من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ، واَلقَّمَرِ إِذَاَ اِتَّسَقْ

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد المدونين العرب عضو الاتحاد العام وملتقي الأدباء والكتاب، والأكاديميين والمثقفين والمدربين العرب عضو الاتحاد الدولي للإعلامين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية dr.jamalnahel@gmail.com

علي شاطئ البحر كنتُ جالس، وحيداً، بعد العصر، وبدأت تأخذُ نفسي غفوةٌ ولوُعة المُحُبين، العاشقين، كالذي ذاق الحب، فَعرفِ، لذتهُ، فِاغتّرف، ورقْ، وراق، وترقرقت، وارتقت روحهُ؛ وأمامي يتلاطمُ المُوجُ، كأنهُ يتراقص، وتُلاطفُ، وتداعب نسمات عليل البحر، وجنتي وكأني أُصبتُ حينها بصبابةُ الهوي، وفاض بي فيض الغرامُ، فصرتُ مُتيمٌ بهوى مَن أُحبها، ومتأملٌ في عيش روحي،

وسكني، وديني، ودُنياي، وحالنا، ومآلنا، وسارحٌ في ذاكرتي بما قد أتي، في الوجدان، وبما قد مضي، وانقضي بنا من قطار العمر، والذي مر بنا مسرعاً؛؛ وفجأة شعرت بأن الوقت سرقني، ومرت بي الساعات، والدقائق، وأنا هائمٌ كالسكران يهدي من وجّدِ النُوي، وصبابةِ الهوي، متأوهٌ، تائهٌ، غارقٌ في بحرها، وجمالِ ثّغَرِها، وسحرها، وحُبها، لحبيبتي وتمضي بي الساعات، ومشاعري جياشة،

فياضة؛ بِغزارةٍ، ومِّدرارَة؛؛ وإذ بالشمس التي كانت تتلألأ أمام عيوني براقةً مُتسلطةً في وسط زرقة ماء البحر أحتفي فرحاً سارحاً بها، تختفي ويحلُ علي الَغُروب، ويظهر ضوء حُمرةً في كبد السماء، فعلمتُ أن الشفق قدّ حَلْ، وكلمح البرق طّلُ علي القمر، وقد اتسق نورهُ، فعلمتُ أن الليل قد سجي، وأسدل أستارهُ، وكنت لا زلتُ متيمٌ متسربلاً بذكريات حبيبتي، التي سكنت شغاف قلبي المخمومٌ الذي بهِ تباريحُ عِّشقُها؛ ولازالت عبق ذكراها، وقداستها، وطُهرها، مباركةً كلُها، ومباركٌ، وجميلٌ كل ما فيها، ومسكُ ثراَها، وثغرها، وسِحر عينيها، وجمالهاُ يسكنُ بي،

ويعيشُ، معشعشاً في أعماق عشقي، وشوقي، وتداعب ذكراها ذاكرة قلبي، وروحي؛ إنها سلوي الأرواح، وريحانة المُحبين، وقبلة المشتاقين، مدينة السلام، والتي لم تّسَلم، من الأشرار، ولم تري حبيبتي من المحتلين السلام، فسلامُ لكي، وسلام عليكِ يا حبيبة الأرواح، سلامٌ لكِ يا قدًس، ألفُ سلامٍ، وسلامٌ لحبيبتي .

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله