هذه القصيدة من كلمات الشاعر الجنوبي المعروف الشيخ أبو صقر السقلدي، ويتناول فيها أساليب الجبن والخيانة والفرار من ساحة المعركة، التي بات البعض متصفا بها،
حيث يميل بعض هؤلاء إلى الزهو والحديث الكاذب عن الشجاعة والتظاهر بالإقدام والقدرة على خوض غمار المعركة، ولكن عندما يحمى الوطيس لا ترى لهم وجودا أو تسمع لهم ذكرا، فسرعان ما يلوذون بالفرار والاختباء، ليحصدوا بفعلهم الفاضح خيبات وألوان من الخزي والعار.
والشاعر يوجه خطابه هنا للمجتمع عموما، ولمن تقع تحت أمرتهم قيادة المقاتلين، محذرا أياهم من هذا الصنف من الناس، لما يترتب على وجودهم السلبي في صفوفهم، من تثبيط للهمم والعزائم وإرباك للعمل القتالي.
ثم يستمر الشاعر في عرضه لخفايا وبطائن هذه النوعيات، إذ أن الكثير ممن ابتلوا بهذه السلوكيات الحقيرة، لا يكفون عن غيهم، بل يتمادون في تصنع الشجاعة والجسارة، ومحاولة التقليل من أدوار الأبطال وحضورهم المشهود في ساحات الوغى.
حيث يعود الشاعر للتأكيد على انكشاف أمر هؤلاء وافتضاحهم على حقيقتهم، داعيا لاستبعادهم، مبينا أدوار الصناديد الشجعان، وصلابة مواقفهم، وثباتهم تحت مختلف الظروف والصعاب، لا ترهبهم شدة المعارك وضراوة القتال، أو تقلل من فاعليتهم.