صدى الكلمات.. وطننا الأغلى، لكننا حفاة..

بقلم خالد بركات..

اللهم.. ضاقت بنا المسالك وأحاطت بنا المهالك واشتدّت بنا الأزمات، واستحكمت حلقاتها، وأزفت الآزفة، ليس لها من دونك كاشفة، فاكشف غمتنا، وفرج كربتنا، وأغث لهفتنا..

من روائع محمد الماغوط، رغم آلامها..
القاضي : كفاك تظلما وارتباكا ودموعاً….!!
واقسم أن تقول الحق ولا شيء غير الحق..
المتهم : أقسم..
القاضي : ضع يدك على الكتاب المقدس، وعلى القرآن الكريم وليس على دليل الهاتف..
المتهم: أمرك يا سيدي..
القاضي : هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء..؟؟!!
المتهم: نعم يا سيدي..
القاضي : وأمام طوابير العمال والفلاحين..؟؟!!
المتهم: نعم يا سيدي..
القاضي : وأمام تماثيل الأبطال وفي باحات مقابر الشهداء..؟؟!!
المتهم : نعم يا سيدي..
القاضي: وأمام مراكز التطوع ، ومراكز المحاربين القدماء..؟؟!!
المتهم : نعم يا سيدي..
القاضي : وأمام أفواج السياح، والمتنزهين..؟؟!!
المتهم : نعم يا سيدي..
القاضي : وأمام دور الصحف، ودور النشر
ووكالات الأنباء..؟؟!!
المتهم : نعم يا سيدي..
فقال القاضي: الوطن حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالٍ ورخيص،
لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء..؟؟!!
لماذا..؟؟!! جاوب لماذا..؟؟!!
المتهم: لقد كنت حافياً يا سيدي..!!

ولو إننا أصبحنا حفاة،ودرب الجلجلة طويل..
لكننا، لم ولن نقول يوماً إن وطننا يساوي حذاء..
فهو اغلى من ذهب وأموال كل العالم..
وأثمن وأغنى من كل الكنوز في الأرض..
اللهم..نستودعك وطننا وشعبه واحباءه..
وانقذنا من الإنتهازيين والطغاة في الوطن..