من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المرأة السورية ودورها الفعال في مقاومة الأحداث الأليمة

بقلم: وصال أحمد شحود

 

بالرغم من المكانة التي منحها الاسلام للمرأة الا أنها مازالت هي العنصر الأكثر معاناة وقهراً وعذاباً عبر الزمن ومازالت سيما بعد قسوة ووحشية الأحداث التي تتعرض لها البلاد العربية عامة وسوريا خاصةً.

فمنذ الصرخة الأولى للثورة السورية في آذار 2011، كان للمرأة دور واضح فيها، حيث تحدت المخاطر والقتل اليومي والقمع في ميادين الحراك من شمال البلاد إلى جنوبها.
فقد ثارت المرأة السورية ضدّ الممارسات والقوانين التي أهدرت كرامتها لعقود وقيّدتها، لتجد نفسها مع موجات القمع تصارع مصيرا مجهولا وصعبا، متأرجحة بين مسؤولياتها الأسرية الثقيلة سواء في مناطق الحرب أو في مخيمات اللجوء والنزوح.
فما كانت تجاربهنّ ، وشجاعتهنّ، ومفاهيمهنّ، ومآسيهنّ وآمالهنّ إلا عزيمة رغم أنها قادتهنّ إلى المعتقلات وغيره والتعذيب حتى الموت، بالاضافة لتصديها لقمع مورس ضد ذويها.. قصصهن تكتب في مجلّدات سيخلّدها التاريخ ويحكيها برغم مرارتها وآلامها، مجسدة تلك القوة الخارقة التي استمدتها من دموع ودماء حبّا لوطن ينزف

تعتبرالمرأة أبرز الخاسرين
تعد المرأة من أبرز الخاسرين في هذه الثورة التي حوّلها الطغاة والغزاة إلى حرب طاحنة دامية جاءت على الأخضر واليابس وسالت فيها دماء الأبرياء، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ إنطلاقة الثورة السورية في 15 من آذار 2011 وحتى الأول من آذار 2021 استشهاد 13843 مواطنة فوق الـ 18،
وبصرف النظر من هي القوى أو الطائفة أو الدولة التي قتلت لكن النتيجة واحدة.

هذه الأرقام المفزعة، منذ بداية الثورة، ترجمت معاناة المرأة السورية التي لعبت دورا مهما في الحراك السياسي السوري، حتى أن العديد منهن حملن السلاح دفاعا عن مصير الانتفاضة قبل أن تتسلّح وتخرج عن مسارها عبر التدخلات الأجنبية التي كانت سببا في تشريد نصف السوريين وتجويعهم ونهب ثروات بلدهم.

فأصبحت المرأة مضطرة إلى تحمل أعباء أسرة وأبناء لتوفير لقمة العيش بعدما فقدت معيلها إما متوفيا أو سجينا ومعتقلا أو مختفيا أو مرابطا في ساحات القتال مع جهة ما، لتتقمّص دور الأب وتتحمل مشقة المسؤولية في بلد غير مستقر وحرب مدمّرة وقصف متواصل لا تعرف أنها قد يستهدف خيمتها البسيطة أو بيتها المتواضع.

وقد أظهرت دراسة قام بها صندوق الأمم المتحدة للسكان أن ما يقارب 145 ألف عائلة سورية تكون المرأة هي ربة العوائل والمسؤولة الوحيدة عن تأمين كافة مستلزماتها بغياب الرجل عنها.

وأما السورية التي نزحت مع أبنائها إلى المخيمات، فمعاناتها مضاعفة، اذ بغض النظر عن الهموم التي تسيطر على كيانها في ظل القصص المروعة التي مرت بها في بلدها فهي تعاني من قسوة العيش وعدم توفّر أبسط ضروريات الحياة مع نقص في الغذاء والتمويل اللازم بالاضافة للظروف المناخية القاسية وظروف الحمل والولادة تلك الظروف القاسية والتي نتج عنها عدد من الوفيات في صفوف الأطفال والشيوخ، وفق شهادات منظمات حقوقية.

تلك الهزّة القوية التي عاشتها المرأة السورية كان لها تبعات اجتماعية واقتصادية ونفسية وأخلاقية، دفعت بعض النساء إلى تغيير معتقداتهن وما نشأن عليه من عادات وتقاليد، ولكن
وبرغم كل المآسي، ظلت المرأة السورية هي المنقذةَ ﻭﺍﻟﻨﺎشطةَ ﻭﺍلمعلمةَ ﻭﺍﻷمّ ولم تفقد ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻫﺎ وأملها بقادم أفضل.

ولم تتوقف عن العمل من أجل قضيتها، بل أظهرت شجاعة كبيرة وصبرًا عاليًا وتأقلمًا سريعًا مع المتغيرات

وقد عملت في شتى مجالات العمل لتكفي ذاتها واطفالها معاندة بذلك كل المآسي الكفيلة بهد أعظم الرجال.

كما أنها قامت بجهد تعليمي في الداخل والخارج استحقت عليه التقدير، قياسًا بالعوامل الصعبة والتحديات والعوائق التي واجهتها، فالنساء اللواتي كافحن تحت قصف الطيران، وعلّمن الأطفال في الملاجئ، والنساء اللواتي لقنَّ الأطفال معاني الصبر والتضحية والإيمان، واللواتي عزمن ألا يتوقفن عن التعليم والتربية في ظل الجوع والحصار.

تستحق المرأة السورية التي أدركت دورها الاجتماعي ومسؤوليتها في النهوض بالمجتمع، فعملت على صقل خبراتها وتعزيز أدائها ودورها الأسري والمجتمعي، لتلعب دورًا رياديًّا كل التقدير والاحترام ورفع رايات التمجيد لقدراتها وبطولتها.

وفي يوم المراة العالمي لابد من وقفة اجلال وتقدير لدور المرأة السورية التي كانت ومازالت نبراساً للعلم والتضحية والبطولة والمواقف الشجاعة وتحمل المسؤولية.

كل عام والمرأة السورية بخير والمرأة العربية عامة بألف خير  

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد