من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الِأّخِـــــــــــــــــــــِــــــــــــــــــــــــــوُةْ الَأعَـــــــــــــــــــــــــــــَـــــــــــــــــــــــــــــدّاَءْ

الأديب الكاتب الصحفي والباحث والمفكر العربي الإسلامي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل “أبو عدي” رئيس، ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين، والعرب الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء العرب في فلسطين عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، والصحافة الالكترونية عضو مؤسس في اتحاد الأدباء والكتاب العرب في القاهرة عضو مؤسس في اتحاد الأكاديمين والعلماء العرب عضو مؤسس في جمعية البحث العلمي والدراسات Dr.jamalnahel@gmail.com

 

كلمة صعبة جداً علي النفس البشرية حينما تقرأ العنوان ” الأخوة الأعداء “، وسنبدأ بإيجاز توضيح ذلك. منذ فجر البشرية، حصل الخلاف بين أبناء سيدنا أدم عليه السلام، “قابيل وهابيل”، فّقتل قابيل أخاهُ هابيل،

ورغم أن هابيل كان أشدُ عضُداً، وقوةً من قابيل، لكن هابيل لم يُبادر، ولم يُرد قتل أخيهِ،

لأن إيمان، وأخلاق هابيل كانت أقوي، وأتقي، وأبقي، وأنقي، وأصفي، وأحلي، وأجلي، ولا تستغرب حينما يصف القرآن الكريم تلك القصة،

وتُسطر الأيات حادثة القتل وتذكر بعدها “بني اسرائيل”؛ لأنه سبحانهُ وتعالي يعلم من خلق، ويعلم الغيب، وأن أغلب اليهود سيكونون هم أشرار العالم، ومنبع الفساد، والافساد في الأرض،

فبعد أن بينت آيات سورة المائدة قصة اِبني أدم، جاء بعدها مباشرةً قولهُ سبحانهُ و تعالي :” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”!،، واستمرت الدنيا حتي، علمنا بقصة إخوة يوسف عليه السلام، وكيف أن إخوته حالوا قتله ورموهُ في البئر!؛ ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحيٌ يوحي،

أن هذه الأمة سيكون بأسها بينها شديد، فّعن سعدُ بنُ أَبي وَقَّاصٍ عن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أنهُ أَقْبَلَ ذَاتَ يَومٍ مِنَ العَالِيَةِ، حتَّى إذَا مَرَّ بمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فيه رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا معهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إلَيْنَا، فَقالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: “سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا”،،،، ونري الأن أن الخلافات العربية والاسلامية متواصلةً بين الأخوة حتي اليوم!؛ بل زادت وتيرتهُا، واشتلعت نارها التهاباً بعد ما عُرف ” بثورات الربيع العربي الدموي”، عام 2011م، و علي الرغم أن الأخ من المفترض أن يكون هو السند، والمكسب، والعون والنصير لأخيه، وروح روحهُ،

وراحتهُ، وريحانتُهُ، ويُمناهُ،وسلاحه، ونصيرهُ الذي يواجه به صعوبات الحياة، وعضدهُ كما قال تعالي:

“سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”،، إلا أن واقع الحال اليوم عكس ذلك للأسف الشديد، فتجد العصبية، والطائفية، والقَّبيَلِّةْ، والحزبية، والفصائلية، والنزعة العرقية، والجاهلية،

والحدود الاستعمارية الوهمية تحكمنا، وتتحكم فينا، وهي التي وضعها الأعداء فاستحكمت وتّمكنت منا، وعشعشت فينا، وفي قلوبنا، وعقولنا!، ويستحضرنا هنا جزء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال لأبا ذر الغفاري رضي الله عنهُ :

“أفعيرته بأمه إنك إمرؤٌ فيك جاهلية”، واليوم تجد بعض المتعلمين، وحتي من المثقفين من ينشر بعض البوستات والمقالات، أو الفيديوهات المسمومة علي وسائل التواصل الاجتماعي،

والتي تؤدي إلي إثارة الفراق والنزاع، والصراع بين الأخوة بعضهم بعضاً، كأن شعارهُ شعار الأعداء ” فرق تّسُدْ”!؛ فعلينا جميعاً واجب عربي واسلامي كبير، وهو أن نحطم حدود سايكس بيكو من قولبنا، وعقولنا، قبل حدودنا، لأننا أمُةً واحدة، وربنا، واحد،

وقرآننُا واحد، ولغتنا العربية واحدة، ومصيرنا مشترك، فلا شرقية، ولا غربية، وإن الإسلام قد قضي علي النزعات الجاهلية، والطائفية والمذهبية، والقبلية والجاهلية، الخ..،

فجعل التقوي والايمان هي السلاح الأقوي والأمضي، فصار سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه صحابياً جليلًا، وسيدنا سلمان الفارس رضي الله عنه كذلك، وبالمقابل وضع من مكانة

” أبو لهب” فصار بِكُفرهِ ملعوناً، ومطروداً من رحمة الله رغم علو حسبه ونسبه!؛ لذلك نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله،

فلا فرق بيننا إلا بالتقوي، وكلنا عبيدٌ لله عز ، وجل، وأخوة أيضاً في الانسانية، فلا نجعل همنا هو السب، والشتم علي بعض الحكام، وغير الحكام، أو علي بعضنا بعضنا؛ فهذا لن يحرر أوطان، ولن يطرد إحتلال، ولن يُعلي لنا شأن؛ وكما تعلمون فإن الكلمة الطيبة صدقة، ولها طيب الأثر، والله عز وجل أثني عن الكاضمين الغيظ، والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فلنعتمد علي الله سبحانه وتعالي

، فمن اعتمد عليهِ فلا قل ولا مل، ولا زل، ولا اختل، ولا ظل، ولنكن اخوة متحابين، ولننزع الخلاف من بيننا، “تأبي الرماح إذا إجتمعن تكسراً،، وإن تفرقن تّكّسّرنْ أحاداً”.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله