضاً

العيش على أطلال الحب.بقلم.د.أيه زيدان

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله