من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

السلام وقواعد التعايش ..

🖋 د. حياة إبراهيم

يقال أن الشيء بالشيء يذكر ولذلك فحين نتحدث عن السلام فلابد أن نذكر معه التسامح الذي يقودنا فعليا نحو التعايش، فالسلام هو الصلح والعافية وهو حالة من الإستقرار التي تسود المجتمع وتسعى إليه الدول لتحقيق الإنسجام ونبذ التعصب والتطرف والعداوة لذلك فيعتبر السلام حالة إيجابية تنشدها البشرية، ومن هنا فيجب أن يكون السلام الذي نبحث عنه ونتطلع إليه سلام غير مقصوص الجوانج سلام أبيض بعيدا عن المفردات الصفراء وأبجديات التخصيص المزيف أو السلام السلبي المرتبط بحالة سياسية معينة وليس السلام المرتبط بالسلم المجتمعي والتنموي.
ولذلك يرتبط السلم والسلام بثلاثة مفاهيم تقودنا نحو الاستقرار التام المرتبط بالسلم المجتمعي والذي معه تتعزز مفاهيم التسامح وتقودنا نحو البناء والنهضة والتنمية
ويرتبط السلم و السلام بثلاثة مفاهيم مفهوم صنع السلام مايعني مساعدة الأطراف المتنازعة لعقد اتفاق فيما بينها للوصول إلى حالة من الإستقرار ، ومفهوم حفظ السلام مايعني منع الاطراف المتنازعة من شن الحروب ضد بعضها ؛ ومفهوم بناء السلام والذي يعني بناء مجتمع قادر على تبني وترسيخ ثفافة السلام من خلال نبذ التطرف والتعصب بكافة أشكاله وحفظ حقوق الإنسان والتعايش السلمي الذي يعنى بقبول الآخر وتعزيز قيم التسامح والتعددية والتنمية الإقتصادية والتربية والتعليم وكذا التوافق الفرد والبيئة المحيطة به وبينه وبين المجتمع وهذا مايسمى خلق السلم المجتمعي.
ولتعزيز قيم التسامح فلابد أن ندرك أن التسامح هو احترام الآخر وقبول الصفات الإنسانية وقبول الإختلاف الذي مامن شأنه أن يؤدي إلى التكامل بين أفراد المجتمع والتسامح انواع التسامح الثقافي والديني والأخلاقي والإجتماعي وكلها تنصهر في بوتقة واحده تسمي التعايش السلمي .

يقال أن ثقافة المجتمع جزء من هويته كذلك فثقافة التسامح جزء من هذه الثقافة التي لها دور كبير في تعزيز قيم المحبة وتقوية العلاقات الإجتماعية في المجتمع الواحد وبين أبناءه ،فالتسامح هو النقيض الأبرز للتطرف والتعصب وثقافة التسامح تعمل على إزالة الحقد والبغضاء والكراهيه ولها القدرة على تنمية الثقافة الدينية والاجتماعية وتقوية أواصر العلاقات الإجتماعية، فتعزيز قيم التسامح هو الطريق إلى الشعور بالسلام الداخلي .
تعزيز قيم التسامح يقلل نسبة العصبية والتطرف والتوتر الذي مامن شأنه يؤدي الى انتشار العنف المجتمعي وكذلك الجريمة المنظمة .
لذلك فالسلام خط مستقيم غير متأرجح ولا متذبذب سلام بدعائمه الأربعة يقودنا نحو التعايش والتسامح والنهوض فلا نهضة للأمم ولا رقي لها بعيدا عن السلم والسلام والتعايش.

فلا سلام بلا تعايش وقبول الآخر والخروج من التقوقع على فكر معين والانحصار فيه ، وأيضا التعصب بكافة أشكاله والتحرر من التبعية المفرطة التي تقود إلى التعصب الأعمى والتشدد بالأفكار خلف القواعد الهلامية والعقول العاجية وعدم قبول الآخر والدخول به إلى آتون الخلافات والصراعات .

ودعائم التعايش السلمي الذي نعنيه هنا هو التعايش الديني والتعايش الحزبي والسياسي والتعايش المذهبي والتعايش العرقي ، ولذلك فمبدأ التعايش السلمي بعيدا عن إنحناءات التطرف والتعصب بكل أشكاله يعتبر من ركائز السلام ودعائمه الأربعة إن سقطت إحدى هذه الركائز بات التعايش المنشود تعايش كسيح لايمكن معه للسلام النهوض بقدر مايكون الإنحدار نحو الهوة هو النتيجة الحتمية.
وركائز السلام الأربعة تقود حتما نحو التسامح الذي يتعزز بالعدالة الإجتماعية والتسامح الديني والاخلاقي والإجتماعي مايعني أن الناس سواسية أمام القانون بعيدا عن العنصرية المتعفنة وبغض النظر عن الدين والعرق واللون والجنس كل هذه العوامل تعمل على تعزيز التسامح وثقافة التعايش وقبول الآخر وانصهار المجتمع ممايعزز نهج المحبة والتسامح والسلم الاجتماعي والذي يقود المجتمع حتما نحو النهوض والتنمية..

لايكفي أن نتطلع للسلام لنبلغه بل علينا صناعته بدءا بالإيمان به ومرورا بانتهاج مبدأه وترسيخ قواعده وانتهاء بتطبيق العمل بثقافة العدالة والتسامح ونبذ الإنغلاق والتطرف والتعصب .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله