من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

كيف نعالج ضعف الشخصية

 د. احمدلطفي شاهين/ فلسطين

تُعدّ مُشكلة ضَعف الشخصيّة من المُشكلات المؤرّقة التي تُؤثّر على جميع الناس وخاصّةً المصاب بذلك ومن لهم ارتباط به ، لأن ضعف الشخصية يتنافى مع سمات الإنسان الواعي المسؤول وصفاته التي يجب عليه الاتّصاف بها ؛ مثل : قوة الشخصية ومواجهة المواقف والتصدّي للمصاعب ، كما أنّ هذا الضعف في الشخصيّة يُؤثّر سلبا على حياة الإنسان العمليّة ، ويحرمه من الكثير من الامتيازات والحوافز والفرص التي قد تذهب لصاحب الشخصية القوية.

ومن مظاهر ضعف الشخصية
¤ التردّد المستمر وعدم القدرة على اتّخاذ القرار مهما كان صغيراً وحتى لو كان شخصيّاً.
¤ التناقض في الأفكار والقرارات والمبادىء وتَغييرها بسرعةٍ من دون سببٍ واضحٍ.
¤ الخوف من الحديث أمام الناس والتّعبير عن المشاعر والأفكار والآراء ، وقد يُصاب الإنسان بالتأتأة والتعرق الشديد واحمرار الوجه.
¤ اتباع الشخص الذي يظهر بمظهر القوي ، لذلك لا يكون للإنسان ضعيف الشخصية أيّ رأي وقد يكون رأيه متذبذب وفقا لآراء الاخرين .
¤ تقليد الآخرين في حركاتهم وطريقة لبسهم وتحدّثهم والتأثر بأفكارهم و الخضوع لآراء الآخرين والإذعان لها حتى على حساب المصالح الشخصية.
¤ التواضع الزائد الذي يُظهر الإنسان بمنزلة الذليل ؛ حيث لا يصنع لنفسه أيّ احترامٍ وتقديرٍ أمام الآخرين.
¤ صعوبة النظر في عيون الآخرين وخاصّةً أثناء الحديث.
وأحيانا استخدام سلاح الكذب للدفاع عن النفس وتفادي المواجهة
¤ التهرب من المواقف الاجتماعية وعدم الرّغبة في المشاركة نتيجة ضعف الثقة بالنفس
¤ العزلة ، وعدم الاختلاط بالآخرين ، وتجنّب الانخراط في المحيط الخارجي.
¤ الصوت المنخفض ، والتحدث بنبرة غير واضحة. والارتباك عند الاختلاط بالناس ، وعدم وجود منطق في ردود الأفعال المختلفة.
¤ الحرص المبالغ فيه على مشاعر الناس. والتأثر السريع جداً بانتقادات الآخرين.
والتقليد الأعمى للآخرين

بعض أسباب ضعف الشخصية
إن ضعف الشخصية يحدث بسبب مجموعة من الأسباب المتداخلة التي تتعلق بالتربية والبيئة والأسرة ، فهي ليست وليدةَ اللحظة وإنّما تبلورت خلال سنين متعددة ، ومن هذه الأسباب :

1⃣ الكبت أثناء الطفولة وعدم السماح للطفل بإبداء رأيه والتعبير عن مشاعره ، وحرمانه من عيش الطفولة الطبيعية.

2⃣ العنف أثناء الطفولة مثل الضرب والاعتداء ، والتهميش وإشعار الطفل بأنّ أقرانه أفضل منه.
3⃣ الصحبة السلبيّة التي تؤثّر على نفسية الإنسان وتُعيقه عن ممارسة دوره الطبيعي في الحياة.

4⃣ ضعف الثقافة العامة ؛ فعندما يكون الإنسان لا يملك معلوماتٍ مُختلفة ليتحدث بها في المجالس فإنّ ثقته بنفسه تنعدم.

5⃣ التعرّض لصدماتٍ نفسيةٍ شديدةٍ تؤثر في شخصية ألانسان وتجعله سلبي.

6⃣ الحساسيّة الزائدة تجاه الآخرين والخوف من جرح مشاعرهم أو إيذائهم.

7⃣ الانصياع للتفكير السلبي الداخلي والتأثر بآراء المُحيطين السلبية والناقدة الهدامة.
‏بعض النصائح لتقوية الشخصيّة

نظراً لأنّ الشخصيّة هي حصيلة السلوكيات وطريقة التفكير ، فإنّ الإنسان يمكنه العمل ببعض النصائح التي تكسبه مهارات قد تزيد من ثقته بذاته محققاً بذلك قوّةً في الشخصيّة ومن بعض هذه النصائح :
🔘 أن يصبح الشخص مستمعاً جيّداً : مما يزيد من فرصته في تعلّم الأمور من المحيط ، وإعطاء فكرة عن قابليّته لمشاركة الأفكار مع الآخرين بأريحيّة.

🔘 توسيع دائرة الاهتمامات : مما يجعله شخصاً جذاباً للآخرين ، باللإضافة للالتقاء بأشخاص جدد والذي من شأنه توسيع آفاق الشخص وإكسابه الخبرة.
🔘 أن يحاول ان يتعلم كيف يكون متحدّثاً بارعاً من خلال التدرب على القيادة وفن الخطابة ودورات اعداد المدربين ودورات صناعة القادة …. الخ مما يخلق فرصاً أكثر لتفاعله مع الأشخاص الآخرين ويعلمه مهارة القدرة على إيصال الأفكار للآخرين.

🔘 معاملة الآخرين بصدق واحترام : مما يجعله شخصاً أهلاً للثقة ويزيد من ثقته بنفسه متحوّلاً شيئاً فشيئاً لشخص ذو شخصيّة قويّة.

 كيف تبدأ الحديث لتقوية شخصيتك؟

هنالك العديد من النصائح والإرشادات التي تساعد الإنسان على معرفة كيفية البدء في الحديث مع الآخرين وهي :

1⃣ يجب أن تكون بداية الحديث ، بتعريف الإنسان عن اسمه والعمل الذي يقوم به ، وكل ما يتعلق به من معلومات شخصية ، و إلقاء التحيّة على الطرف المقابل ، ولقائه بابتسامة خفيفة وصادقة.

2⃣ يجب على الإنسان الانتباه والحذر من الأفكار التي تدور في داخله ، فيجب تجنّب الأفكار السلبية والقلق والتوتر من أنك إنسان ممل أو أنك غير قادر على التفاعل مع هذا الشخص وغيرها من الأفكار السلبية ، التي تؤدّي إلى عقدة في اللسان، وعدم المقدرة على الحديث والتفاعل مع الشخص المقابل ، أو التفكير عن ما يقوله هذا الشخص في داخله عنك ، فهذه الطريقة خاطئة ويجب التخلّص منها ، والتفكير بطريقة إيجابية نحو الانسان المقابل ، والتصرف والتعامل مع بطريقة مريحة وخالية من التعقيدات ، وعند التعامل براحة معه ينطلق الحديث تلقائياً وبدون ترتيب.

3⃣ يجب معرفة الهدف الأساسي من الحديث ، عن طريق التركيز على الاستماع أكثر من الحديث ، فعندما تفهّم الحديث بطريقة صحيحة ، تشعر بالراحة والطمأنينة ، وتبدأ في الحديث من خلال المشاركة ولفت الانتباه لأي قضية أو مكان أونقاش او حدث يدور حولهم.

4⃣ بدء الحديث بمواضيع بسيطة وسهلة ، ويجب أن تكون على علم تام بهذه المواضيع ، فالمواضيع الخفيفة والبسيطة بمثابة عربون صداقة بين الطرفين ، ليتمكّنوا من التعرّف على بعضهم بطريقة أفضل وأوسع ، لتفتح المجال والباب للحديث في مواضيع أكثر صعوبة وتعمق.

5⃣ مراعاة استخدام الكلمات والألفاظ التي تحتوي على تصوير وطابع حسي ، ككلمة تخيّل أو أشعر أو أنظر وغيرها من الكلمات الحسية ، لأن هذا الأسلوب يقرب الأشخاص من بعضهما ويجعل الحديث أكثر متعة وراحة.

6⃣ التحدث بطريقة واضحة ومفهومة ، وتجنب الغموض في المواضيع التي يتم الحديث فيها ؛ لأنّ ذلك يسهل الحوار والنقاش بين الطرفين.

7⃣ احترام الإنسان الآخر وذلك بالاستماع والإنصات لما يقوله الانسان المقابل ؛ لأنّ ذلك يدل على احترام وذوق هذا الانسان ، وبالتالي شعور الانسان المقابل بأهميته والراحة في الحديث معه
ختاما..آداب اللباقة وحسن الكلام تعزز قوة شخصيتك لذلك

¤ حافظ على نبرةِ صوتك لطيفةً هادئة؛ فلا تكون عالية ولا منخفضة ، دون أن تكون فيها حدَّة لأن الحدة والصراخ يقطعان الاتصال

¤ ثم أعط من هو أكبر منك في العمر الأولوية في الكلام. وتجنب الكلام المصطنع واياك والكذب

¤ لا تكن فضولياً ، وتتدخّل بأسرار غيرك ، وإذا أعطاك أحدٌ سرَّاً فحافظ عليه ولا تتحدث به.

¤ تجنب الكلام في القضايا الخلافية السياسية او العقائدية او المذهبية؛ حتى لا تصطدم مع من تجلس معهم.

¤ تجنّب الكلام عن ذاتك ، وعن أخلاقك ، وعن أمورك الخاصّة وتواضع بأدب ، واطلب الأذن لتبدأ الكلام.
¤ تجنّب الهمس لأحد عندما تكون في مجموعة. وتجنّب النظرات التي فيها غمز ، أو لمز بالآخرين.

نكتفي بهذه النقاط وارجو لكم تنمية وقوة شخصياتكم وشخصيات ابناؤكم وبناتكم من خلال هذه النصائح الموجزة والمتسلسلة
د.احمد لطفي شاهين

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله