من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

صدى الكلمات

صدى الكلمات..
الطيبة مدرسة في الحياة..
بقلم خالد بركات..

*الطيبون كلما أرادوا أن يتغيروا فشلوا..*
*لأن بداخلهم بذور صغيرة تسمى*
*الضمير والستر والمحبة وهي تمنعهم..*
*فتعالوا نتسامح ونستر وستكون المحبة..*

“‘قصة مقتبسة في قمة الروعة..”
خلال أحد المناسبات، شاهد أحد الحضور وهو
( طالب ) معلمه الذي كان يدرّسه في المرحلة الابتدائية قبل نحو 35 سنة..

أقبل الطالب بلهفة واشتياق على معلمه بكل تقدير واحترام، ثم قال له بشيء من الخجل : هل تتذكرني يا أستاذي..؟؟!!
*فقال المعلم العجوز : لا يا بني..*
فقال الطالب بصوت خافت : كيف لا..؟؟؟!

فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف، وبعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبت منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا. أيقنت حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ والمعلمين وسأبقى موضع سخرية وستتحطم شخصيتي الى الأبد..
أمرتنا أن نقف صفاً واحداً ، وأن نوجه وجوهنا للحائط وأن نغمض أعيننا تماماً..

وأخذت تفتش جيوبنا تلميذ، تلميذ وعندما جاء دوري في التفتيش سحبت الساعة من جيبي وواصلت التفتيش الى أن فتشت آخر طالب..
وبعد ان أنتهيت طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا ، وأنا كنت مرتعبا من أنك ستفضحني أمام الجميع. ثم أظهرت الساعة وأعطيتها للتلميذ ؛ لكنك لم تَذْكر اسم الذي أخرجتها من جيبه..!!

وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني ولم تحدث أحدا عني وعن سرقتي للساعة. ولذلك يا معلمي قررت منذ ذك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيراً..
فكيف لا تذكرني يا أستاذي وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أو تنساني..؟؟!!

طبطب المعلم على ظهر تلميذه وإبتسم قائلاً :
بالطبع أتذكر تلك الواقعة يا بني، صحيح أنني تعمدت وقتها أن أفتشكم وأنتم مغمضي أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه، لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا أيضا فتشتكم وأنا مغمض العينين ليكتمل الستر على من أخذ الساعة ولا يترسب في قلبي شيء ضده..

إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لايقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم، فأجبروا الخواطر وراعوا المشاعر ‏وجملوا قلوبكم للناس..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله