من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

اسرار ١٦٨ساعه من العمل المتواصل بقناة السويس لاعادة الملاحه وتعويم السفينه

كتب هاني صبرى

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربيه ان المصريون نجحوا اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب. وانه تم اعادة الأمور لمسارها الطبيعي، بأيد مصرية، وانه علي العالم اجمع ان يطمئن على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري.

وتوجه سيادته بالشكر لكل مصري مخلص ساهم فنيا وعمليا في إنهاء هذه الأزمة.حيثة أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم.. ستظل شاهدا أن. الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون من جانبه قال الاستاذ الدكتور احمد اسماعيل استاذ الجغرافيا كلية الاداب جامعة الزقازيق انه تم تعويم سفينة الحاويات التى جنحت عن الممر الملاحى فى الجزء المفرد من مجرى القناه عند الكيلو ١٥١ ترقيم قناه والتى بجنوحها عرضت السفينه فشحطت مقدمتها ومؤخرتها فى ضفتى القناه وهى تحمل على ظهرها مايقرب من ٢٠ ألف حاويه باجمالى حموله ٢٢٤ الف طن .

واضاف ان تعويم السفينه استغرق ستةايام كامله من الثلاثاء الى الاثنين ١٤٤ ساعه من العمل المتواصل قامت هيئة قناة السويس خلالها بتنفيذ عدة سيناريوهات تمثلت فى تكريك مايزيد على ٣٠ الف متر مكعب من الرمال من اسفل السفينه لتحرير مقدمتها ومؤخرتها واستخدمت عدة حفارات لتحرير اجزاء السفينه التى انغرست فى تبطين ضفة القناه وقد تزامنت هذه الاعمال مع عمليات الشد بواسطة اضخم واقوى قاطرات الهيئه الى ان جاءت بشاير هذا الجهد الجبار امس الاثنين عندما استطاعوا تحرير الدفه والرفاصات لتعمل محركات السفينه بكامل طاقتها لتساعد فى تحريكها مع دفع وشد القاطرات الى ان تم تعويمها الى وسط الممر الملاحى و سحبها الى البحيرات المره الكبرى حيث سيتم الكشف الكامل على السفينه وتجهيزها للعبور .. وتقوم الهيئه حاليا بتطهير موقع الجنوح لتعود الملاحه للقناه من جديد …

واوضح ان هيئة قناة السويس نجحت فى تعويم السفينه دون اللجوء الى السيناريو الرابع وهو تفريغ حمولة السفينه الذى كان سيتطلب جلب اوناش عملاقه بارتفاع ٦٠ مترا لان ارتفاع آخر حاويه على سطح السفينه ٥٢ مترا ومكان السفينه غير مؤهل بالارصفه مما يزيد من صعوبة التفريغ والتى قدر لها اسبوع آخر بعد وصول هذه الاوناش …

واعلن ان هيئة قناة السويس اثبتت انها قادره على مواجهة اى مخاطر تعترض القناه …فعلى الرغم من ضخامة السفينه وحمولتها العاليه وتعريضها فى الممر الملاحى كانت عملية التعويم محفوفه بالمخاطر خاصه اذا مالت السفينه على احد جوانبها او تعرض جسمها الى الكسر بفعل الشد والدفع فقد كانت هذه الاعتبارات محل اهتمام وحرص الهيئه فى تنفيذ عملية التعويم…

واضاف د.احمد اساعيل ان القناه توقفت اسبوعا كاملا فاختنقت معها حركة التجاره العالميه واكتظت مداخل القناه فى البحر عند بور سعيد والسويس بمئات السفن الى جانب السفن المتوقفه فى القناه وجميعها كان على احر من الجمر للعبور وقد قدر عددها مايزيد على ٣٥٠ سفينه …

واشار الي انه بعد تعويم السفينه الجانحه بنجاح وبأيدى مصريه خالصه وبدون الحاجه الى عروض شركات الانقاذ العالميه يتبقى امام الهيئه مهمه تتطلب مزيدا من المهاره والعمل الشاق على مدار الساعه ليلا ونهارا لعبور هذا العدد الهائل من السفن طالبة العبور من الاتجاههين وباذن الله الهيئة بسواعد مرشديها وملاحيها قادرة على انجاز هذه المهمه … كما انه للعلم ان هيئة قناة السويس واجهت مثل هذا العدد الضخم اثناء مشكلة المرشدين بعد تأميم القناه عندما اضرب المرشدون الاجانب عن العمل بايعاز من انجلترا وفرنسا عرفت “بأزمة المرشدين” واستطاع المرشدون المصريين رغم قلة عددهم وضعف الامكانيات انذاك تمرير كل السفن بكفاءة عاليه فكان المرشد يتولى ارشاد السفينه من بور سعيد الى السويس بمفرده دون تغيير فى حين كانت عملية العبور يتولاها ٤ مرشدين لانها كانت تستغرق مايزيد على ٢٠ ساعه …

وواوضح الدكتور احمد اسماعيل ان الكارهون لمصراستغلوا هذه الحادثه لتشويه صورة القناه والتشكيك فى قدرتها بل واهميتها وضرورة البحث عن مسارات جديده بديله للقناه لكن براعة هيئة القناه فى ادارة الازمه بمفردها صفع هؤلاء على وجوههم البغيضه ورد عليهم ردا قاطعا مانعا لا جدال فيه بان القناه ستبقى بامكاناتها اهم شرايين التجارة العالميه …

واضاف ان اصوات هؤلاء الحاقدين تعالت للتقليل من اهمية عملية تطوير القناه الاخيره بانشاء القناه الجديده باجمالى ٧٥ كيلو متر من طولها وتعميق القناه بكامل طولها الى ٦٦ قدم لتقليل زمن العبور وزيادة الطاقه التصريفيه للقناه فتأتى حادثة جنوح سفينة الحاويات ردا عمليا لضرورة ازدواج الجزء المفرد المتبقى من القناه من جنوب البحيرات المره الكبرى الى السويس ليكون المجرى الملاحى مزدوجا فى كامل طوله وليصبح المرور فى الاتجاهيين بحريه كامله وعلى درجه عاليه من القدره على المناوره فى حاله حدوث اى عطل للسفن العابره …

واكد الدكتور احمد اسماعيل ان العالم ضج ووقف على قدم واحده فى انتظار تحرير السفينه العالقه لما تكبده من خسائر فادحه لتوقف الملاحه فى القناه لمدة اسبوع حيث قدرت خسائره نحو ١.٥ مليار دولار يوميا وتعطل الامدادات من البترول والبضائع لهذه الفترة القصيره.. فماذا يحدث لو طالت فترة اغلاق القناه وكم سيتكلف العالم من خسائر؟؟وكان مجرى قناة السويس قد
تعرض للتوقف المفاجئ على اثر جنوح سفينة الحاويات ( ايفر غيفن Ever Given) التى تحمل علم بنما والمملوكه لشركه يابانيه ويقوم بتشغيلها شركه (Ever Green ) التايوانيه وذلك فى الساعه الثامنه تقريبا من صباح يوم الثلاثاء ٢٠٢١/٣/٢٣ اثناء عبورها للقناه فى رحلتها من الصين الى ميناء روتردام فى هولندا… وتعد السفينه من اكبر سفن الحاويات فى اسطول النقل البحرى العالمى اذ تبلغ حمولتها الاجماليه ٢٢٤ ألف طن وبقدرة نقل ٢٢ ألف حاويه من الحجم الكبير ويبلغ طولها ٤٠٠ متر تعادل طول ٤ ملاعب كرة قدم ويبلغ عرضها ٥٩ مترا …

ويقول الدكتور احمد اسماعيل حسان ان القناه بامكانياتها الملاحيه ومواصفات مجراها الملاحى الذى يبلغ عرضه عند السطح ٣١٧ مترا بعمق تكريك ٢٤ مترا يسمح بمرور سفن وناقلات بغاطس ٦٦ قدما على طول المجرى من بور سعيد الى السويس بالاضافه الى مناطق الاقتراب المعروفه بمناطق الارساء التى يتم فيها ترتيب القوافل واجراءات القياس والتجهيز لعبور القناه فى البحر المتوسط وفى خليج السويس…
والمجرى الملاحى بالفعل مزدوج من بور سعيد شمالا الى جنوب البحيرات المره الكبرى بواسطة اربعة تفريعات هى تفريعة بورسعيد الشرقيه وتفريعة البلاح والقناه الجديده وتفريعة البحيرات المره بالاضافه الى تفريعة بحيرة التمساح التى تستخدمها الهيئه فى اعمال الخدمه .


و واوضح ان الجزء المفرد الوحيد والذى لا يسمح بالمرور فى الاتجاهين للسفن هو تلك المسافه من جنوب البحيرات المره الكبرى الى السويس وكانت الهيئه تمرر ثلاث قوافل واحده من السويس الى بور سعيد وهذه القافله تعبر القناه نهارا وبدون توقف لان معظمها من ناقلات البترول فتحظى بهذه الاولويه نظرا لحمولاتها الخطره…اما القافلتين المتجهتان من بور سعيد الى السويس فاحداهما تتحرك فجرا فتصل الى البحيرات المره لتتوقف فى التفريعه لحين عبور القافله المتجهه من الجنوب الى الشمال.. والثانيه تتحرك من بور سعيد ثم تتوقف فى تفريعة البلاح لحين عبور نفس قافله الجنوب.. وانشاء القناه الجديده اعطى للهيئه مرونه كبيره فى التشغيل فبعد ان تجتاز قافله الجنوب المسافه المفرده المجرى يصبح المرور فى الاتجاهين امر ميسور دون انتظار..

واشار الي ان القناه بعد تطويرها الاخير قادره على تمرير ناقلات وسفن تقترب من ٤٠٠ الف طن بكامل حمولتها واكبر من ذلك بحموله جزئيه واكبر من ذلك فارغه وكم عبرت ناقلات بتروليه وسفن حاويات تفوق حمولتها حمولة سفينة الحاويات الجانحه بكثير كما اضيف لمعلومات حضراتكم ان اى سفينه داخل المجرى الملاحى من بور سعيد الى السويس تحت المراقبه على شاشات غرفة المراقبه الالكترونيه فى مبنى الارشاد فى الاسماعيليه الى جانب مراقبة محطات الارشاد على طول القناه بالاضافه الى الاتصال اللاسلكى بالمرشدين الذين يتولون مهمة عبور السفن دون اى تدخل من قباطنه السفن العابره …

وقال انه من الضرورى نتعرف على مصطلحين بالغى الاهميه فى عبور الممرات المائيه الضيقه مثل قناة السويس الاول.. ( الجنوح ) معناه خروج السفينه او جزء منها عن الممر المسموح المرور فيه وهو المحدد فى مجرى قناة السويس بعلامات تحدد الممر من الجانبين وهى علامات واضحه تضاء فى العبور الليلى تسمى( شمندورات ) جمع شمندوره..
الثانى.. ( الشحط) ويحدث عندما يكون غاطس السفينه اكبر من عمق الممر الملاحى فيغوص جزء من قاع السفينه فى قاع القناه بصوره اوضح يحدث غرز لقاع المركب فى رمال قاع القناه …
ونظرا لان القناه لا تمرر السفن التى يفوق غاطسها غاطس القناه اطلاقا بل تضع الهيئه فى اعتبارها ضروره ان يكون هناك فرق على الاقل ٤ اقدام بين قاع السفينه وقاع القناه وهو ما يعرف بمصطلح ( منسوب الملاحه ) فان الشحط فى القناه لا ياتى الا بعد الجنوح بمعنى انه فى حالة السفينه التى نحن بصددها فقد خرجت عن الممر الملاحى المحدد بالشمدورات فشحطت فى قاع القناه ومع شحط مقدمتها تحرك جسمها فى اتجاه عرضى لتعلق بين ضفتى القناه كما هو واضح من الصور المرفقه…

وتناول الدكتور احمد اسماعيل عملية الجنوح بالشرح حيث تحدث لسببين ..
الاول.. ان تكون السفينه رديئة التوجيه زى السياره الدريكسيون ليس فى حاله جيده ومثل هذه السفن تخصص لها الهيئه قاطره او اثنتين تقطر السفينه من الامام لتتولى ضبط اتجاه السفينه فى الممر..
والثانى..ان تتعرض السفينه لرياح قويه اما من الشرق او من الغرب على جسم السفينه الضخم فتدفعها خارج الممر فتجنح ثم تشحط وهذا ماحدث بالفعل.. تعرضت السفينه لعاصفه سرعة رياحها ٤٠ عقده تعادل ٧٠ كم / ساعه قادمه من الشرق فخرجت عن الممر لتشحط مقدمتها فى التبطين الغربى للقناه وتعلق بشكل عرضى فى المجرى الملاحى…

واكد انها ليست المره الوحيده التى تجنح فيها سفينه لسوء الاحوال. الجويه فى الممرات الملاحيه الضيقه فهى حوادث متكرره فى العالم حتى فى القناه نفسها ففى ٢٠١٧ جنحت سفينه يابانيه استغرق تعويمها ٨ ساعات وعادت بعدها الملاحه الى طبيعتها وان هيئه القناه واجهت حدث ضخم بسبب ضخامة حجم سفينة الحاويات وبسبب اعتراض السفينه للمجرى فى الجزء المفرد للقناه جنوب البحيرات المره الذى يبدأ من بور سعيد وبالتالى صعوبة المناوره وتوقف السفن تماما عن العبور ..لذلك سخرت الهيئه كل امكانياتها و نجحت فى تعويم السفينه وقد اشادت شركة Smit الهولنديه وهى من اكبر الشركات العالميه المتخصصه فى مجال الانقاذ البحرى بالاجراءات التى اتخذتها الهيئه لتعويم السفينه الجانحه لتعود الملاحه الى طبيعتها فى اهم شريان ملاحى عالمى يعبره ١٢.٥ ٠/٠ من التجاره العالميه ..

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد