ان المتأمل لمدلول لفظ الجزالة يجد الجزل الحطب اليابس او الغليظ العظيم منه والكثير من الشيء ومن الكلام الفصيح القوي الجامع ويقال جزل وجزلة وجزلا خلاف الركيك من الالفاظ وفي الشعر هي مشابهة الكلام للاسلوب البدوي في التراكيب والالفاظ والصياغة ولا بد لنا من ان نحدد المراد بعبارة(الاسلوب البدوي) فالاسلوب البدوي يشترك مع الاسلوب الحضري في حسن الديباجه وتماسك المعنى والوضوح
ولكن توجد سمات فارقة تميزه عن الاسلوب الحضري وذلك مرده إلى طبيعة الحياة في البادية التي تتطلب من المتحدث ان يكون جهير الصوت في حديثه مع جماعة من المسافرين لاتساع البادية وبعد المسافات في السير فلربما اراد شخص التحدث الى اخر بعيدا جدا منه ولا بد للشاعر البدوي في الاسلوب من استعمال الالفاظ القوية الجرس الشديدة الرنين حتى يتسنى لجماعة الرفاق ان يعوا ما ينشده الشاعر نظرا لصعوبة الاستماع من جراء حركة الابل والدواب الاخرى التي تجوس في البادية
كذلك لابد للشاعر من الترنم اذا كان في ركب حتى يحدو الركاءب ويستنهض عزيمة المسافرين لمواصلة السير وذلك يحتم عليه استعمال الالفاظ المؤثرة في النغم ولا يتاتى له هذا الا في الالفاظ التي تساعده على مد الصوت في الترنم والانشاد
