تبدأ المساجلة الثنائية بين الشاعرين بأبيات للشاعر الذرحاني أبو فهد الدغفلي، والتي يستهلها بإهداءه للتحايا والسلام لأبو صقر، وعبارات الثناء له على أدواره وجهوده المشهوده في أوساط مجتمعه.
ثم يلجأ الشاعر للتأكيد على أهمية التسامح بين الناس دون تأجيل، وترك النزاعات والأحقاد ومسائل الخلاف وكل سوء فهم جانبا، كونها أمور عابرة وطبيعية، يجب ألا تشكل حاجزا يمنع القلوب من التآلف، ويعكر صفاء النفوس وصفو الحياة.
اللافت في هذا التبادل الشعري القصير، الحضور القوي لوباء كورونا، الذي أضحى طاغيا ومؤرقا لأفكار الناس ومشاعرهم، وأحاديثهم اليومية التي لا تكاد تخلو من سرد وقائع ضحاياه المتساقطين يوميا.
بعد ذلك يأتي الجواب على تلك الأبيات من الشاعر الجنوبي الشيخ أبو صقر السقلدي، الذي حرص على تضمين كلماته الشعرية المختصرة ما يجيش به صدره تجاه ذلك الصديق العزيز، الذي يميل للتحدث عن أدواره النضالية ورصيده الثوري، في مختلف منعطفات ومراحل الثورة الجنوبية المباركة، التي تدفق عطاءه في سبيلها دون توقف.
ثم يذهب الشاعر أبو صقر للحديث حول مبدأ التسامح وانعكاساته الإيجابية على مختلف نواحي الحياة لبني البشر، موضحا مدى تمسكه بذلك البعد الإنساني العظيم، ويرى في انتشار وباء كورونا أمرا محتما لا قدرة لمخلوق على تغيير دفته، وهو ما يدفع بالإنسان المؤمن لاحتساب الأجر والثواب الذي يوهبه الله ويضاعفه لمن يبتلى به.