من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

*العلامة أبو بكر المشهور نموذج للاعتدال في زمن الغلو.*

*

د. وليد ناصر الماس.

كان رحيل العلامة أبو بكر المشهور رحمه الله مؤلما ومؤثرا، فقد ترك فراغا كبيرا، ليس على مستوى اليمن وحسب، بل على المستوى الإسلامي.
الشيخ أبو بكر من رجال الدين القلائل ممن بلغ صيتهم بقاع واسعة من هذا العالم.
لقد كان محبوبا ومشهورا بالفعل، لعلمه الواسع وأخلاقه العظيمة وسجاياه الكريمة، وحبه للعلم والعمل والدعوة.
مثل رحمه الله صورة حية لرجل الدين المعتدل، لقد نأى بنفسه ودعوته عن مشاكل السياسة والأحزاب، ولم يقحم نفسه في ما يحدث من صراع على السلطة، ولم يكن تابعا لتيار سياسي ما أو قوى معينة.

بشكل عام مثل تيار التصوف مذهب إسلامي اتسم بوسطيته واعتداله في مختلف القضايا الدينية والدنيوية، ولهذا الفكر دور ريادي في المحافظة على قيم التسامح والتعايش بين مختلف أطياف المجتمع الإسلامي، وحتى علاقتهم مع بقية الطوائف والديانات الأخرى على مدى قرون من الزمن.
لقد ساهم رجالات المدرسة الصوفية في نشر الإسلام إلى بقاع كثيرة من العالم، خصوصا إلى شرق آسيا وعدد من البلدان الأفريقية.

كما لعب هذا المذهب المتزن دورا مهما في تخريج قادة عظماء، لعبوا أدوار هامة في مختلف المنعطفات المفصلية التي مرت بها الأمة الإسلامية، وتركوا مآثر خالدة في تاريخ أمتنا، أمثال: القائد صلاح الدين الأيوبي، والقائد سيف الدين قطز، والقائد ركن الدين بيبرس، والقائد محمد الفاتح، والقائد سليمان القانوني، …وغيرهم من الجهابذة، ممن نهلوا من هذه المدرسة الفكرية المسالمة.

يرفض مذهب التصوف مختلف الآراء المتشددة والأفكار التي تحث على الكراهية والعنف، على العكس من ذلك نزعت بعض الجماعات والمدارس الفكرية الإسلامية نحو التطرف، وكان من نتاج ذلك ظهور مشاعر العداء والكراهية في أوساط المجتمع وتكويناته، وتصاعد الأعمال العدائية والاقتتال بين أفراد المجتمع الواحد لاختلافات فكرية، مما ساعد على إضعاف البلدان الإسلامية وتأخرها وبقائها تابعة للآخرين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد