من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

نحن والفوضى الجنونية

وصال أحمد شحود

بقلم: وصال أحمد شحود 

Image result for نحن والفوضى الجنونية

في الوقت الذي نعتقد فيه أننا وصلنا لعصر نعيش فيه بنظام ودقة وتحقيق أهداف ، إنما في واقع الحال مانحن سوى أفراد تتسابق في كثير من العشوائية فماذا نعني حينما نقول نحن والفوضى الجنونية؟

بدأ الانسان سباقاً مع الزمن ليصل الى مبتغاه الذي قد يكون مادياً او وظيفياً ، قد يركض خلف منصب أو كسب مادي أو ربما معنوي لإرضاء حاجة مادية أو معنوية لديه.

نعيش في زمن قلً فيه احترام الذات بقلة احترام المباديء وتقلص الأخلاق وبات من السهل جداً أن يذلل أي مصاعب قد تواجهه حتى لو كانت على حساب الآخرين سواء أكان هؤلاء الآخرون ممن يخصونه أي أقاربه أو ممن لايخصونه من الغرباء.

نمشي بل فلنقل نحن نركض لنصل الهدف حتى لو دسنا على الآخرين في طريقنا دون أن تتحرك فينا مشاعر الأسف أو الحزن لما نكون قد فعلناه، أو تسببنا فيه بأذية لمن دسناه.

فكيف وصلنا لدرجة نسينا فيها الأخلاق؟ وكيف نتسابق إلى تحقيق أهدافنا دون الأخذ بعين الاعتبار الوسائل التي وصلنا بها؟ وهل بات مباحاً لنا فعل كل سيئات العالم لمجرد تحقيق وتغذية الأنا الأنانية دون رادع ولاعقاب؟ أين الضوابط؟

عصر الفوضى الجنونية يتمثل في كثير من سلوكيات البشر الحالية والتي يتقوقع فيها الناس دون النظر في الآليات التي يتخذها ، وتقزم دور الانسان كإنسان فبات أقرب الى إنسان آلي يخلو من المشاعر والعواطف والانفعال الحسي .

حينما نبتغي الوصول الى مناصب سواء سياسية أو وظيفية ونجتهد لذلك ونذلل أي عقبة حتى لو كانت تحطيم أناس قد يقفون بطريقنا فهذه فوضى وجنون.

وحين نود الاغتناء المادي حتى لو لجأنا الى عمليات نصب واحتيال بمختلف أشكالها وعلى حساب البسطاء من الناس أو حتى على حساب الغير بسطاء فهذه فوضى وجنون.

وحينما نبيع المباديء والأخلاق ونلجأ الى العديد من القصص اللاإنسانية كقتل الأنفس التي حرم الله قتلها، فذلك منتهى الفوضى والجنون.

يشهد العالم اليوم العديد من هذه المظاهر الفجة والتي تتسم بجنون لايقبله عقل ولامنطق، بل ويعمدون الى تقديم تبريرات تخلو من الحجة والبرهان والانسانية.

فلو كان لكل هدف مسار القنبلة الموقوتة التي يعمدها الكثيرون جداً ممن يعتبرون أنفسهم أنهم يسابقون العصر إذن لتحولت البشرية إلى غابة ووحوش.

لن يصطلح حال الأمم إلا بالأخلاق، ولن يعود المسار الى القوام الصحيح إلا بالانسانية، ولن نقترب من الله إلا لو عادت المشاعر إلى اللين والمودة والرحمة، فالدين أخلاق ياسادة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله