من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ماذا يَسّبق الخوف ومانهايته

كتبت: فرح حرب

أتساءل ؟! ماذا يَسّبق الخوف؟ وما هي نهايته؟ أتساءل ؟! أهذا هو الرعب الذي يَسكنّنا جميعنا؟! أهذه هي الشجاعة التي تعصف بنا دون تصويب و هدف؟!

وماذا لّو كنتَ أقوى شخص في هذه الدنيا وعزمت على أمر ما فلا بدَّ من الرهبة و الخوف، صدقني فإن الخوف يخترقنا كرصاصة خرجت من ضغطِ زنادٍ دون قصد، ودون موعد محدد لتنهش أجسادنا دون رحمة كعادتها الرصاصة لا تخرج إلا لِتَقتل!

نَخاف أن تمضي الساعات و تَتركنا داخل قاعات الإنتظار دون لقاء، و تنسى أنّنا على أرصفةِ الطرقاتِ و تمرّ و كأنها لم تَعرفنا يوماً، نَخاف أن نبقى وَحدنا ما حيّينا بعد كلّ الَّذي مضى نَخاف أن تبقى ملامِحنا الحزينة سبب جمالِنا، وأن تبقى أعينّنا قيد اللّمعة التي تضاءلت بداخلنا، إلى أن تختفي لمعة الأشياء من حولِنا، و يصاب العالم بنظرات الفتور واللامبالاة

أتساءل هُنا؛ كيف الضريّر يرى عالمه و يتعايش معه و يعيش فيه بحب يلونه و كأنه فنان رسم و آلة تصوير تبدع في الجمال؟! و نحن المُبصرون لا نرى الحشود و لا العالم بأكمله إلا بإسودادٍ مُعتم و من دون أعظم شعور ألا وهو الحب ؟ وما أجمل الضرير مقارنة بالضرر الذي بداخلِنا!

نَخاف أن لا نكف عن إعطاءِ القوة بينما الجميع ينهش بضعفنا، و يتمرد بسلبِ كلام يتلاطف معه وتَبقى كلّ الأشياء عالقة بنا نَخاف أن نعيش غربة الوطن و نحن مازلنا نقيم داخل حدوده، يجتاحنا الضياع و ينسى أنّنا لا نقوى على الركض خلف كل ما ضاع و مضى، و من الممكن أن نتعثر به و لا نعثر عليه، فالغربة لا تحتفظ بملامح الضائعون، لا تحتفظ صدقوني

نَخاف من إسنادِ الرأس على كتفِ أحدهم و قول ما بِداخلِنا من شعورٍ باردٍ، من حرقة مشتعلة دائماً و انهمار الدمع دون قصدٍ نَخاف عندما يتجرد الإحساس من الشعور فنفتقد حَدسنا ونبتعد لأنّنا نهوى اعتقاداتنا و نؤمن بها، نصدقها إلى أن تصبح حقيقة بأم عينها نَخاف الخذلان أن يقتحم شخصنا المفضل، و يتلاعب فيه على نحو أبعد منا، فَنُلّوح له بمناديل الوداع الكثر التي نَفذت قبل الموت،

لم أكن أظن أن الوداع ليس بالضرورة الموت فحسب، ولا البكاء عليه و إنما أن نُلّوح له بمناديل الخيبة، دون دمعة واحدة لأن الأمر أصبح اعتياديًا نَخاف أن نعتاده أكثر و أكثر!

وأن نصمت على مضض إزاء كلّ شيء و نبقى أسرى الحقيقة خلف قضبان العالم المَفضوح بكلامٍ كاذبٍ معتوه، ليس بإمكاننا أن ننبسَ بحرفٍ واحدٍ لأن التعب تمكن منّا قبل فوات الأوان، لأن كلّ شيء تسّاوى بأعينّنا و لا شيء يُجدي نفعاً

نَخاف بعد اجتيازنا مرحلة النصف أن نتوقف، لا نتقدم خطوة إلى الأمام و لا نرضى بأن نعود خطوة واحدة إلى الخلف، الطموح يَتمسك بيدنا من جهة و يحثنا للمواجهة و إكمال طريقنا وما تبقى من الأرق يتمسك بنا، يحدثنا عن أنفسنا يصور لنا ما كنا نَخافه و ما لا نَخافه،

و الطريق مازال معتم وأعود المشاعر قد نَفذت بليلة لا ضوء بها واللهفة قُتلت كجنين لم يرى ضياء و عتمة ما ينتظره والأحلام أصبحت تفترش القبور لا البيوت والأمنيات قد انطفى فتيلها والسراج قد أكلهُ الصدأ فهل لرأيتم إلى ماذا يقودنا الخوف؟! 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله