من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قهوة شريرة

رِفِلّه العبّادي(ريم)

قهوة شريرة
أخرج من منزلي لاستنشق هواءًا سيأتي إليّ ولي أنا فقط ، أُحس بذلك وكأنه يناديني لأستقبله ، أرتدي جرزة برتقالية بقلنسوة كحارس منارة يخرج من عزلته البعيدة لفضاءٍ رحبٍ ، ممسكاً بكوب قهوته المسائية الساخنة التي يصنعها يوميا لمهمة وحيدة ونبيلة ، يصنعها لغايات تدفئة جوفه فلطالما كان يصفر الهواء البارد داخله محيطاً بقلبه.
لكن القهوة لها أنفة وعزة نفس لاتقبل أن تكون الغاية منها التدفئه فقط فهي أجمل وأقوى من ذلك ، حتى وإن أصر الحارس على ذلك حين يشربها تباغته وتذهب كلصة شقراء جميله كعارضات الازياء تضع أحمر شفاه أحمر وطلاء أظافر أحمر ، تلبس وشاحا لتداري نفسها كي لايتعرف عليها أحد تركض بخطوات سريعة وتقف لتختبئ بجدارن كل البيوت والأماكن الموجودة داخل الحارس لتصل للبيت البعيد المبني بأجمل بقعة في تلك الارض وتفتح الباب بكلتا قبضتاها وتشد عليه القبضه كي يُفتح دون إصدار صوت يوقظ غفلة الحارس وهي تتلفت بنظرها من حولها ، تفتحه وتدخل وتعاود النظر للخارج تراقب المكان إن رأها أحد ، تزيل الوشاح عن رأسها وتضعه مع جزدانها على المنضدة تشمر عن ساعديها قليلا ، تضع يداها على خاصرتها تفكر من أين سأبدأ البحث ، وتبدأ بنبش الخزانة والادراج والسِلال وكل مايمكن أن يُخفى به شيئاً ، حتى رأت تلك الزهرية المخبأة بالخزانه الزجاجية حاولت فتح الخزانه ولم تستطع  فكسرت الزجاج ،(حينها جفل الحارس ووجمت ملامحة وكأنه أحس أن هناك ذكرى ستأتي إليه) ، وفي أثناء جلبها لتلك الزهريه جرحت يدها تألمت قليلا لكنها لعقت دمها واكملت إخراج الزهرية ، حتى أمسكتها بكلتا يديها وإبتسمت بخبث ، وجعلت تُخرج مما بداخلها من اوراق وكلما بدأت بقراءة روقة يبدأ الحارس بتذكرها ويذهب بخياله اليها ، وبقيت هي تقرأ بالذكريات ذكرى ذكرى وكأنها تسرد له قصة ويبقى سارحاً وقتا كثيرا ، حتى تنهي ماقرأته وتنثر الأوراق من حولها وهي تضحك بشكل جنوني وتقول لنفسها هاقد نجحت مجددًا ، لحين إنتهاء الفنجان وإستيقاظ غفلة الحارس من نومها فتسمع تلك المجنونه تضحك  وتدهب لتشاهدها مستقرة بقعر قبلة ببيت ذكرياته فتطردها وتحاول لملمة مانثرته واخفائه بمكان جديد لاتجدة القهوة ، وتحمل القهوة منديلها وتتأبط جزدانها وتربط المنديل على رقبتها وتخرج متبجحة مبتسمة كشريرة انهت سحرها فبعد إنتهاء مهمتها لايهم إن رأوها ، يكفي أن رأتها الغفله التي مازالت تحاول جاهدة أن تقنع النعاس بالقدوم من هجرته ليستقر بتلك البلاد .
وهذا ليس حال الحارس فقط بل أيضا حال الصياد .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد