من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قصيدة بعنوان: (أرُيدُكَ سِراً عِندَ غِيابِكْ وحِضُورِى)

للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

أرُيدُكَ سِراً عِندَ غِيابِكْ وحِضُورِى… أرُيدُكَ واقِع يغمُرُنِى ويُحيينِى

أتوقُ لِرُوحِكَ كُلُ صباحٍ ومساءٍ تُبعثِرُنِى… أتلهفُ نظرةً مِنكَ فِى غِمُوضٍ تُزلزِلُنِى

أتحسسُ حالِى فِى هجرِكْ يُربِكُنِى… وقُربُكَ مِنى على غفلة يروينِى

أشعُرُ بِهشاشةٍ فِى البُعدِ تكسِرُنِى… تفتحُ ثُقباً فِى القلبِ يُرجِفُنِى

أُعيدُ شِريطَ أيامِى، وأصرِفه لِهذيانِى… يتنقلُ حالِى ما بينَ مُنايَا فِى صمتِكْ وكلامِى

أتحينُ فُرصةً أُخرى تُقرِبُنِى لِأحلامِى… فأتصيدُ أخباراً عنكْ، وأشعرُ بِحيَائِى

أتأملُ صُورةً لكْ على المِرآةِ والحائِط لا تُفارِقُنِى… فتهدأُ لِبعضِ الوقتِ إِنفِعالاتِى

أعيشُ جُلّ أيامِى مُودِعةً أحمالِى… وأياماً أُخرى تزيدُ شِكُوكِى ونبضاتِى

أمضِى لِكتابة أشعاراً تُصبِرُنِى… فتُوقِدُ بِغيرِ القصدِ عِلاتِى

أهذِى بِكلامٍ غير مفهُومٍ يُسقِطُنِى… فأمسِكْ صُورةً لكْ تُهدِئُنِى

أُميزُ ملامِح وجهِكَ فِى طريقِى… فأتوهُ بينَ التشبيهِ عليكَ وتصوِيرِى

أُخفِى جوانِبَ مِنى مُستتِرةً فِى أشيائِى… كى لا تتناثرُ بِفعلِ الشكِ أفعالِى

أُظهِرُ لِلناسِ أُنثى جميلة مُكتمِلةَ بِحسناتِى… أتصرفُ دوماً فِى حذرٍ كى لا تُساءَ ظِنُونِى

أعيشُ أياماً هشةَ فِى بُعدِكْ عنِى… لا يجرُؤ أحدٌ أن يُصارِحُنِى فِى أمرِه أو ضعفِى

أغلقتُ البابَ أتداوى مِنْ ألمِى… أُصبِرُ ذاتِى أن أنجُو مِنْ جُلِ خيباتِى

أبنِى جِسُوراً بينَ الماضِى والحاضِرِ تربُطُنِى وترعانِى… أُتابِعُ سيرِى على الحافة كى أهربُ بِعذابِى

أرحلُ وحدِى فِى خِطُوطٍ مُحددةٍ فتضيقُ مسافاتِى… فأُبعِدُ بِلا عودة أو سيرٍ يربُطُ همزاتِى

أخترِعُ حِكايةً أُخرى أمامَ الناسِ عن قُربٍ فِى وِصالِى… لا أبغَى أتعذب، فتتوالى لِسُوءِ الحالِ إِنهِزاماتِى

أبكِى على أولِ حُبٍ أضعته مِنى بِغبائِى… أتذكرُ كم كُنتُ ضعيفة بِجفائِى

يتحولُ صمتِى أحياناً أُخرى بُركاناً يُؤلِمُنِى… وأهدأ حينَ أتذكرْ بِأنْى أطيرُ بِخيالِى

أستبدِلُ ذاكِرةً أُخرى فتُسعِفُنِى لِأحوالِى… فنسيتُ كُلَ أحمالِى وأعدتُ بِناءَ خُطواتِى

أخرستُ ضجِيجِى بحثاً عن حلِ لِإنقاذِى… جربتُ وسيلةً أُخرَى على أملِ عِثُورِى على ذاتِى

أُنادِى المارةَ فِى الشارِعْ بحثاً عن بابِى وعُنوانِى… أوقفتُ شِعُورِى وإِحساسِى، أُريدُ جواباً لِسُؤالِى

أبطأتُ سراباً فِى دربِى لا ينفذُ فِى أُمنِياتِى… راجعتُ سِنينَ قد فاتتْ كانتْ لِلحينِ تُدهِشُنِى

أطفأتُ شِمُوعَ من رحل يبغَى يُرِيدُ خُذلانِى… وأوقدتُ تصاويراً أُخرى لِمنْ أِستمعَ إِلى فضفضتِى فأحيانِى

فنضجتُ لا أُبالِى وِدَ أعدائِى… لا أمُدُ اليدَ مُصافِحةً منْ إخترقَ بِغيرِ إذنٍ تفاهاتِى

لم أعُدْ أتلذذ حُزناً، وأنا أُلملِمُ أشتاتِى… لا أقترِبُ مِمن كانَوا سبباً فِى خُذلانِى

فبِعتُ كُلُ ما فاتَ وكانَ السببَ فِى خِضُوعِى وتهميشِى… فحفرتُ حِرُوفَ مِنْ إِسمِى على الحائِطِ تقرأُنِى

تعلمتُ اليومَ أن أنسى وأتعايشْ مع الصبرِ وكِتمانِى… أُحاوِلُ ألا أتعلقْ بِأزمانٍ لا تُشبِهُ أبداً أزمانِى

جربتُ أعيشُ الواقِع، وأنا أضعُ شِرُوطاً لِى وأحكامِى… ووضعتُ دساتيرَ أُخرى علىّ أشعُرُ بِأمانِى

وككُلِ صباحٍ ومساءٍ أُغلِقُ بابِى على نفسِى… فأعتدتُ أعيشُ فِى وحِدة تُؤنُسُنِى وتُدهِشُنِى

فكتبتُ رسائِلَ إلى ذاتِى، أُحرِرُها مِنْ كُلِ قِيُودِى… فأفكُ القيدَ عن مِعصمْ، وأنا أقترِبُ لِعِناقِى

وبيدٍ أُخرَى فِى لهفة أُناشِدُ كُلَ أجزائِى… وأحتشِدُ لِضبطِ الوقتِ وتنبيهِ غفوةِ ساعاتِى

فعثرتُ على بعضاً مِنى تقبعُ عِندَ إِستِيقاظِى… لا أتلفتُ وراءَ رمادٍ وهلاكٍ، شِعُورِ الراحة يكفِينِى

ولِأولِ مرة أهفُو لِسماعِ نُطقِى وكلِماتِى… غيرتُ جميعَ نبراتِى وأرقامِى

لم يعُدْ يشغِلُنِى سِوى رِجُوعِى لِأوطانِى… فغرقتُ فِى طعمِ الأُنثى تفكُ قُيودَ من ماضٍ لِحِدُودِى

أعيشُ جمالَ أيامِى، وأنا أختارُ فُستانِى… وأرفعُ بعضَ خُصلاتِى، وأقِفُ أمامَ مِرآتِى

ولِدهشتِى، قد صِرتُ الآن أُجيدُ تصفيفَ شعراتِى… أُلوِنُ أجزاءً مِنهَا فِى بهجة، وأضعُ عليها مِنْ ذوقِى ولمساتِى

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد