من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن

الكاتبة علياء حمدان

هذا الموضوع يعد من المواضيع المثيرة للجدل التي قد تلاقي الكثير من الإنتقاد, وإثارة حفيظة البعض.
فقد أصبحت المرأة في مرحلة معينة من عمرها سعيدة بلقب ((strong independent woman وقد كان هذا هدفها في الحياة؛ أن تصل للمرحلة التي تجعلها تنازع بها الرجل في كل أمور الحياة وتتغلب عليه وتصبح أفضل منه, لكن للأسف لم تجد من يشجعها ويكرّمها ويصفّق لها لما نالته بجدارة واستحقاق, بل على العكس تماما لقد كانت حياتها كلها تعب وشقاء وهرولة لإثبات ما يصعب إثباته . فالذي وجدته غريبا في موضوع إثبات الذات ذاك، أنها قد أكتشفت في خضم ذلك الصراع الطويل أنها مفتقدة لإحساسها بوجود شخص قوي الشكيمه في حياتها يديرها ويفكر ويخطط وينفذ ويتعب في التخطيط والتنفيذ نيابه عنها, ويحتويها ويشعرها بالأمان والدفء, ويراعي مصالحها,ويهتم لأمرها.

ما الذي تغيرعند نساء العرب؟
لقد خرجت النساء من القمقم وبدأت تناطح وتنازع الرجل وتسعد بلقب (strong independent woman)
فعلى شاشات التلفاز تجد المرأة هي من تتحدث, وتدير العمل, وتتقلد المناصب, وتأخذ القرارات. بينما تجد في البيت الرجل يتقوقع حول نفسه,لا يبدي رأيه بما يخص امور بيته, و يُصدّر المرأة لتلك الأمور بكل تفاصيلها خشية التصادم , واختلاف الرأي فيركن للهدوء والصمت… حتي الاخ أصبح خائفًا من اعطاء النصيحة لأخته او الإدلاء برأيه حول اصدقائها او لبسها او أي أمر يثير حفيظته, خوفا من أمه وأخته أوالإشتباك معهما في جدال لا طائلة منه فالخنوع والإستسلام حليفه بكل الأحوال. فكلمة امه في ذلك الموقف هي العليا “دع أختك وشأنها,دعها تعمل ما يحلو لها وأهتم بشؤونك فقط “
فأصبح الشباب يخاف أن يقول رأيه بمواضيع مهمة مثل موضوع التحرش كأن يكون أحد أسبابه هو ملابس الفتيات الفاضحة, حتى أنه لا يجرؤ ان يدلي برأيه عبر تعليق على الفيسبوك بشأن هذا الموضوع, لأن بعض الفتيات المتحررات لن تألو جهداً في الرد عليه باقوى وأشرس الردود وأكثرها حدة فليتزم الصمت تجنبا للدخول في مناقشات نتيجتها محسومة مسبقا لصالح الطرف الأقوى فالبقاء للأقوى كما هو متعارف بينهن.
وننظر لنرى أن الرجل قد أصبح في عزلة تامة من مجريات الأحداث وما يدور حوله في هذا المجتمع الذي يتشارك به مع المرأة فيتصف بالسلبية بل ويترك لها فرصة إتخاذ القرار في جُل الأمور والمصيرية منها.
أمّا وقد ظهر لنا أن سلبية الرجل وحياديته ستضر بنا وبمصلحتنا كنساء يحتجن من يتحمل مسؤوليتهن ومسؤولية البيت والأولاد والأمور الحياتية, فهذا يتطلب منا وقفة.
لذلك تجد المرأة نفسها في حيرة تامة مما وصل إليه حال النساء العربيات ,فكيف أصبحن هن من يتصدّرن المشهد في كل أمور الحياة, وتحمل متاعبها وأهوالها, وكونك سيدة بلقب (strong independent woman) لن تنالي تلك الأوسمة التي لطالما حاربتي لأجلها هكذا بدون مقابل ؛بل ستدفعين الثمن غاليا.
عجلة الحياة تطحن أنوثة المرأة:
تشتكي بعض النساء المتزوجات من سلبية زوجها ولامبالاته وعدم تحمله للمسؤولية, وإلقاء العبء ومتاعب الاولاد والبيت على كاهل الزوجة,وتكليفها بالمسائل المادية والمعنوية.
ذلك لان الرجل وضع نصب عينيه اعتراف المرأة بأنها لاتشعر معه بالأمان, فأمانها وسندها المتين هو شهادتها وعملها فقط , فاستغل هو هذا الاعتراف بإجبارها على تقمص دور البطولة وإستبدال الأدوار في القوامة والإنفاق وحمل الأعباء.
إذاً دعيِ عملكِ المضني يستنزفكِ ,ودعِي شهادتكِ الكبيرة تسعفكِ عندما تنهارين من التعب والركض السريع خلف عجلة الحياة التي لا ترحم.
ولاتسمحي لأن ينتابكِ الغضب وتثار حفيظتكِ إذا وجدتِ زوجكِ منشغلا بهاتفه واموره الخاصة وهو يراكِ متعبة ومنهارة ولا يتورع عن اهمالك وانتِ بأشد الإحتياج لكوب ماءٍ من يده. تذكري لحظتها ذلك اللقب الرنان( strong independent woman) واسعدي به, واستمري بطحن نفسك واستنزافها.
الإسلام كَفِل حقوق المرأة:
خلق الله عزّ وجلّ سيدنا آدم لهدف سامٍ وهو إعمارالأرض, وهذا يتطلب القوة الجسدية والمقدرة العقلية والذهن الصافي لتحقيق ذاك الهدف, فخلق الله له حواء من ضلعه لتشاركه وتسانده في إعمار الكون, وتقوم كذلك بالترفيه عنه ودفع الملل أوالكسل الذي من شأنه أن يثبط من عزيمته ويُفتِت من عضده.
وقد جاء في الشريعة الأسلامية بعض التعاليم لحماية الرجل من الوقوع في مصيدة بعض النساء المتحررات التي قد تدمر رجولته وكرامته, ومن بعض هذه التعاليم:
 اولا:غض البصر:
أَمرالله الرجل بغض بصره عن المحرمات التي قد تشغله عن بناء نفسه وذاته وتحقيق هدفه في الحياة, كما أمره بالتمتع بالحلال الذي يقره ديننا الحنيف.
ثانيا: عدم الإختلاط غير المقنن:
نُهي الرجل عن الإختلاط بالنساء إلا بقيود مفروضة.
لأن الإختلاط غير المبرر والجلوس بين النساء غير المحارم منهن قد يشغل جوارح الرجل بما يرى و يسمع من احاديث النساء, ويظهر فصيل جديد من أشباه الرجال “المخنثين” الذي اصبح مجتمعنا العربي لا يخلو منه.
ثالثا:تعاونوا على البر والتقوى:
أراد الله عز وجل للرجل ان يكون شجاعا ومقداما لا يخشى في الحق لومة لائم وان يسير في حياته وفق نظام وقوانين صحيحة وأن يتعاون مع افراد نوعه على نهج ٍ من البر والتقوى, وان يترفع عن مخاصمة ومعاداة أخيه المسلم لان هذه التصرفات ليست من شيم الرجال.
بل الأجدر به كرجل ان يتفق ويتصالح ويشدد عضده باخيه ليحتفظوا بهيبتهم ووقارهم, لأن بهم تُبنى الأمم وتُقام الاوطان.
قال تعالى في محكم تنزيله: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

إعفاف النفس بالحلال:
أحل الله للرجل الزواج حين يشتهي النساء ليعف نفسه عن ارتكاب المعاصي والرذائل ,فأمره رسولنا الكريم بأن يظفر بذات الدين التي ستراعي الله فيه وتطيعه وتُحسن عشيره.
كما جاء في السيرة العطرة:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
أما تلك النساء التي تنادي بالمساواة والألقاب الرنانة وتلتحق بالجمعيات النسوية التي تغالي بالمناداة بحقوق المرأة وتلك النساء ذوات المظاهر البرّاقة والموضة فلا سلطان للرجل عليها, ولن تعترف له بقوامة وسترهقه ماديا ومعنويا ؛وبذلك ستؤول حياتهم إلى زوال.
الزواج من زوجة واحدة سيئة الطبع قد تستحوذ على تفكير الرجل وتشغله عن هدفه في الحياة والقيام بدوره المنوط به , وهذا ما استلزم علاجا فوريا, والعلاج الأوحد لمثل تلك الحالة كما أحل له الشرع هو التعدد, لما لهذه المنحة الشرعية من راحة نفسية للرجل حيث ستتنافس الزوجتان على ارضائه وإسعاده.
مدى احتياج الرجل للمرأة:
مزاجية المرأة شيء مرفوض في الحياة الزوجية, فالرجل أحق الناس بنيل احترامه وتوفير الهدوء والأجواء المريحة المنعشة , وهوغير مطالب بتقبل مزاجية النساء وتقلب اهوائهم لأنه مختلف عنها في تفكيره وتناوله للأمور وبالتالي لا يتفهم مزاجية النساء بل يتوقع منها الهدوء والإتزان والموازنة في كل الأوقات.
أما السيدة التي استبدلت أمان الرجل بأمان اخر مثل العمل والتعليم والشهادة,والسيدة التي أكثرت من الشكوى من أهل الزوج ولامت أمه ودبرت المكائد, والسيدة التي قارنت بينه وبين أخيه بالإمكانيات والإهتمام, والسيدة التي قللت من شأنه ودوره وكيانه, كل هذه الإشكاليات وغيرها الكثير جعلت من الرجل شخصا سلبيا متعبا مثقلا بالهموم لا يستطيع أن يواجه المجتمع بكل مشكلاته, وجعلت منه رجلاً هشاً في مجتمع هُمِش فيه دور الرجال وتأسدت فيه النساء.
رجلٌ يعيش في هذه البيئة المليئة بالمنغصّات يعني رجلٌ لا يخلص في عمله, ولا يبني وطن , ولا يؤسس مجتمع قوي, أركانه متينة وبنيانه سليم.
إذاً المجتمع القوي يجب أن يخلو من مثل هذه النماذج السيئة والصورة الهشة للرجل, فقد كرمه الله سبحانه وتعالى ورفعه درجة عن المرأة ورفع قدره وقوى موقفه للقيام بدوره المنوط به.
العودة للفطرة السليمة:
الرجوع خطوة للخلف والتفكير بحال نساء المسلمين يتطلب منا الإلتزام بعقيدتنا الإسلامية وكل ما ورد فيها من اوامر ونواهي تحفظ لنا فطرتنا السليمة التي جبلنا عليها وعهدناها بتقاليد وموروثات آبائنا وامهاتنا في العصور الذهبية الجميلة وما توّج ذاك الماضي الجميل هو إعتراف أمهاتنا بقوامة الرجل المادية والمعنوية وتسليمها له زمام أمورها وأمور بيتها من ألفه ليائه.
أما ما آل إليه الحال الآن من ترك الرجل الحبل على الغارب للمرأة قد جعل الحياة غاية في الصعوبة فآلت بعض الامور للإنهيار لأن المرأة كماهو متعارف عليه تُخضِع بعض قراراتها للعاطفة والهوى ولا تبني تلك القرارات على العقلانية والمنطق.
وقفة مع النفس:
المرأة الصالحة نعمة لا تقدر بثمن,وهي الهدف المنشود الذي يبحث عنه كل الرجال, فقد خلقت المرأة لدور محدد ألا وهو تسهيل الحياة وإعانة الرجل على مكابدتها دون اللجوء للمحرمات.
وقد يختلف مفهوم المرأة والزوجة الصالحة من وجهة نظر البعض, فليست المرأة الصالحة تلك التي لم تلمس الرجال ولم تخالطهم فحسب , بل اصبح مفهوم صلاح المرأة أوسع وأشمل من ذلك بكثير, فصلاح المرأة بطاعتها لزوجها وقد أمرنا رسولنا الكريم بهذه الطاعة بل بطاعة ترتقي لدرجة السجود.
فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا )
لا ننكر ان هناك العديد من النماذج المشرفة لبعض النساء القياديات اللواتي تركن بصمة لن تُنسى أبد الدهر في كل الميادين منهن الصحابيات الجليلات, والماجدات المعاصرات اللواتي ترفع لهن القبعة تقديراً وعرفاناً.
أما الإعلام و البرامج التلفزيونية التي تدعو و تغالي وتصل لحد التطرف والإنحراف عن جادة الصواب في مزاحمة الرجل ,ومطالبتها بالمساواة معه في كل المجالات، تلك البرامج التي تُثخِن آذاننا بالكلام الذي يطيب لنا حول حقوقنا المهدرة عند أقدام الرجال جعلت منا نساءاً شرسة فقدت انوثتها وتحملت الاهوال لثبت للرجل انها قوية وجديرة بتحمل المسؤليات الجسام, وقد كان من الاجدر بها ان تستكين وتفسح المجال للرجل لأن يقود ويتعب ويبذل من الجهد الكثير ليوفر لنا سبل الراحة.
أما آن الأوان لنا نحن معشر النساء أن نساعد الرجال في تصليح بعض ما قد أٌفسد نتيجةً لتحكيم العاطفة والهوى على العقل والمنطق.
أما آن الأوان لتهيئة الأجواء للرجال كي يستردوا أمجادهم وهيبتهم إنقاذا لأنفسهم ,وإنقاذا للمرأة التي خلقت لتكون في حمايتهم.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد