من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ورقة عمل بعنوان العمل التطوعي بين الواقع والمأمول

تقديم دكتور جاسم محمد المطيري

المؤتمر الدولي العربي  للتطوع

ورقة عمل بعنوان العمل التطوعي بين الواقع والمأمول

 

كما هو معلوم لدى الجميع فإن التطوع هو: تقديم خدمة أو عون أو نفع إلى جهات معينة أو أفراد دون مقابل مادي أو معنوي وهو نوع من المساهمة في التنمية بجميع أنواعها والاجتماعية منها بصفة الخصوص.

ولقد حث ديننا الحنيف على التطوع وبذل كل ما من شأنه إسعاد البشرية ابتداء من ذات الشخص وامتداداً إلى الآخرين فقال تعالى في شأن العبادات: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقال الرسول الكريم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار) وقال عليه السلام: (من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات) أو كما قال عليه السلام ولعل هذا دليل قاطع على أن هذه الأمة أمة خيرية وأن هذا المجتمع قائم على تلك الأصول السليمة والجذور المتينة الراسخة في عمل الخير والتطوع.

وفي هذا الإطار أرغب أن أشير إلى تلك الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة لتطوير العمل التطوعي والرقي به وخصوصاً ونحن نعيش هذه الأيام حراكاً جيداً في الأعمال التطوعية في وطننا العربي تنبئ عن وجود عمل مؤسساتي قائم على أصول واضحة وقواعد ثابتة من خلال دعم الحكومات العربية  

وتشجيعها لتلك الأعمال التطوعية من خلال دعم كل الجهات والمرافق والجمعيات التي تقوم على الأعمال التطوعية وما ذاك إلا إيمانا من ولاة الأمر والمسؤولين بأهمية دور العمل التطوعي في النهوض بكافة الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع.

ولكنني أرى أن تلك الجهود يجب أن تؤصل وتتضافر لتشكل نسيجاً لعمل تطوعي متكامل، كما يجب الاستفادة ممن سبقنا في ذلك من الغرب الذين تفانوا في التطوع في خدمة المؤسسات التي تعنى بالحيوانات عوضا عن الإنسان فيجب الاستفادة من تلك السبل المتطورة لجذب المتطوعين فيما يخدم بني الإنسان، و من خلال عملي مع الكثير من المنظمات التطوعية ساطرح عليكم بعض المقترحات والتوصيات :

1- ترسيخ فكرة العمل التطوعي منذ الصغر وذلك عن طريق 

– استغلال بعض حصص النشاط الطلابي في المدارس في خدمة ومساعدة بعض أقرانهم من الأطفال في المستشفيات أو جمعيات المعاقين أو رعاية الأطفال الأيتام وتشجيع المتطوعين منهم على ذلك بالهدايا والدرجات.

– تدريب طلاب الكشافة وطلاب المدارس بكافة مراحلها على استمرارية العمل التطوعي طوال العام .

– الاستفادة من الطلاب المتخرجين والعاطلين عن العمل مع إمكانية احتساب تلك الساعات لهم كنقاط مفاضلة عند تساوي قدراتهم عند التوظيف. مع منحهم بعض المكافآت إن أمكن …

– التنسيق مع وزارات التعليم العالي بالوطن العربي لاعتماد العمل التطوعي لطلاب الجامعات وخصوصاً طلاب الدراسات الاجتماعية فيجب أن يكون لديهم عدد معين من ساعات التطوع وخصوصاً في فصول التطبيق العملي في الجامعة على أن تحسب كنقاط مفاضلة عند التوظيف.

2- حث بعض الشركات والجهات المالية ذات العلاقة بالمساهمة بالمشاركة الفعلية في العمل التطوعي بما يلي:

– أن يكون بعض تبرع تلك الشركات بأسهم من أسهمها لتكون مصدر دخل متنامي للجمعيات يدار من تلك الشركات ذات الخبرة تضمن نمو تلك الأموال والأعمال التطوعية.

– إتاحة أولوية للجمعيات الخيرية والتطوعية بالوطن العربي للاكتتابات  أسوة بالشركات الأخرى.

3- تبني إنشاء مركز أو بنك معلومات عربي لمعلومات العمل الخيري والتطوعي يتم الإفادة والاستفادة منه في هذا المجال حتى يستفاد من الخبرات المتراكمة حتى لا يخضع العمل للاجتهادات الفردية التي قد تؤثر سلباً على العمل التطوعي.

4- التنسيق مع وزارات الداخلية بالوطن العربي بجعل العمل التطوعي جزءاً من العقوبات المفروضة على بعض نزلاء السجون في قضايا غير جنائية ترويضاً لنفوسهم على العمل الاجتماعي التطوعي وإفادة المجتمع من قدراتهم وطاقاتهم. 

5- عمل قنوات للتواصل ونشر العمل التطوعي من خلال قناة تلفزيونية متخصصة أو موقع إلكتروني لشرح ما هو جديد في عالم التطوع بالإضافة إلى وضع إمكانيات تلك القنوات لجميع الجهات التي ترغب في الاستفادة منها حتى ولو كان الاشتراك بتلك القنوات برسوم رمزية لدعم استمرار عملها.

6- إنشاء مؤسسة أو هيئة عامة للعمل التطوعي والخيري تعمل تحت مظلة وزارات الشؤون الاجتماعية بالوطن العربي للقيام بالمهام التالية:

– الإشراف على الأعمال الخيرية المقدمة من الجمعيات وجهات التطوع.

– تتبنى إقامة دورات تدريبية داخلية وخارجية للوصول إلى أحدث طرق العمل التطوعي وتمنح شهادات تؤهل للانخراط في العمل التطوعي وتكون معتمدة من الجهات ذات العلاقة.

– تعتمد سلم تطوعي للأعمال يحسب بالنقاط بحسب كل عمل على أن يكرم الشخص بعد حصوله على رتبة أو درجة معينة في العمل التطوعي على أن يعتد بتلك النقاط فيا لمفاضلة الوظيفية في الخدمة الاجتماعية والجمعيات الخيرية.

– يكون الدعم لهذه المؤسسة أو الهيئة من الوزارة المعنية أو من خلال التبرعات والهبات مع التركيز على الأوقاف لدعم العمل التطوعي.

7- إنشاء جائزة على مستوى الدول لتكريم رواد العمل التطوعي وذلك من خلال النقاط والشهادات التي تمنح للمتطوع من المؤسسة المقترحة أعلاه.

8- تبني فكرة برنامج (تطوع) لإبراز رواد التطوع في المجتمعات العربية وبقية دول العالم وكيفية الاستفادة مما وصلوا إليه هم خلال خدمتهم لمجتمعاتهم وأوطانهم على أن يمنحوا الجائزة  المقترحة أعلاه ويكرموا بحفل سنوي يقام لهذه المناسبة.

9- تبني جامع الدول العربية وضع نظام وميثاق موحد للعمل التطوعي بالدول العربية .

10ـ تبني أن يكون للمناهج الدراسية نصيب في دراسة مفهوم وثقافة التطوع من كافة جوانبه بالوطن العربي

وأخيراً أرجو أن تجد هذه التوصيات والمقترحات طريقها الى  النور لتطبيقها والاهتمام بها وتكون واقعاً ملموساً يؤثر إيجابياً على واقع العمل التطوعي كما أسأل العلي القدير أن ينفع بها الجميع .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد