من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم
Breaking News

بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاعاقة

دكتور جاسم المطيري

المعاق هو الشخص الذي يتعذر عليه القيام بعمل ما إلا بمساعدة الغير حتى تمكن ظروف حياته من تأدية وظائفه بشكل مستقل.
وعليه، فإن كل من بحاجة إلى مساعدة للقيام بواجباته فهو معاق.
لكن الاعاقة تعرف بصفة عامة، على أنها إصابة بدنية أو عقلية أو نفسية تسبب ضررا لنمو الفرد البدني أو العقلي أو كلاهما، وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه، وبذلك يصبح الفرد من ذوي الإعاقة، وهو أقل من رفقائه في نفس العمر في الوظائف البدنية أو الإدراك أو كلاهما.
والإعاقة بهذا المفهوم، ليست مرضاً ولكنها حالة من الإنحراف أو التأخر الملحوظ فى النمو الذي يعتبر عاديا من الناحية الجسمية والحسية والعقلية والسلوكية واللغوية والتعليمية، مما ينتج عنها صعوبات خاصة لا توجد لدى الأفراد الآخرين، وهذه الصعوبات والحاجات تستدعي توفير فرص خاصة للنمو والتعليم وإستخدام أدوات وأساليب مكيفة يتم تنفيذها فردياً وباللغة التربوية، ومن هنا يمكن القول بأن الإعاقة هي وضع حرج يفرض قيودا على الأداء العام للفرد.
ويميز الباحثين بين إتجاهين لتحديد المقصود بالإعاقة.
الإتجاه الأول: يقصر لفظة المعاق، على الشخص الذي يصاب بعجز معين في أحد أعضاء جسمه، مما يجعله غير قادر على التكيف مع المجتمع على نحو طبيعي، أي أن الإعاقة في هذه الحالة تعني عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة، المرتبط بعمره وجنسه وخصائصه الإجتماعية والثقافية، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية، ويدخل في نطاق هذا المعنى أنواع الإعاقة المختلفة، كالإعاقة العقلية والسمعية والبصرية والجسمية وصعوبات التعلم.
الإتجاه الثاني: يرى أن لفظة المعاق، لا يقتصر على مجرد إصابة الفرد بعجز معين في أحد أعضاء جسمه، بل تمتد لتشمل فضلا عن ذلك أية حالة تعوق الفرد عن أداء دوره الطبيعي في المجتمع، حتى ولو لم يكن ذلك نتيجة إصابته بعجز جسماني في أحد أعضاء جسمه، ومنها فإن المعاق: “هو ذلك الشخص الذي انخفضت بدرجة كبيرة احتمالات ضمان عمل مناسب له والإحتفاظ به والترقي فيه وذلك لقصور بدني أو عقلي معترف به قانونا”، فقد يصاب الشخص بحالة إنطواء وعزلة إجتماعية تجعله غير قادر على التكيف مع أفراد المجتمع المحيط به رغم سلامة أعضاء جسمه، ويدخل في هذا المفهوم للإعاقة أيضا ما يسمى بإضطرابات السلوك وتصارع الثقافات لدى الشخص، والواقع أن الإعاقة ليست نتيجة لسبب واحد بل هي محصلة مجموعة من الأسباب والعوامل الصحية والوراثية والثقافية والإجتماعية، وهي في ذلك تختلف من مجتمع لآخر ومن وقت لآخر.
ونظرا لأهمية الموضوع، وارتباطه بحقوق الإنسان، ومن أجل التخفيف من معانات هذه الفئة التي يتجاوز عددها المليار شخص على مستوى العالم يعانون من أحد أشكال الإعاقة، أي ما يوازي 15% من سكان العالم، وأن هذا الرقم من المتوقع أن يرتفع في قادم السنوات، بسبب زيادة معدلات انتشار الأمراض غير السارية، وشيخوخة السكان. ومحاولة منها في إدماج هذه الفئة في المجتمع، فقد تدخلت منظمة الأمم المتحدة منذ 1992، وخصصت يوم 3 دجنبر يوما عالميا للمعاق، ووضعت له استراتيجية ومجموعة من الأهداف، من أجل إحراز تقدم مستدام.
وعلى الرغم من أن جميع الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الإعاقة هم في الواقع يعانون من الحرمان من العيش بحياة طبيعية إلا أن درجة الحرمان التي يعاني منها كل شخص تختلف عن الآخر اعتمادا على الرعاية الطبية والمجتمعية والحكومية التي يحصل عليها كل فرد، ولهذا كان السبب الأساسي وراء هذا اليوم هو التقليل من معاناة هؤلاء الأشخاص.
ومساهمة من منتدانا الثقافي العربي في إحياء هذا اليوم ومشاركة مجهودات منظمة الأمم المتحدة بالتعريف باستراتيجيتها في الموضوع والاطلاع على أهدافها، وفي نفس الآن محاولة الوصول إلى أفكار وآراء من شأنها المساهمة في دمج هذه الفئة داخل مجتمعاتنا العربية..
دمتم بمحبة وسلام
اليوم العالمي للمعاق
٣/ ١٢ / ٢٠٢٠ م
اخوكم دكتور جاسم المطيري

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد