من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

البقاء لله

العميد حسين مهدي بن يزيد في رحاب الخالدين!!!…

وليد ناصر الماس.

انتقل إلى جوار ربه يومنا هذا الجمعة الموافق 9 إبريل 2021م، العميد حسين مهدي بن يزيد بعد صراع مرير مع المرض.
الفقيد رحمه الله تعالى من أفراد الجيش الجنوبي القدامى، أفنى عمره الطويل في خدمة وطنه الجنوبي في الحقل العسكري، وله مآثر خالدة وصولات في مختلف المنعطفات الوطنية التي مر بها البلد.
يعتبر الفقيد أحد أبرز أبطال ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان، وله أدوار وطنية عظيمة في مختلف المراحل التالية للثورة، فقد انخرط في سلك القوات المسلحة الجنوبية في سن مبكرة من عمره، فكان من مؤسسي الجيش الجنوبي، كما أسهم بخبراته وفنونه العسكرية في قيادة القوات المسلحة على مدى عقود، حيث شغل عدة مناصب ومهام عسكرية، وشارك بفعالية في مختلف المعارك التي خاضها الجيش الجنوبي دفاعا عن الأرض والثوابت والأهداف الوطنية.

وبعد حرب الاجتياح الظالمة التي تعرض لها الجنوب في صيف العام 1994م، تعرض فقيدنا كسائر أخوانه من أفراد القوات المسلحة الجنوبية إلى مختلف أشكال الإقصاء والتهميش الممنهج، فأُجبر على التقاعد القسري دون أي حقوق تذكر.
الممارسات التعسفية التي تعرض لها الفقيد رحمه الله لم تثنه عن مواصلة نضاله أو تضع حدا لأدواره، بل لقد أخذ منحى آخر من العمل الوطني، تجسد في رفضه المطلق لمختلف ألوان الاحتلال والهيمنة الشمالية، من خلال رفض النشاطات التي تقيمها الأحزاب اليمنية على الأرض، لطمس الهوية الوطنية وتغييب الحق الجنوبي.

كما كان رحمه الله تعالى من المؤسسين الأوئل لجمعية المتقاعدين والهيئات العسكرية الأخرى التي أطلقت الشرارة الأولى للثورة الجنوبية الثانية، فكان له حضوره الفاعل والقوي في مختلف التظاهرات والفعاليات التي أُقيمت في أكثر من مكان على أرض الجنوب، برغم تقدم سنه وأصابته بالأمراض.

لم تقتصر إسهامات الفقيد على المجال الوطني فحسب، بل أن له نشاطات واسعة على الصعيد الأهلي والاجتماعي، إذ يعتبر من أعيان مديرية حالمين المشهود لهم بالنزاهة والأمانة والإخلاص، وله بصمات واضحة ومعروفة في فعل الخير، ومواقف مشهودة في الدفع بعجلة المشاريع الأهلية وإنجاحها.

لقد عرفه الجميع رحمه الله تعالى رجلا كريما أصيلا، وصاحب خلق رفيع ومشاعر إنسانية رقيقة، وشجاعا مقدما، لا يتردد في قول الحق، ورفض الباطل، وردع الباغي.
وبرحيله يكون الجنوب عموما ومنطقة ردفان على وجه الخصوص قد خسرا قائدا عسكريا محنكا، ورجلا من خيرة الرجال الأوفياء في السلم والحرب.

ولا يسعنا هنا سوى ان نبتهل للمولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وجليل مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد