من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

 كيف تتعامل مع اهل بيتك؟


د.احمد لطفي شاهين

من المعروف ان الاسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وكلما كانت الأسرة متماسكة كلما كان المجتمع متماسك وانتاجي وقوي وليس استهلاكي فقط .. وحتى نصل الى ذلك فهناك خطوات عملية نتعلمها من رسولنا محمد
ﷺ فهو قدوتنا ومعلمنا التربوي الاول ومما ورد في سيرته النبوية كيفية تعامله مع زوجاته كما يلي: –

– الابتسامة في وجه الزوجة : قال رسول الله ﷺ : ( تبسمك في وجه أخيك لك
صدقة ) رواه الترمذي .
فكيف إذا كانت زوجتك ؟!!
وقد كان ﷺ دائم الابتسامة حليما يمازح زوجاته ولا يغضب منهن أبداً وقالت عن ام المؤمنين عائشة ما نظرت اليه الا وجدته مبتسما وما كان ﷺ يغضب الا من أجل الله.

– ملاطفة الزّوجة بإطعامها : قال رسول الله ﷺ : ( إنك لن تنفق نفقة إلا أُجرت عليها حتى اللقمة تضعها إلى فم امرأتك صدقة ) متّفق عليه …وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كنت أشرب .. ثم أناوله النبي ﷺ ، فيضع فاه على موضع فميَّ، فيشرب،) رواه مسلم .

– الاتّكاء في حجرها : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله ﷺ يتكئ في حجري ، فيقرأ القرآن .. ) متّفق عليه . وكان ﷺ يضع رأسه على حجرها وينام حتى انه مات في حجرها.
– الاغتسال معها من إناء واحد : ففي حديث عائشة ( أن النبي ﷺ كان يغتسل هو وزوجته من إناء واحد حتى يقول لها : إبقي لي منه ( أي الماء ) وتقول هي : أبقي لي ) متّفق عليه .

– ملاعبة الزّوجة وممازحتها : قال رسول الله ﷺ لجابر بن عبد الله : ( هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك) متفق عليه . وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي ﷺ في سفر، وهي جارية، فقال لأصحابه: تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لها : تعالي أسابقك ) رواه أحمد بسند صحيح .

– معاونتها في شؤون البيت : سُئلت عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته ؟ قالت 🙁 كان بشرا .. يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه) . رواه أحمد بسند صحيح .

– تنظيف الفم من أجلها والتزين لها :قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ : ( إذا دخل بيته ليلاً بدأ بالسواك ) روه مسلم . وكان ﷺ يتطيب بالعطر دوما ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( إني أحب أن أتزين لها كما أحب أن تتزين لي ) .
– مناداتها بترخيم اسمها وبأسماء تحبّها او كما نقول نحن ( اسم الدلال او الدلع) : كان ﷺ يقول لـعائشة: ( يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام ). متفق عليه.

وكان يقول لعائشة أيضا : ( يا حميراء ) رواه النسائي ، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء البشرة المحمرة جمالاً وخجلاً .
ـ غض الطرف عن بعض نقائصها :قال ﷺ: ( لا يبغض مؤمنٌ مؤمنة إن كرِهَ منها خُلُقاً رضي منها آخر ) رواه مسلم .

– مواساة الزّوجة ومسح دموعها إذا بكت : قال أنس : كانت صفية مع رسول الله ﷺ في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله ﷺ وهى تبكي، وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ووجهها، ويسكتها… رواه النسائي بسند صحيح .

– تحمّل نقاشها : عن عمر بن الخطاب قال: صَخبت عليّ امرأتي يوماً فراجعتني ( أي ناقشتني في موقف ) ، فأنكرت عليهاُ أن تراجعني ! قالت: ولِمَ تُنكر أن أراجعَك؟ فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجِعْنه… رواه البخاري.

– لا يعيب طعامها أبداً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ما عاب النبي ﷺ طعاما قط… إن اشتهاه أكله وإلا تركه ) رواه البخاري .

– شكرُها على ما تقدّمه : قال ﷺ : ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) رواه الترمذي بسند حسن .

– إكرام أهلها وصديقاتها : قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله ﷺ يذبح الشاة فيتتبع بها صديقات خديجة فيهديها لهن ) رواه الترمذي .

– إعلان التمسّك بها : عن عائشة رضي الله عنها عن قصة أم زرع وزوجها الذي كان يحسن إليها ثمّ فارقها ؛ قال ﷺ لعائشة رضي الله عنها عندها : ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك ) .

– الاهتمام بها في أزماتها ورُقيتها في حال مرضها : قالت عائشة رضي الله عنها في قصّة الإفك : كنت إذا اشتكيت لطف بي و رحمني ﷺ، وعنها رضي الله عنها قالت: كان ﷺ اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات … رواه مسلم.
– إعانتها على طاعة الله تعالى : قال ﷺ : ( رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى وأيقظ امرأته ،فإن أبت نضح في وجهها الماء ) رواه أبو داود ونضح تدل على الحنان وليس العنف ولا الحدة

– الوثوق بها وعدم تخوينها : نهى رسول الله ﷺ أن يخوّن الرجل أهله او يشكك فيهم او يطعن زوجته في عرضها، أويتصيد أخطائها او يبحث عن عثراتها .
– ملاعبة الاولاد والاهتمام لهم وتشجيعهم ولقد كان رسولنا ﷺ يجلس كثيراً مع احفاده الحسن والحسين وكان عمر بن الخطاب رغم قوته وجبروته يلاعب اطفاله ويركبون على ظهره وقد قال رسول الله ﷺ لاحد المستغربين من سلوكه مع الاطفال: ماذا افعل اذا نزع الله الرحمة من قلبك.
– لقد كان رسول الله ﷺ خير قدوة لنا في الاهتمام ببيته واهله من كل نواحي الحياة لأن الاهتمام بالحاجات والخصائص الفطرية للزوحة هي التي تساهم في الإرتقاء بالأسرة بجميع أفرادها.ولقد جعل الله تعالى العائلة المكان الأفضل لتربية أفراد المجتمع وجعل الزوجة هي الركن الأساسي في الاسرة فاعتبرها آية من آياته،
 حيث قال الله:

(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) وإن تقوية أواصر العلاقة العائلية يتحقق بالاستمرار على تقوية العواطف ورفع مستوى العلاقة القلبية بين الرجل وزوجته من خلال الحوار العاطفي ..

فالتواصل اليومي و الارتباط الكلامي هو أحد طرق تقوية أساس العائلة… كما ويساهم الكلام العاطفي واستعمال الكلمات اللينة والخطابات اللائقة التي ّتدل على المحبة، في جذب المخاطَب .. وعندما يشعر المخاطَب برضاه عن المتكلِم عند ذلك يميل نحوه ويصبح أكثر محبة له واكثر طاعة له…وعندما يتوجه الزوج أو الزوجة إلى الآخر بكلمات جميلة فإنهم بذلك يعلمون الأولاد كيفية التخاطب بذوق وادب ورحمة..

بالإضافة إلى ما يتركه هذا الكلام من أثر في قلب الآخر وسعادة في حياتهم تنعكس ايجابيا على نفسية اولادهم ويكون البيت مملوئا بالرحمة والتعاطف بين الجميع ونخص هنا التعاطف بين الزوجين وهو تحويل مشاعر المودة والحب إلى تصرفات ومواقف جميلة بين الزوجين، حيث يشعر كل طرف أنه ليس وحيدا في ظروفه، بل يشاركه بها شريك حياته في فرحه وحزنه
ومن التعاطف في الحياة الزوجية أن تنظر لانفعالات شريك حياتك وكأنها انفعالاتك، في الأفراح والأحزان
– إن ‏تعاطف الزوج مع زوجته يشعرها بوقوفه معها ويقدّر عملها خارج البيت وداخله، والزوج المتعاطف يشعر زوجته أنها في أمان فتقترب منه أكثر
وكذلك الزوجة المتعاطفة مع زوجها تُشعره أنها متفهمة لمعاناته وتقدر جهوده دون أن يتكلم، وبذلك تكون أفراحهما أكثر فرحا وأحزانهما أقل حزنا
‏هل تعلمون أن كثير من مشكلات الحياة الزوجية ليست بسبب صعوبة المشكلات لكن بسبب غياب التعاطف في البيت

-ومن الاسباب التي تعزز وتزيد التعاطف بين الزوجين
– تقوى الله في أفعالهما حيث تنزل البركة
– التركيز على إيجابيات الاخر التغاضي عن الزلات وتصحيح السلبيات
– الحوار الايجابي وحسن الإنصات وهو مفتاح الزواج الناجح، فالاستماع وتبادل الآراء بين الزوجين، وإعطاء مساحة للأبناء للتعبير بهدوء ومرونة سيساعدهم على فهم بعضهم أكثر، ويزيد الألفة والمحبة، ويُقرب قلوبهم أكثر
– عدم سماع نصائح من يريدون افساد حياتكم ف.مهما سمعت في التواصل الاجتماعي أو في الإعلام او المعارف
عن تهميش دور الاخر فلاتصغي لهم
ويجب تبادل الاحترام وتعزيز الاحترام بينهما في البيت والمطلوب الاول هو الصبر والحكمة في التعامل عند الغضب، واعلموا أن المشكلات الزوجية لا تكبر إلا بالعناد والمكابرة، فلا تهدموا بيوتكم بسبب الكبرياء والعناد. فالعنيد دون وجه حق هو من يفشل في الزواج وفي كل علاقاته حتى مع الأقارب
– ختاماً.. قال أحد حكماء العرب :
“لا تنكحوا من النساء ستة:
” الأنّانة، المنّانة، الحنّانة، الحدّاقة، البرّاقة، الشدّاقة ” .
ــ أما الأنّانة : فهي المتمارضة التي تُكثر الأنين والتشكي، وتجدهاوتربط رأسها كل ساعة من الصداع ولا يتمكن احد من الحوار معها وتشغلك بمرضها…
ــ والمنّانة : التي تمن على زوجها في اقل موقف ، فتقول فعلت لأجلك كذا وكذا … أو تُحسن لها العمر كله واذا غضبت منك قالت: ما رأيت منك خيراً أبداً..
ــ والحنّانة : هي التي تحن إلى زوج آخر أو الى ولدها من زوج آخر ، او الى اهلها بشكل مبالغ فيه.. فهذا يسبب شعورا بعدم الاستقرار .
ــ والحدّاقة: التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه، وتطلبه وتغار وتشتكي من نقصه وتكلف الزوج شراءه .
ــ والبراقة وهي تحتمل معنيين :
أحدهما: أن تنشغل طول وقتها في تزيين وجهها، ليكون لوجهها بريق .
او : أن تغضب عند وقت الطعام ؛ ثم لا تأكل إلا وحدها، وعموما تحب ان تستقل بنصيبها من كل شيء.. انانية بذريعة الغضب، .
ــ الشداقة : المتشدقة الكثيرة الكلام المتفلسفة كثيرة المجادلة.
هذه صفات سلبية حذر منها احد حكماء العرب وهي صفات لا تقتصر على بعض النساء فقط بل قد تكون موجودة في بعض الرجال ولقد رأيت تلك الصفات كثيراً في الجنسين من خلال عملي في قضايا الاحوال الشخصية.. فاحذروا تلك الصفات وأصلحوا انفسكم وتعاطفوا وجددوا محبتكم دوما وتعلموا الاخلاق من سيرة رسولنا محمد ﷺ

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد