من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

مرسال لبلدي

بقلم إيناس السواح


منذُ لحظة الوداع،وأنت الأمل الذي أحيا من أجله.
حملتك في فؤادي، ورسمتُك أمام عيني،وفي دمي تجري عروق ياسمينك،رغم بُعدي عنك ورغم مسافة كل تلك السنوات،لم أنسى يوماً جميلك الذي أنبتني كياسمينة دمشقية مزهرة في كل مكان.
أتذكر أخر لقاء معك ،في تلك الليلة الهادئة بشهر تشرين ،عندما عزفت نسائمك ذاك اللحنُ الهادئ ليخفف عني كل الخوف و الضجيج الذي أسكنتهُ وحوش الحرب بي،
ماكنتُ أدري أنه لقائنا الأخير
،آه يادمشق لو تعلم كم أن شوقي لك يزداد أكثر فأكثر مع مرور الأيام،أتسائل هل مازلت تذكُرني؟
أتذكر كل تلك اللقاءات بيننا؟
أم أنني أصبحتُ ذكرى على حافة النسيان ؟
قُل لي كيف حال أشجار الزيتون وعروق الزيزفون والريحان والياسمين والورد الجوري ؟
كيف حال نهر بردى والأعوج والعاصي والسهوب ودجلة والخابور واليرموك والفرات؟
كيف حالك أنت بمنازلك بأرضك بأبنائك ؟
قد طال البُعد عنكَ وليتهُ ماطال،فأنا كل يوم في أنتظار دقات الأمل على بابِ بيتي لأحمل حقائبي وأعود إلى أحضانك ،وتعود لي كل تلك السنوات من جديد ،وتُشرق لي الأيام بعد كل العتمة التي عشتُها وكل المرار الذي ذقتهُ في الغربة .
سيبقى الوطن الحصنُ الأمن ،والحضنُ الدافئ،هناك تاريخي ومجدُ أجدادي منقوش على كُلِ حجر،هناك حيثُ أحلام الطفولة ،ومنزلُ العائلة،وجمعة الأحبة،هناك ساعات الصبح الباكرة في بيت دمشقي عريق وفنجان قهوة قُرب ياسمينة ووردة جورية ،وصوت فيروز تُنشد كعصفورة لحناً ،هناك أنا وأحبتي ومنزلي،هناك كل شيء،وكل الحياة على أرض الوطن.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد