هناك اب قروي وجد نفسه في مجتمع عمّ فيه الجهل بسبب هجرة المتزوجين وترك زوجاتهم!
هو فرد واحد من مجتمعه الذين يعيشون في منطقة نائية، أسفل جبال المناطق الشاهقة لتلك القرى شبه متحضرة على سفوح الجبال، وتسمى منطقتهم بمنطقة ليس من الضروري أن نعرفها، المهم هي منطقة تابعة للأراض التهامية شرقاً..
هذا الاب لديه صبية احبها مثل اي اب يرفض أن يزوج ابنته بعد بلوغها سن الرشد ويدعي انها صغيرة، ويمتلك أرض زراعية يصطحبها كل يوم لمساعدته، وعندما دهمها سن السذاجة_المراهقة
تخلفت عن الذهاب معه بحجة الاهتمام بالتعليم في مدارس خالية من المعلمين والمعلمات! أي أن مراحل الدراسة تمر مرور الكرام ووزارة التربية واللاتعليم تهتم بمواصلة الخطابات وإشاعة اشعارات ضرورة انضباط الطلاب والطالبات، غير أن الحصول على المناهج الدراسية حلم يثقل كاهل الأب المسكين وارباب الأسر والقبيلة، وقلما يحظى أبناء المدن التي تتحضر بمناهج دراسية عبر مطابع المؤسسات الأهلية ومع ذلك يتم محاصرة ومضايقة هذه المؤسسات ومراكز القطاع الخاص من خدمة الأجيال او يزداد رفع جمارك تسويق المنهج قبل الفصل الدراسي: – إذن أين دور التربية والتعليم؟ كأن لا يمكننا معرفة أسباب الأزمة التعليمية وانفصام دويلات ‘الدولة اليمنية’ عن التربويين وعدم صرف مستحقاتهم….
لنعود إلى قصتنا الأخيرة لسنة 2022 قيل أن تلك المراهقة تعرفت على فتى ساذج من منطقة بعيدة، وكانت تمتلك جهازا خلويا تستخدمه بالخفى، مثلها مثل صويحباتها اللائي لم يعرفن ثقافة المجتمعات الأخرى، وقد اختلط الحابل بالنابل وسذاجة سكان العالم الافتراضي غنية بالتعاريف.. قرر والدها معرفة سر تخلفها عن مساعدته في المزرعة بدلاً من الذهاب للمدرسة الحكومية التي لم تعد إلا مبنى خال من الكادر التربوي، بسبب أو بآخر فالأمر لا يطاق، والأب المدني في عصرنا الحالي يجهل مدى أهمية التعليم بالنسبة للأب القروي، إذ يتباهى المنتسبين للدولة والمثقفون باكتسابهم المعارف ويمارس القليل منهم تلقين ذويهم كجرعات فائضة بالرغم من سيطرتهم على ضبط جودة التعليم بالنسبة لهم، ويطلقون الأحكام على القرويين ويصفونهم بالجهلاء. علم انها تمتلك هاتف، وتقبل الأمر ناصحًا اياها بحسن الاستخدام! ثم راح الأب القروي يزرع أرضه الخصبة لتنبت بالثمار على غفلة من الدولة، مر الشهر الأول على موسم المطر وذلك بعد أن بلغت فلذة كبده العام الثاني على تخفيها منه لمهاتفة الفتيان، وظل يزور بيته اثناء الوجبات الثلاث فقط ثم يواصل العمل القائم به في أرضه، وقد نسي تربية الأسرة عِوضاً عن المدرسة الغائبة وعندما آن له حصاد محصول القمح قبل انصرام هذا العام المضطرب بالنسبة له، دهمته هيئة الزراعة لتقاسمه حقه دون أن توفر له متطلبات الاكتفاء الذاتي مثله مثل المزارع الأميركي مثلا، وادرك أن الدولة ستنصفه في حل مشكلة غامضة او قضايا اجتماعية، ليطمئن انه هو فرداً من أفراد المجتمع القروي، وبعد مرور مدة علامات قيء واشتهاء المرأة المتزوجة شرعاً للأكل والمعاشرة، ليصبح حمل المرأة خبرا سار بالنسبة لأي أسرة إسلامية: تفاجأ سكان المجتمع بقصة حمل ابنة ذلك الأب القروي، وانتشر الخبر من امرأة إلى أخرى، دون معرفة معشر الرجال ومن عادات نسوة تلك المنطقة أنهن يصرن على من تخلت عن الفضلية وارتكبت خطأ الزنى قصداً بالذهاب إلى عاقل القرية أو شيخ القبيلة ثم تخبره باسم ومنطقة من ترغب بالزواج منه.. ظن الجميع انها ستذكر عاشقها الساذج مثلها مثل صويحباتها اللائي تجرأن على شرفهن وخططن لمن يقحم أسوار قلاعهن سراً.. ومن حسن حظ الأب والأم أنهمار قد لا يعرفان أنها على علاقة بذلك الفتى الذي طلب الزواج منها ورفض والدها آنذاك بسبب لا نعرفه ومن الطبيعي أن يرفض الأب أي زوج غريب إلا بعد تدخلات وتعارف بين الأسرة والأخرى ثم تبدأ علاقة البنين على منهاج ديننا الحنيف.. لتصل القضية إلى الأمن العام للدولة ليلاً فقد ذهبت الفتاة بنفسها تعلن أن أب الجنين هو نفس الأب الذي انجبها. – هذا غير معقول؟ قال المحقق كلمته مندهشاً مثلي ومثلك عزيزي القارى ثم أصدر مدير الأمن قرار حضور الأب الذي ارتكب خطيئة الزنى وفقًا لملف تحقيق فلذة كبده الذي اقلقه اختفائها هو أيضاً، لكنها ليلة الفاجعة..
وصلت سيارة الأمن إلى تلك المنطقة وسالوا عن الأب واخذوه معهم حتى وصلوا به وهو في حالة اللاوعي ليدخلوه السجن بنفس الليلة، وبعد ظهيرة ذلك اليوم سمع السجان صراخ والدها ليشكوا له من ألم في احشائه: – على غيري يا أيها الأب الزاني. هكذا كان يسمع ردود الفعل لكل من سمع صرخاته حتى زاد الوجع المجهول سببه، وأخرجه شاوش السجن واحتشد الجنود حوله خشية الفرار بجسده حتى وصل إلى بوابة السجن ثم سقط أرضًا.
ايقظوه واذا به جثة هامدة.. لربما قد ماتت روحه قهرًا من التهمة او هو من فعلها وفق الإشاعة التي اذاعتها فلذته. وقبل أن يأتيهم نبأ تقرير طبي اولي بأنه توفي مسموم، تم وضع ورقة لا ترى بالعين المجردة وهي قيمة تكلفة الإفراج عن حالة هذه الوفاة القابلة للدفن تزامناً مع محوا ملف المتهم وتبرئة المدعية عليه
كيف لا وهي رسوم اجراءات القضية لجيوب الحمقاء لكن من سيدفعها؟ لا يهم إن كان ذوي الذي لفظ شهادة سفر الروح لبارئها او القاتل المأجور او العاشق الساذج مما جعل الأمر غامض بالنسبة للكثير، لا يهم حتى وإن دُفعت التكلفة من جهة مجهولة او تم تحويل المبلغ من حساب المجتمع القروي الخ… لكن فمن الذي ارتكب خطأ الزنى ومن الذي ارتكب خطأ القتل الغامض؟ وما مصير أم الجنين؟
