من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

شكراً كورونا

د.أحمد لطفي شاهين 

علمتنا علوم التنمية البشرية الذاتية ان ننظر لكل شيء بتفاؤل وايجايبة وان نصنع من المحنة منحة وان لا نتوقف عن التقدم الى الامام بشكل ايجابي وبسبب كورونا وفجأة وبلا مقدمات نمنا في عالم … واستيقظنا في عالم آخر مختلف
وفجأة
لم تعد أوروبا حلم الهجرة .
و لم تعد امريكا أقوى دولة .
باريس لم تعد رومانسية.
نيويورك لم تعد مثيرة .
لم يعد سور الصين حصناً عظيماً.. وفقدت مكة والمدينة كل المصلين والمعتمرين
واصبحت كل المساجد فارغة
حتى الكنائس أغلقت ابوابها
الكل اصابه الهلع من الموت
الكل ادرك حجمه الحقيقي
فلا قيمة للإنسان على وجه الارض

فجأة.. توقفت كل الحروب تقريبا او توقف قتل الإنسان للإنسان
واصبح القاتل والمقتول مطلوبون لعدالة السماء
تلك العدالة الإلهية تمثلت في فايروس دقيق لا تراه العين
بصرف النظر عن مصدره واهدافه الاقتصادية والديمغرافية .. ولكنه موجود واعتقد انه خرج عن سيطرة البشر لأن عدالة الله اقتضت ان ينقلب السحر على الساحر..
لقد تبدلت كل المعايير الاجتماعبة وفجاة . أصبح السلام و العناق والقبلات أسلحة نخاف منها .. ونتجنبها
واصبح عدم زيارة الآباء والاخوو والأصدقاء.. دليل محبة وحرص على المصلحة …اصبح الجلوس في البيوت مطلبا عالميا خوفاً من الموت .. ذلك الموت الذي عجزت امامه كل الحضارات عبر التاريخ…

فجأة أدركنا أن لا قيمة فعلية للقوة والجمال والمال والسلاح و أصبح همنا الاكبر أن نحصل على الأوكسجين فقط وان نضمن وجوده اذا هاجمنا الفيروس حتى لا يفترسنا
الجميع ادرك اهمية النظافة وجمال الطهارة

توقفت كل مرافق الحياة
فلا مطارات ولا مدارس
ولا جامعات ولا مطاعم
ولا كافيهاات
لا دور دعارة ولا خمارات ولا نوادي قمار وهذا الامر اجمل ما في الموضوع
لقد اصبح العالم اكثر طهارة وأجمل وأنقى من دوننا نحن البشر الذين افسدنا هذا الكون .

فالبيئة تحسنت والاوزون توقف عن التهتك وانطلقت الغزلان والماعز البري تركض في افخم الشوارع بينما البشر محجورين في البيوت التي تحولت فجأة الى سجون ارادية
وبصرف النظر هل هو فيروس طبيعي ام صنعه البشر الا انني أعتقد أنها رسالة من خالق الارض السماء تقول لنا :
“ إن الأرض والماء والسماء والهواء بدونكم بخير.. والعالم مستمر بدونكم.. وعندما تعودوا للحياة، لا تنسوا ابدا أنكم ضيوف.. تذكروا
انتم لستم سادة الارض.. انتم مجرد ضيوف… وسترحلون وستعودون الى نقطة البداية حيث انطلق ادم وحواء
يقول الله في سورة الأنبياء آية 104( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ،كما بدأنا اول خلق نعيده، وعداً علينا ، إنا كنا فاعلين)

اللهم ارحمنا برحمتك يارب

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد