من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الطيور الغازية في مصر.. وماهي مخاطرها على التوازن البيئي ؟

مقالة علمية

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

الأنواع الغازِيَة مسؤولة عن ثلث حالات انقراض الحيوانات في الآونة الاخيرة. ولكن لماذا تُشَكِّل هذه الأنواع تهديدًا إلى هذا الحد، وكيف يمكن الحد من هذا التّهديد؟ وماتأثيرة على النظام البيئي.

إن حجر الزاوية أو «النوع الأساس» في النظام البيئي؟ كيف يعمل الهرم الغذائي وسلسلة الغذاء في الحفاظ على هذا النظام ؟ من هم غزاة البيئات وكيف يتسببون في انقراض الأنواع الأساسية ؟ كيف يتداعى حجر الزاوية ومتى يسقط؟ ماهي مخاطر سقوطه وآثارها على المحيط الحيوي والنظام البيئي؟

أما غزاة البيئة فهم كائنات حية ( حيوانات أو طيور أو حشرات وزواحف أو كائنات بحرية او نباتات) قادمة او استقدمت بتدخل بشري من بيئات أخرى لا تنتمي لبيئة النوع الأساسي او حجر الزاوية فتحتل بيئة الأخير وتعيش في محيطه الحيوي دون ضابط، فتعمل على التحكم في المحيط حتى ينهار.

وهناك ثلاثة أنواع من الطيور الغازية تتواجد في مصر أشهرها طائر المينا    (Common myna ) والذي تم تصنيفه ضمن قائمة تشمل مائة نوع من أسوأ الأنواع الغازية في العالم، الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) .

  1. طائر المينا يعيش كزوجين معا ويضع ما يصل من اثنين إلى خمس بيضات في العام، وتحتاج فراخ طائر المينا من الفقس إلى الطيران كمتوسط (25) يوما، ويبلغ متوسط حياة الفرد في البرية أربع سنوات.

وفي مصر بات طائر المينا يسيطر على المحيط الحيوي لبعض المناطق فقضى على الطيور المحلية والمقيمة والتى تناقصت أعدادها بشكل ملحوظ بعد أن هاجم أعشاشه والتهم بيض أنثاه ، وأصبحت المحاصيل الزراعية مرعى للمينا الغازي يرتع فيها ويتلفها كيف يشاء. واتسع نطاق وجود طائر المينا الغازي ليحتل المدن أيضا ويستوطنها ويعيش مجاورا للنشاط البشري.

والتأثيرات الأقتصادية لطائر المينا اقتصاديا على المحاصيل الزراعية المصرية للفواكه، وأن الدراسات سجلت اتلاف محاصيل الفاكهة بما في ذلك العنب والمشمش والتفاح والكمثرى والفراولة والتين، فضلا عن صوتها المزعج والعال طوال العام، ، كما أنها ناقلة لأمراض متعددة وتتصف بأنها جريئة وذكية حيث يمكن أن تأكل من أطباق الطعام اذا كانت على الطاولات خارج المطعم وهذا يسبب الإزعاج وينقل الأمراض أيضا.

2.الغراب الهندى (Indian House crow) النوع الثاني وموطنه الأصلي في شبه القارة الهندية وينتشر الآن في اكثر من 25 دولة حول العالم. تزايد أعداد هذه الأنواع من الطيور بمصر لتزايد حركة السفن وانتشار ظاهرة تربية طيورالزينة بالفترات الأخيرة حيث ترى الجهات البيئية المتخصصة بأن الغراب الهندي يتنقل مع السفن القادمة عبر المحيط الى مصر وغيرها فيما انتشر طائر المينا بعد جلبه للمنطقة كطائر زينة. إن خطورة الغراب الهندى وغيره من الطيور الغازية على التوازن البيئي هي أنه يتغذى على بيض الطيور الأخرى وصغارها ويحتل أعشاشها ليبني عليها أعشاشه ويتكاثرأكثر من مرة خلال العام .وتفسد هذه الطيور الزرع وتتغذى على انواع عديدة من الحشرات التي يتسبب انقراضها في تكاثر حشرات اخرى وديدان اكثر ضررا على التوازن البيئي والاحيائي.

ان طائر الغراب الهندى يقتحم الأنظمة البيئية في مصر فيهاجم الاعشاش ويقضي على الطيور صغيرة الحجم، ولديه القدرة المتقدمة على إزاحة الطيور المنافسة له من اعشاشها وأماكن سكنها وقد يسبب انقراض الطيور الأقل تنافسية معه، كما يمكنه مهاجمة الثدييات الصغيرة كالحملان والماعز والعجول ، وينقل ثمانية امراض معدية للإنسان، كما يمكنه ان يسافر يوميا الى عشرين كيلومترا من مكان تعشيشه إلى أماكن توفر الغذاء ويهاجم الحمام المنزلي وأعشاشه،وجرى تسجيل هجومه على البشر في بعض الدول.

  1. الببغاء ذو الحلقة الوردية (Rose-ringed parakeet) وهوالنوع الثالث من الطيور المصنفة كطيور غازية وهذا النوع قد يكون الأخطر على المحيط الحيوي فهو لا يحمل تأثيرات مباشرة وعاجلة بل تأثيراته طويلة الأمد فيعيش الى 34 عاما، ويملك خصوبة متقدمة حيث يضع في ما يصل الى سبع بيضات كل عام وتصل الصغار الى سن النضج بعد ثلاث سنوات وله استقرار عددي في 35 دولة حول العالم ويمكن ان يحل محل الطيور المحلية بشكل تدريجي، حيث يعتمد على الطيور الأخرى للحصول على العش وبذلك يهاجم أعشاشها.

التنافس .. والبقاء للأقوى

ومن الأضرار على المدى البعيد هو التنافس على الموائل سيكون له أثر كبير جدا في المستقبل عندما تزداد أعداد هذا النوع الغازي بشكل متقدم، كما أنها تحمل عددا من الامراض التي يمكن ان تنتقل إلى الانسان، كما أن لها تأثيرا بالغا على المحاصيل الزراعية. وقال إن الطيور الغازية بالإضافة إلى تأثيراتها السابقة يمكنها أن تحل محل الطيور المستوطنة المحلية مع الوقت وذلك بناء على قانون الانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح، فإذا حدث التنافس بين نوعين من الكائنات الحية على نفس مصدر الغذاء في نفس البعد المكاني (Ecological niche) ينقرض أحد الأنواع ويبقى الأقوى، لافتا الى أن كل الطيور التي تم التطرق لها تمتلك صفات أقوى بكثير من العديد من الطيور المحلية.

ويوصي بأهمية فحص شحنات السفن التجارية وغير التجارية خصوصا الأجزاء السفلى منها لضمان خلوها من الطيور الغازية، وبتحديث قوانين استيراد الكائنات الحية، وباستحداث قوائم تعتمد على القوائم الدولية تمنع دخول الكائنات الغازية والتأكد من انها غير مدرجة ضمن قائمة الأنواع الغازية. وبهذا تتضح الحاجة للتوسع بالدراسات البيئية العلمية للموائل الطبيعية للطيور ومتابعتها لتعزيز فوائدها البيئية وتجنب مضارها الكامنة في التأثير على التوازن الببئي والإحيائي .

ضبط التوازن البيئي

إن النظام البيئي يتحمل آثار ذلك الغياب المفاجئ لأنواع مستوطنة فيه منذ مئات السنين، وسيكتشف المجتمع العلمي والمدني حقيقة الأثــر في تلك اللحظة، وان الافتراض الدائم أن كل الأنواع الحية لها دور مهم في النظام البيئي وتقوم على ضبط التوازن البيئي حتى وإن لم يتوفر دليل على ذلك في الفترة الحالية.

و أن بعض الأنواع قد لا تكون لها أهمية رئيسية ولا تكون نوعا رئيسيا لذلك غيابها قد لا يحمل تأثيرا كبيرا على النظام البيئي لكن بعض الأنواع الأخرى قد تكون رئيسية واساسية في المحيط الحيوي وغيابها قد يساهم بشكل متقدم في انهيار النظام البيئي بشكل متتابع من خلال انقراض أنواع أخرى.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد