✍️..صدى الكلمات.. هل أنا حرامي..؟؟!!

بقلم خالد بركات..

يقول الله: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
إذا عصيّت الله في مكان فلا تفارقه حتى
تعمل فيه طاعة ليشهد لك كما شهد عليك.
‏أتبع السيئة بالحسنة تمحوها..

قصة في قمة الرقي والأخلاق..
أحد الإخوة السودانيين كتب مقالاً جميلاً بعنوان : هل أنا حرامي..؟؟
يذكر فيه موقف حصل معه، ولكن وللأسف..
إنه مثل هذا الموقف يحصل كل يوم..

**يقول : كان عندي إمتحانات للطب في إيرلندا, وأنا أتردد ما بين الكلية والسكن كنت أمر على بقالة فيها إمرأة مسنة تبيع فيها وأشتري منها كاكاو بسعر 18 بينس وأمضي..
وفي مرة من المرات,رأيتها قد وضعت رفاً آخر لنفس نوع الكاكاو ومكتوب عليه السعر 20..
فاستغربت وسألتها ما الفرق بين الصنفين..؟؟!!
قالت : لا, نفس النوع ونفس الجودة..
فقلت إذا ما القصة..؟؟!!
لماذا سعر الكاكاو بالرف الأول ب18بينس،
وفي الرف الآخر بسعر 20 بينس..؟؟!!
قالت : حدث مؤخراً في نيجيريا التي تصدر لنا الكاكاو مشاكل، فارتفع سعر الكاكاو وهذا من الدفعة الجديدة نبيعها ب20 والقديم ب18..
فقلت لها : وبإستخفاف وإبتسامة، إذا لن يشتري منك أحد سوى بسعر 18حتى نفاذ الكمية ، وبعدها سيأخذون الكاكاو بسعر 20 بينس..
قالت : نعم ، أعلم ذلك يا سيدي..
قلت لها : إذا أخلطيهم ببعض وبيعيهم بالسعر الجديد 20 ،ولن يستطيع أحد التمييز بينهم..!!
فهمست في أذني وقالت : هل أنت حرامي..؟؟!!
إستغربت لما قالته ومضيت، ومازال السؤال يتردد في أذني حتى الآن ،هل أنا حرامي..؟؟!!**
لو يسألوا بعض التجار أنفسهم هذا السؤال..!!

أي أخلاق هذه، ونسأل اين أصولها..!!؟؟
نعم..الأصل إنها أخلاقنا، بأدياننا وجوهر تعاليمها
وتربيتنا وبمبادءنا، بوطنيتنا، وبنقاء إنسانيتنا..
والأخلاق هي : ان القناعة كنز لا يفنى..
وكلمة تاجر تعني، تقوى وجرأة وأمانة رحمة..

اللهمَّ..اعطينا طاقة بها نعيش، ونتحمل ونرضى، ونتأقلم ونتقبل ونهون ونتجاهل ونفوت ونغامر ونجازف ونصبر، على ما نمر به من إستغلال من بعض التجار، وبالأحرى من الفاجر وليس التاجر..
اللهمَّ.. نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر……
اللهمَّ.. امسح عنا أوجاعنا، ونوّر ظلمات ليالينا..
اللهمَّ..اسقنا فرحاً وارزقنا من كل مداخل الخير..