من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

اليوم الدولي للأخوة الإنسانية

كتب الدكتور خالد السلامي 
04 فبرايل
 
الأخوة الإنسانية هي مبدأ يدعو إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين البشـر، وإعطاء الأولوية للحقوق والحريات الأساسية لكل شخص، بغض النظر عن جنسيته أو أصوله العرقية أو دينه. الأخوة الإنسانية تعبر عن الإخاء والاحترام الذي ينبغي علينا جميعاً أن نشعر به بالنسبة لجميع الأشخاص، ودعوة إلى بناء عالم أكثر عدالة وإحساناً. من أجل ذلك، يجتمع العالم في الرابع من فبراير من كل عام على مبدأ واحد أساسه هو الأخوة الإنسانية، في هذا اليوم “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية” نؤكد جميعا على أن التضامن الإنساني وتوطيد روابط الأخوة الإنسانية هي سبيلنا للتعامل مع جميع التحديات والقضاء على كل النزاعات. لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى من نفس واحدة وأصل واحد. ومع اختلاف الأزمان والديانات، لم يتعامل نبي من الأنبياء، ولا خليفة من الخلفاء بعنصـرية أو تمييز مع أي صنف من البشـر. ولنا في نبي الله صلى الله عليه وسلم خير مثال، وهذه سيرته العطرة تمتلئ بالعديد من المواقف التي تثبت أنه تعامل (بإنسانية) مع أصحاب الديانات والاعتقادات الأخرى، بل تعاون منعه في التجارة والحرب، وزارهم في مرضهم وواساهم في مصابهم. بل واعتمد عليهم في أمور مصيرية، فمن كان المرشد الوحيد للنبي في رحلة الهجرة؟ كان رجلا يهوديا، وثق فيه النبي وأتمنه على رحلته.
إن الإيمان يحث ويدفع المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا.
إن كل الديانات منذ فجر التاريخ دعتنا إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. وقد أقرت كل الديانات بحق الإنسان في حريته، أفكاره، ومعتقداته. ولو شاء الله تعالى، لخلقنا جميعا على لون واحد، واعتقاد واحد. بل إنَّ كل الديانات، وفي مقدمتها الإسلام الدين الخاتم، جميعها نهت عن إكراه الناس على اعتناق الدين. وقد أمرنا الله سبحانه بالعدل والرحمة مع كل البشـر، دون تمييز للـون أو عـرق أو ديـن.
وقد سارت دولة الإمارات العربية المتحدة على ذلك النهج الصحيح، والخطى الواضحة لمعايير الأخوة الإنسانية. فكانت الدولة راعيا مهما، بل رئيسا للحوار بين البشـرية في تلك المساحة الواسعة والمشتركة من القيم الروحية، والمعاملات الإنسانية. وأكدت الدولة على أهمية حماية دور العبادة، واستنكرت كل أشكال التعرض لدور العبادة بأي شكل من الأشكال. ونددت دولتنا الرائدة بكل أشكال الإرهاب، بغض النظر عن شكله، مصدره، وضحيته. وأكدت دولة الإمارات على أهمية ترسيخ قيم المواطنة وحفاظ الحقوق لكل فئات البشـر بالعدل والإنصاف. وكانت دولة الإمارات من أهم المنادين بحماية حقوق المسنين، النساء، الأطفال، والضعفاء.
كما استضافت دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشـر وسبل تعزيزه عالمياً، كما يهدف إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف بحضور لإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات.
إن تعاملنا بروح الاخوة الإنسانية والتسامح الغير مشروط لا يعني تنازلنا عن هويتنا، ولا ثقافتنا، ولا ديننا. لدينا الكثير من القواسم والمساحات المشتركة التي يسعنا أن نتعامل فيها بإنسانية، ونحافظ فيها على إنسانيتنا. دعونا نعيش في عالم من الحقوق المتساوية، والواجبات العادلة. إن الأخوة الإنسانية هي سبيل العالم للاستقرار والقضاء على النزاعات والصـراعات، ونشـر قيم التعايش والتسامح. إن تعزيز قيم الأخوة الإنسانية يعد من أكثر المسؤوليات إلحاحا في وقتنا الراهن، فرفاه ورخاء البشـرية يعتمد اعتمادا أساسيا على ترسيخ دعائم الاتفاق والاتحاد بين البشـر، وتمسكنا بقيم الأخوة الإنسانية يساهم في نشـر قيم التسامح والتعايش والسلام.

المستشار الدكتور خالد السلامي

o                سفير السلام والنوايا الحسنة

o                سفير التنمية

o                رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

o                رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

o                عضو مجلس التطوع الدولي

o                أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد