من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الداعية: بهنسي سيف يكتب: (مَن هو المعاق؟!)

 ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [ سورة الحج:46] أحببت أن أفتتح مقالتي بهذه الآية المُعْجزة، المجيبة عن سؤالي الذي أستنكر به مقولةً، طالما ترددت بين عميان البصائر والأبصار، ومغلفي القلوب،

ضيقي الصدور، الذين يطلقون لفظة – معاقين- على أناس هم عينُ الحب، وأهل وداد الله، ومَنْ حاطهم ربهم برحمة منه ورضوان ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً﴾ [سورة الكهف:5] يقذفون من أفواههم كلماتٍ؛ تتألم لها نفوسُ أهل الرحمة، لكن ما المسمى الذي نرتضيه لأهل المحبة هؤلاء؟

إن الله حينما يحب عبداً يبتليه ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ﴾ [سورة الأنبياء:35] وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»

(مستدرك الحاكم) وكلنا مُعَرَّضٌ للابتلاء، فقومٌ ابتلاهم الله بما أراد؛ ليجعل منزلهم في مدارج العناية والكرامة؛ حقيقٌ علينا إنزالهم منازلهم التي ارتضاها الله لهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلهُمْ»

(سنن أبي داوود) فهم أهل ابتلاء، يتعرض إليه أي إنسان، وقد أمرنا الإسلام أن نناديهم بأحب الأسماء، لا بسيئها. نقول لهم – أحبابنا – إن الأجر على قدر الصبر، وأنتم في معية الله، حاضرٌ معكم، يقول الله تعالى في الحديث القدسي للذين يزورونكم« أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده ؟» ( صحيح مسلم) نقول لكم- أحبابنا-؛ إذا حدثكم مريض عقلٍ أنه قد أصابكم ألم؛ صححوا له الكلام بقوله تعالى:

﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ إن نظروا إليكم بعينِ سوءٍ؛ فقولوا: لم يعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم كما عاتبه في عبد الله بن أم مكتوم ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ فكان كلما قابله رسول الله صلوات الله عليه وسلامه يقول له «مرْحَبًا بِمن عَاتَبَنِي فِيه رَبِّي» مَنْ منا لم يسمع بمحمد بن سيرين علم من أكابر علماء الأمة،

الذي كان لا يتحرك وحده، وكذلك عطاء بن رباح، الذي يحاتجه الناس في مُعْضلات العلم، وغيرهم كثير من أهل العلم الذين نشروه في أنحاء الدنيا هدىً ورحمةً، فهل بعد هذا يصح أن نصف أحبابنا بوصف لم يصفهم الله به؟!

استقيموا يرْحمْكم الله، عودوا إلى صوابكم، فقد يشفيهم الله ويبتليكم، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله