من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أحبُّ الكتابة

✍️كتبت/ رحاب سماحه

 تلك اللحظات القصيرة من العمر، التي أكون فيها زهرةً، يضوع عبيرُها في أرجاء الأرواح الثملى تعبًا؛ فتفيق دهشةً، تلك اللحظات التي أمد أناملي فيها بخفة، لألمس بمهارة نقطةً ما في الروح، أضغط بخبرةِ معالجٍ خبير، فتتألم، لكنها تطلب المزيدَ من الألم، إنه الألمُ المريح، تقول الروحُ المتعَبة زدني؛ زدني لأُحررَ آهاتي السجينة عبر ممراتِ حرفك. تلك اللحظات التي أعالج فيها للآخرين مشاعرَ عاشوها، لكنها غامضةٌ داخلهم، متشابكة، يستحيل فصلُها.

فأخلصها أنا، وأسميها بأسمائها، فتلمع أعينُهم حين تلتقي للمرةِ الأولى وجهًا لوجه، بخبايا قلوبهم. أحب الكتابة، ولا أدري متى سأكتب، فلدي الكثيرُ مما يجب إنجازُه في ذلك العالم الصاخب. ستمر الأيامُ وأنا لا أكتب إلا قليلا، ستنقضي الأعوامُ وأنا لا أكتب.

ربما حين يبيض الشعرُ وتتغير البشرة، أجد وقتًا طويلا فارغا لأكتب، ربما تخرج كلماتي وقتها أكثر نضجا وحكمة، ربما تكون أكثرَ ثراءً بسنواتي وخبراتي، ربما تكون أقربَ للحقيقة وأكثر صدقا، لكن المؤكد أنها ستخرج هزيلةً شاحبة، محنيةَ الظهرِ متكئةً على عكاز من بقايا عمر ، لن تنبض كما ينبض شبابُها اليوم، ولن تحمل قوتي واندفاعي؛ سيفوتها بريقُ البراءةِ والجنونِ والأمل.

ستكون هادئةً رصينة أكثر من اللازم، وربما باردة، مملة. أخطها على مهلٍ بأصابعَ حكيمة، ثم أتوقف لحظاتٍ لأستردَ أنفاسي، ثم أعود لأكتبَ، عما فات، وعن حكايةِ كلِّ شيء.👌

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد