من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

فولة ومقسومة نصفين

د.احمد لطفي شاهين
غالبية الناس يقولون ..منذ الامس لم أنم جيدا .. وأنا في حالة قلق شديد .. وتوتر عصبي لا يحتمل .. ادخن بشراهة .. فناجين القهوة مصطفة بالعشرات أمامي .. أقلب قنوات التلفاز بحثا عن معلومة .. أفتح الانترنت على المواقع الالكترونية عمن ينشر الخبر الصحيح .. أذهب إلى مواقع الواتس لعل أحدهم رصد مواقع الاخبار أو ما تناقلته الصحف العالمية…أغلق كل الاخبار .. وأتمشى داخل الصالون .. وأنا أفكر أيهما سيفوز بالانتخابات الامريكية ترامب أم بايدن.
***
قمة السخرية ما تحدثت عنه سابقا، فهي ليست أكثر من واصف لحالة الأنظمة العربية التي لم تنم ليلها وهي منقسمة على ذاتها .. بين من يدعو الله بفوز ترامب، ومن يدعو الله أيضا بفوز بايدن، كأنهما ملكان هبطا من السماء لاصلاح الكون وحل القضية الفلسطينية والقضايا العربية .
**
ما يجب ان نعلمه ان الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في امريكا .. وجهان لعملة واحدة في خدمة الاحتلال الصهيوني ومصالح امريكا فقط، وما الفوز من خلال المجمع الانتخابي وليس بأصوات الناخبين إلا تأكيد لانعدام الفارق بينهما، فكلاهما يخضعان لقوى سياسية عليا سواء معلنة أو مخفية، هي التي تحدد سلفاً من الذي سينفذ سياستها القادمة.
لذلك من يعتقد أن بايدن افضل من ترامب فهو واهم، لأنهما يمثلان سياسة مؤسسة قائمة على قواعد أهمها الانحياز الكامل للاحتلال الصهيوني وحفظ وجود وأمن دولة الاحتلال لانها ذراعهم في المنطقة، وإخضاع العالم العربي كله للصهيونية والماسونية، ونهب خيرات الوطن العربي، ودفعه للاستسلام للفساد والضياع والفقر والانتحار بسبب تنفيذ سياسة الموت البطيء لشعوبنا وغير ذلك من اهداف للسياسة الخارجية الامريكية يتوجب على اي فائز منهما ان ينفذها حرفيا ولكن.
ثمة اختلاف بينهما في طريقة التعامل مع القواعد والاساليب،
فنجد ترامب كشف عن وجهه السافر في منح الاحتلال ما كانت تحلم به، من اعتبار القدس عاصمة ونقل السفارة، وإخضاع العرب للتطبيع معهم، وتشريع صفقة القرن.
اما بايدن فإنه لن يلغي ما أقرته السياسة الامريكية السابقة، انما سيجمل ما فعلته بكلام معسول، وبعض التغيرات الشكلية كما جاء في وعده الانتخابي، ومراجعة صفقة القرن دون الخروج عن جوهرها. ولن يخلع المستوطنات ولن يخلع جدار الفصل العنصري ولن يطالب بالافراج عن 12 ألف معتقل فلسطيني وعربي ..
ان سياسية ترامب لم تعطي الفلسطينيين دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وستكون سياسة بايدن على نفس الطريق، لأن رفض الدولة الفلسطينية وفق الرؤية الفلسطينية اصبح من القواعد الامريكية الثابتة، في تبني الرؤية الصهيونية.
فعلى ماذا تراهنون؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومؤتمر يالطا هل شعرتم مرة واحدة تغيراً في السياسة الخارجية الامريكية تجاه العرب والمسلمين، ؟ لا اعتقد ..
بل مزيدا من الخراب والتخريب، والذل والاهانة، والفتن والسرقة…
تأكدوا .. اذا فاز ترامب سيكمل مشروعه في صفقة القرن، والتطبيع العربي مع الاحتلال، وضم الضفة الغربية وتقسيم العراق وتفتيت سوريا وتدمير اليمن وتخريب ليبيا . وما خفي اعظم ..
واذا فاز بايدن سيكمل نفس المشروع مع بعض التغيرات غير الجوهرية، و تقديم مغريات مادية على نفقة دول ثرية لتجميل صورته امامنا
وعلى كل الاحوال لن تخسر امريكا دولار واحد
واذا تجاوز اي رئيس امريكي حدود النصوص الماسونية الصهيونية فسيقتلوه فورا كما فعلوا مع كيندي .. والقاتل دوما مختل ومجنون
فعلى ماذا تراهنون …..؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد