من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

 طريق مجهول

بقلم إيناس السواح

كانت تائهة وخائفة في ظلام الليل تجري وتجري لاتعلم إلى أين !
ربما إلى المجهول إلى اللانهاية ،تلك الليلة العصيبة التي مرت بها كانت أشبه بكابوس مظلم .
في الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء كانت سلمى تجلسُ على مكتبها وتقلب بين صفحات الكتب على شمعة صغيرة وتحاول أن تعزل نفسها عن أصوات الرصاص والقصف في الخارج ،لكنها كانت لاتستطيع ومع هذا حاولت أن تخرج من الغرفة وتذهب لتحدث أمها لماذا لايخرجون من المدينة ويذهبوا إلى مكان أفضل من هذا الكابوس .
وقفت أمام أمها وفي عينيها ألف دمعة ودمعة وأنفساها متقطعة تحاول أن تبقى قوية لكن الخوف تسلل إلى كل جسدها وأصبحت ملامح وجهها حمراء مجعدة وكأنها طفلٌ صغير يصرخ ويبكي .
_إلى متى ياأمُي سنبقى هكذا تائهين لماذا لانخرج مثل كل الناس،إلى متى ياأمي إلى متى سنبقى كالأحياء الأموات ،ماذا أخذنا من الوطن ؟غير الذُل والظلم ؟
لاطعام ولاشراب ولاكهرباء ولاماء لاأمان ولاسلام ،الحلمُ الوحيد الذي أحلم به أن يمضي يوم واحد وأشاهدُ فيه السماء زرقاء صافية.
وفجأة قطع حديثُها صوت الطائرة أقتربت من العمارة وهي ترمي القذائف بدأت الأرض تهتزُ من أسفل أقدامهم وبدأ الزجاج في المنزل ينكسر وأصوات الناس تصرخ أذهبوا إلى القبو .
أصبحت تائهة سلمى لاتعلم ماذا تفعل هل تذهب وتنجوا بنفسها أم تحمل أخوتها الصغار لكن أختارت أن تنقذ أخوتها جرت وحملت أخاها ذو الأربع سنوات وحملت أمها أختها الرضيعة وبدأوا يجرون على سلم العمارة ولكن كان القدر أسرع من جريهم وأتت شظية قذيقة دخلت بقلب أمها وخرجت من أختها الصغيرة أمام عينيها وسقطت أمها وأختها أمام عينيها مثل وردتان سقطوا على الأرض .
والعمارة بدأت تنهار فوق رؤوسهم فذهبت في غيبوبة .
عندما فتحت عيناها كانت لاتسمع سوى أصوات الصراخ والبكاء والسماء مغطاة بالدخان الأسود والدمار في كل مكان هي فعلاً في رعب وفي ظلام ليس معها أحد لاأختها ولاأخيها ولاأمها جميعهم اختفوا وكأن الحجارة بلعتهم .
بدأت تصرخ وتبكي وتحاول أن تبحث بين الحجارة عن رأس أمها أو يديها أو حتى ملابسها لتودعها الوداع الأخير لكنها لم تجد شيء سوى أشلاء بشر وحجارة ودماء،حاولت أن تجد احد أخيها أو أختها لكن دون اي جدوى .
لم تجد نفسها سوى وحيدة على أرض الوطن فقدت أغلى كنز لها كان في الحياة أمها وأخوتها وبيتها لم تستوعب كل هذا وبدأت تبكي وتجري لأنها لاتعلم مامصيرها سوى المجهول…!
#النهاية#
كما حدث مع سلمى هذا هو حال كل من عاش في الحرب وفقد أحبته أمام عينيه….
الحرب ليست سوى كابوس أسود أحتلت أزقة البلاد لترمي بنفوس أبناء البلاد الرعب والخوف …
تحتل البلاد ويصبح مصير كل من فيها…..
مجهول!!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد