من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أثر

بقلم: إيناس السواح

أحبُ دائماً في هذا الطقس أن أسير في الشارع ،وأمسكُ مظلتي تحت قطرات المطر الغزيرة،والهواء الشديد،أحبُ رائحة المطر،ورؤية القطرات وهي تتساقط لتبعث الحياة في الأرض بعد مشقة صيف حار وخريف متساقط لتصبح مشرقة وتشرقُ في قلبي التفاؤل والأمل،

وعندما مررت أمام محل الورد، تذكرتُ كم كنت دائماً أردد خطواتي عند بائع الورود في الحي ذاك الرجل العجوز الذي سلبت منه الحياة نور بصيرته لكن قلبه كان دائماً النور الذي يرشده ،كلما شعر بخطواتي أقتربت منه كان يناديني لأجالسه ولكن لم أكن دائماً حليفه لانشغالي الدائم ،وفي الوقت نفسه كنتُ أجد برفقته الونس والراحة ،كان رجل حكيم وكأنه بلسم خُلق ليعطر الحياة والناس حوله ،كان يخطفني في أحاديثه الملهمة لعدة ساعات دون أن أشعر في غُلبة الوقت،لن أنسى تلك العبارة التي كان يرددها دائماً أسمع يابُني:

الحياة قصيرة واللحظاتُ عظيمة،عش ماشئت وأحبب من شئت ،كن أنت ولاتكن سوى أنت ،لاتظلم أحد ولاتكن مظلوماً،كن كالنجمة المضيئة في ظلام الليل،كن الخير والأمل،جميعنا راحلون ولن يبقى سوى الأثر!….
تلك الكلمات وكأنها أصبحت محفورة بقلبي.
لن أنسى ذاك اليوم الذي ودع الحياة ،عندما سمعت ضجيج أهل الحي ،وأصوات البكاء لن أنسى عندما سمعت أسمه ، كيف أحضرت معطفي وسارعت إلى المحل ،وكنت أتمنى حينها لو كان حلم ، كنت أتمنى أن لايرحل هذا الرجل ،فكان نور الحياة المضيء للكثير من الناس،رأيتهُ ساقطاً على الأرض كتلك الورود الجميلة التي كان يعتني بها ،سقط ولم يأخذ معه شيء من الحياة،لازوجته ولاأبنائه ولاأمواله،
رحل وترك في قلوبنا الأثر.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد