في صباح يوم جميل…صحى ذاك الرجل م̷ـــِْن نومه ذاكرا ربه… مستيقظا قبل أذان الفجر… مرتلا كتاب الله… وحتى إقامة الصلاة ذهب يستغفر ربه ويتوب إليه… أقيمت الصلاة… فصلى في الصف الأول… ولم يرجع إلى بيته.. بل قعد يذكر الله حتى وقت شروق الشمس… أشرقت الشمس… لمح ببصره ذلك… فقام وصلى… رجع إلى بيته يهمهم بأذكار الصباح.. كان على موعد مع الخروج من منزله الذي يأوي فيه… بعد الفطور قررالذهاب إلى عمله الذي يقوم به كل يوم… كان هو المدير التنفيذي للعمل الذي يضم مجموعة من العاملين.. وصل الى مكتبه الغير فخم… مع أنه في مؤسسة مرموقه… كل م̷ـــِْن زاره قال سبحان الله… يمر بين مكاتب الموظفين فيرد السلام… وهم يرمقونه بأعينهم ويتمتمون بكلمات لا تسمع…ساخطون… متذمرون… ترى عجبا… قبل الظهر يتوضأ ليصلي ركعات الضحى… ومن ثم يرجع إلى عمله… ومسبحته في يديه.. يرتل تعويذات نحن لا نعرفها… لكن موظفي الشركة عرفوها مرارا وتكرارا… يوذن للظهر فيقوم لصلاة الظهر… يرجع الى عمله… فيأتيه أحد الموظفين بطلب استئذان مشروع… فيغضب رافعا صوته بعنجهية مطلقة…. إذهب لا أذن لك عندي… يحاول الموظف… فيقوم بطرده… يأتي آخر… طالبا سلفة من الشركة… بسبب مرض زوجته… والأمر مشروع.. فيرفض المدير… ضاربا بلوائح الشركة عرض الحائط… يخرج الموظف وهو يتمتم ويتحوسب… ويردد… إلى الله الملتجأ… يدخل ثالث ويرد السلام… فلا يرد.. و يهم المدير بالخروج م̷ـــِْن باب الشركة… وينادي موظف النظافة… ويلمزه بإسمه… ويستجيب الرجل… فيوبخه إيما توبيخ… ويستهين به وبمهنته… ثم يركب سيارته الفاخرة… وييقوم بتشغيل إحدى السور القرآنية… ثم يستمع الى أحاديث ربانية… يتصل بأحد المطاعم ليجهزوا له أفضل الماكؤلات… وأمتع المشروبات… ينزل من سيارته… ويرى أصدقائه ينتظرونه… ويمر من أمامه سائل… فيخرج فئة الألف ريال.. ويعطيه إياه… ويراه أصحابه فيتعجبون ويقولون هنيئا له تلك الصدقة…ويراه رجل مسن لم يستطع أن يصل إليه ليسأله… فقرر المكوث حتى يخرج الرجل من المطعم… يكمل المدير تناوله للغداء… فيخرج من المطعم تاركا أصحابه يكملون غدائهم… وهو يمر من أمام بوابة المطعم بعد أن يحاسب… يتقدم خطوات… والرجل العجوز ينتظره… فيسأله ظانا أن كرم المدير الحاتمي سيتنزل عليه.. يمد يده ليسأل… فيرفع المدير صوته.. ويشتمه… ويذهب تاركا الحسرة في قلب الرجل العجوز… يركب سيارته الفاخرة.. ويشغل أناشيد تشيد بالقيم والمثل الإسلامية… يتوجه إلى مقيل يزوره… كل يوم يجتمع فيه كوكبة من أقرانه.. فيكملون حديث البارحة عن فلان… ويخططون كيف يطيحون بمدير تلك المؤسسة الصاعد… يقضون جل وقتهم بزرع الفتنة بين أبناء الحارة… ويتحدثون عن زوجة الجيران… وقبل المغرب يذكرون الله… ويرددون أذكار المساء ..وقبل القيام م̷ـــِْن مجلسهم… يذكرون حديث كفارة القيام م̷ـــِْن المجالس… ويتوجهون معا إلى الجامع ليكون إمام المسجد هو مدير المؤسسة نفسه… وكل أصدقائه رواد الصف الاول.…
