من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

عندي موعد

القاصة صوفيا الهدار تألق في فضاءات السرد!!!..

في عالم الإبداع الفسيح تطل علينا الكاتبة المتألقة دوما، الأستاذة صوفيا مهدي الهدار، من خلال كتاباتها السردية من قصص جميلة ومعبرة وهادفة، والتي تناقش من خلالها مشكلات اجتماعية وثقافية وسياسية تؤرق حياة الناس وتثقل كواهلهم، لتضع القارى والمتابع في الصورة الحقيقية للواقع الراهن، وأبرز التعقيدات والمعانات السائدة من حوله.
وهذا الأسلوب السردي الحديث، يمثل مدخلا مهما للتعبير عن رفض وقائع وأشكال وممارسات نمطية معينة، وهي دعوة في الوقت ذاته للبحث عن السبل والوسائل اللازمة لتقليصها وتخليص المجتمع من وطأتها.

وفي هذا السياق سنحاول تقديم إحدى النصوص السردية للكاتبة، والذي يحمل عنوان (عندي موعد):

جافاني النوم فأنا عندي موعد، قضيت الليل اتفقد المنبه متى يرن؟، وقبل أن يرن انتفضت استعد، اغتسلت، تهندمت فأنا عندي موعد، لم استطع تناول الفطور، ومعدتي تؤلمني ذهبت للحمام مرارا، إنه التوتر بسبب الموعد. حملت أوراقي وهرولت للشارع، يجب ألا أتأخر فأنا عندي موعد، علق كيس نايلون في قدمي ، رفسته بقوة، ضحك جاري، وقبل أن يبدي تعليقه مضيت، فلا وقت لدي، نبت أمامي طفل يتسول، ابعدته، أنا كريم يا صغيري ولكن عندي موعدا، أسرعت الخطى ودون أن انتبه دست على ذيل كلب نائم، نبح بشدة، لحق بي، نهش حذائي، هرولت  بعيدا فوقعت على وجهي، ياله من وغد أفسد هندامي وأنا عندي موعد. وأخيرا وصلت للمحطة، ركبت الباص تشاجرت مع السائق والركاب، كم أكره التأخير وأنا عندي موعد.
ما أسعدني حين وصلت المكتب قبل الموعد ، ألقيت السلام على السكرتيرة، رمقتتي بنظرة فاحصة، وقالت انتظر .  أردت أن أوضح لها أنني على موعد، لكنها لم تعطني فرصة للكلام. بقيت لساعة، تحركت نحوها، أنا يا آنسة عندي موعد، ودون أن تنظر نحوي، قالت: قلنا انتظر فالمدير لم يصل بعد. تهالكت على المقعد، وانتظرت لساعات، بدأت أشعر بجبهتي المتورمة تؤلمني، ومعدتي تقرقر من الجوع، ولكن علي أن أنتظر، فأنا عندي موعد.
انتهى وقت الدوام، ولم يحضر المدير، قالت السكرتيرة عد غدا.
مضيت أجرجر أقدامي، علي أن أستعد فغدا عندي….

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله