من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

غسان كنفاني… لا يزال حياً !!

د.احمد لطفي شاهين

في رواية ماذا تبقى لكم يتحدث غسان كنفاني عن واقعة اللجوء الناتجة عن هجرة عام النكبة 1948 .و يدعو بها للتحرك لمواجهة التحديات بهدف العودة الى الارض المحتلة بعد تحريرها من نجاسة اليهود الصهاينة .

تنطبق هذه الرواية التي كتبها قبل عقود علي واقعنا الراهن فقد قطع قادة المشروع الصهيوني مسافة كبيرة لتحقيق اهدافهم الاستيطانية والتوسعية وقد عزز ذلك صعوداليمين الصهيوني المتطرف على قمة المشهد السياسي في دولة الاحتلال والذي يلقي الدعم والمساندة الكاملة من الإدارة الامريكية برئاسة المتخلف ترامب .

وبالمقابل فماذا تبقي لنا كشعب فلسطيني.. قيادة ومعارضة وقطاعات اجتماعية.؟ يعتقد الصهاينة حاليا انهم في المرحلة النهائية لتصفية القضية الفلسطينية فقد حسموا وفق اعتقادهم موضوعات مركزية ابرزها القدس واللاجئين وعودتهم ويستعدوا لضم مساحات واسعة من الضفة الغربية وتحديدا الأغوار والكتل الاستيطانية الضخمة ويعملوا علي فرض نظام عنصري بالجدران الاسمنتية.. على ما تبقى من شعبنا داخل المخيمات وعلي اصغر مساحة ممكنة مما تبقى من الأرض المحتلة المجزئة .

ويحاولون ايضا المس بقضايا الإجماع الوطني وأبرزها قضية الاف المعتقلين وقتلهم ببطء شديد .

ويحاولون نشر فيروس كورونا بشكل متعمد في مناطق تواجد شعبنا وعليه.. اتضحت الصورة فدولة الاحتلال تنكر علي شعبنا الحق في الحرية و تقرير المصير وتنكر عليه الحق في الحياة .. كما هو واضح بالممارسة وبقانون القومية العنصري… وتريد تشريد السكان الفلسطينين وضم الارض التي تعتبرها باستخدام مزيف للايدولوجيا بأنها ارض الميعاد من خلال توراة مزورة وتلمود اجرامي وبروتوكولات صهيونية سرية في منتهى الخطورة . وتريد ترسيخ الانقسام ببن الضفة وغزة وان تعزل القدس ومناطق ١٩٤٨ وتهميش الشتات .

وعليه فإن قادة المشروع الصهيوني يعملون علي تصفية القضية الفلسطينية واستكمال ذلك بمزيد من الضم والاستيطان فماذا اعددنا لهم بالمقابل ؟. ماذا تبقى لنا؟؟ لم يبقي لنا المشروع الصهيوني اي مساحات او خيارات للمناورة او البحث عن اوهام المفاوضات او فرص للسلام او التسوية بما في ذلك الهدنة والتي لن يؤمن بها الاحتلال وسيتعامل معها كمناورة وسيستغلها باتجاة مزيدا من السيطرة علي الارض بالضفة وتعميق الانقسام بين غزة والضفة الامر الذي يتطلب الشروع الفوري بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والعودة لمربع التحرر الوطني هذا اذا كان هناك شعور بالمسؤولية والامانة تجاه شعبنا.

لقد حذرنا غسان كنفاني في روايته رجال في الشمس من الصمت والتمسك بواقع مرير داخل الخزان وانه يتوجب علينا ان نطرق جدار الخزان حتى يسمع صوتنا العالم.. وبالتالي يجب ان لا تغري أي احد السلطة او امتيازاتها (في كل من الضفة وغزة) فالاحتلال لا يحترم اي طرف وعندما يقصفنا لا يعطي الصاروخ معلومات لتمييز ضحية عن ضحية فكلنا بالنهاية عرب ..( أغيار .. غوييم ) .

بمفهوم عقيدتهم المزورة لذلك.. لا يوجد أي مبرر منطقي للرهان علي اية متغيرات صهيونية او أمريكية اواقليمية او حتى عربية خصوصا في ظل موجة التطبيع العلنية بوقاحة و الغير مسبوقة في جميع المجالات الفنية والرياضية والبيئية و…. الخ.

فالرهان الرئيسي يحب أن يتركز علي شعبنا ووحدتة وصمودة وكفاحه وترتيب البيت الداخلي فقط وهذا هو المدخل وهو الاساس لاي انجاز في صراعنا مع هذا العدو المتغطرس واما الرهان الاخر فهو توعية العالم العربي بخطورة الصهيونية على كل العرب بلا استثناء واثبات ذلك بما ينشره الاحتلال من اعلانات وفيديوهات وتصريحات من قبل احتلال فلسطين وكلها تؤكد مطامعهم في كل بلاد العرب وان فلسطين المرحلة الاولى لقد قال قائد الثورة الفيتنامية ان السلطة قوة وثروة وامتيازات وان هذه الامور لا تجتمع مع الثورة ولن تنتصر ثورة عبر الفنادق وانما بالاشتباك عبر الخنادق في كل المحاور بكل الوسائل المسلحة وغير المسلحة تحقيقا للتحرير والعودة ..

انصحكم بقرائة رواية عائد الى يافا.. ل.غسان كنفاني ختاما .. اعتقد ان اي وطتي مخلص وشريف سيرفض أن يبقي في مربع سلطة إدارة شؤون السكان علي حساب الأرض والحقوق والثوابت ومستقبل القضية الفلسطينية .. الامر الذي يتطلب العودة الى أصول الصراع وتحديث الرواية.. فماذا تبقي لكم وفقا لرواية الأديب الشهيد كنفاني الذي تنبأ بكل هذه الهرطقات السياسية …

لذلك كان عنوان مقالي ان غسان لم يستشهد… فكلماته ورواياته وتراثه امور خالدة يجب تدريسها لكل ابناء هذا الجيل لتأهيلهم للامساك بزمام الثورة والانقضاض على المحتل الصهيوني .. فلا يمكن ان تنتصر الثورة اذا كان عناصرها جهلة ومعدومي الوطنية… ان المثقف هو اول من يقاوم وهو اخر من ينكسر.. المثقف مكتوب له الخلود حتى لو استشهد ..

لذلك لا يزال غسان كنفاني حيا بيننا وهو نموذج واحد فقط والنماذج الفلسطينية للمثقفين المناضلين الشهداء لا يمكن حصرها فهل نتحرك ونبدأ الجنون بعد 72 سنة من الظلم والتعامل الاخلاقي العقلاني مع عدو جبان لا يعرف الا لغة القوة .

انتهي البيان.. اقصد المقال

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله