من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

 قمة الألم والأمل معاً

د.احمد لطفي شاهين

ولد سيدنا يوسف عليه السلام في العراق و في طريقه إلى فلسطين ماتت أمه راحيل وكان ما يزال طفلاً صغيراً وعاش صباه في فلسطين ثم تم بيعه ونقله كبضاعة وعاش ومات ودفن في مصر ثم نقل جثمانه مع سيدنا موسى ليدفن في فلسطين

ان ما تعرض له سيدنا يوسف كان كفيلا بتحويله الى شخصية انتقامية اجرامية لكنه اصبح رسول من رسل الله .رسل الخير والمحبة والسلام

سورة يوسف نزلت في عام الحزن لتواسي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تقص قصة كاملة بكل تفاصيلها لذلك قال الله تعالى عنها “أحْسنَ القَصَص”.

فهي تبدأ بحلم ،
وتنتهي بتحقق هذا الحلم

ومن اعجب ما فيها أن قميص يوسف استُخدم كأداة براءة لإخوته، فدل على خيانتهم
ثم استُخدم كأداة براءة
بعد ذلك ليوسف نفسه
مع إمرأة العزيز، فبرَّأه.
ثم استخدم للبشارة،
فأعاد الله تعالى به
بصر والده يعقوب.

ونلاحظ أن معاني القصة
متجسِّدة، وكأنك تراها
بالصوت والصورة فيما يشبه السيناريو الكامل حيث تثير خيال المستمع والقاريء بشغف
ولذلك هي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما يمكن ان تتأثر به. لكنها لم تأتي في القرآن الكريم
لمجرد رواية القصص بل ان هدفها جاء في آخر سطر من السورة وهو::إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر،
فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين”

فمحور القصة الأساسي هو:
– ثق في تدبير الله.
– اصبر.
– لا تيأَس.

والملاحظ أن السورة تمشي
بوتيرة عجيبة، مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة،
وأن الشئ السئ قد تكون نهايته جميلة.. يا سبحان الله!

– فسيدنا يوسف أبوه يحبه،
وهو شيء جميل،
فتكون نتيجة هذا الحب
أن يُلقى في غيابات الجب،
وهذا شيء فظيع.
وشئ فظيع ايضاً أن يكون يوسف خادم صغير في بيت عزيز مصر، فتكون نتيجته أن يُكرَمه العزيز في بيته !
وهذا شيء رائع.
ومن بعد هذة الروعة
تكون نهايته أن يدخل يوسف السجن ! و دخول السجن شيءٌ بَشِع، فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر..!
الهدف من ذلك كله :
– أن تنتبه أيها الإنسان،
إلى أن تسيير هذا الكون شيءٌ
بيد الله وهو فوق مستوى إدراكك، واعلى من حدود تفكيرك وعقلك فلا تشغل نفسك به
واترك امر حياتك لخالقك يسيِّرك كما يشاء سبحانه وفق عِلمه وحِكمته.
– فإذا رأيت أحداثاً تُسبب الإحباط ولم تفهم الحكمة منها،
فلا تيأس ولا تتذمَّر، بل ثِق في تدبير الله، ف.الله مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور.

-كما تفيدنا السورة أن الإنسان لايجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أو العكس.

ف.سيدنا يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة
منذ طفولته ولكنه نجح.
– ليقول لنا:
إن يوسف لم يأتِ بمعجزات،
بل كان إنساناً عاديَّاً
ولكنه إتَّقى الله فنجح!
احترم نفسه وحافظ على أخلاقه
– استثمر اكثر اللحظات حلكة في حياته وهو في السجن ليعلمنا دروسا في التوحيد “ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون ام الله الواحد القهار..”
وهنا علينا ان نتعلم ان نستثمر اي فرصة يريد الناس ان يسمعونا فيها لندعوهم الى توحيد الله وحسن عبادته

ان سورة يوسف هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس.
– قال الله تعالى:
*فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (الآية ٨٠).
*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (الآية ٨٧).
*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (الآية ١١٠).

– فماذا نفهم منها..؟
• إن اللهَ قادر على كل شئ.
• فلماذا نيأس؟
-إن سيدنا يوسف رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الرجاء. فهي قصة نجاح
في الدنيا والآخرة.

هذه السورة كما قال العلماء:
“ما قرأها محزونٌ إلا سُرِّي عنه.”

-لقد تولى الله بقدرته أمر سيدنا يوسف، فجعل القافلة تحتاج في الصحراء للماء، ليخرجوه من البئر.. ثم حرم ملك مصر من الذرية ليحتاج انجاب للأولاد فيتبنى سيدنا يوسف !
ثم عندما اراد اخراج سيدنا يوسف من السجن ، ارسل رؤيا تسللت في المنام وجعل سيدنا يوسف فقط هو من يفسرها ليخرجه من السجن. ويصبح عزيز مصر.
لذلك
– يجب ان تؤمن انه إذا تولى الله أمرك، هيأ لك كل أسباب السعادة
وأنت لا تشعر. فقط قل بصدق:
“وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ”

-فقط فوّض أمرك لله
فى كل شيء
في همك،
في صحتك،
في أولادك،
في احتياجاتك المالية
في مستقبلك..
و تأكد أن الله معك
طالما أنت مع الله

نكتفي بهذا الجزء من كنوز سورة يوسف وهذا المقال جزء من فصل في بحث اعكف على تأليفه واعداده وسيخرج للنور قريبا ان شاء الله واحتاج دعواتكم
د.احمد لطفي شاهين

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد