من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

وليد جنبلاط، ومبادرة الحوار ..!!

بقلم خالد بركات..

إذًا..الديمقراطية السياسية تفترض جوًا من الجدّية ، ومن التأمّل العميقّ ، ومن التوجيه المناقبي في المجتمع، ومن انضباط النفس والنظر إلى علو كمن يحاول أن يجسّد في سكناته وحركاته وأقواله وتصرّفاته هذا المثال الحي، لما يجب أن يكون عليه الإنسان الباطن والشاهد في أعماقه..
كمال جنبلاط..

“كلمات ذهبية: هُم ينقّبون عن نفط وأنا أُنقِّب عن رئيس وأحاول لبننة الاستحقاق، البلد متروك..”

العقلانية ببعد النظر عند الزعيم وليد جنبلاط..
تدفع باتجاه تجسيد فكرة التلاقي الوطني..
من أجل إنقاذ الوطن وبالديمقراطية السياسية..

التلاقي للحوار ولأي موضوع مصطلح سياسي يشير إلى “جعل النفوس نقية “بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة شبه طبيعية، بما معناه الإختلاف بالرأي لا يفسد بالود قضية، وكي لا يسير إلى قطيعة كاملة، ولا شك أن هذا التعريف في ظاهره يضفي دعوة ظاهرة أو مبطنة إلى الهدوء والسكينة مهما كانت الأجواء ضبابية ومهما كانت الساحة السياسية ملتهبة، والاقتصادية متأزمة، الأمر الذي قد يجعل الدعوة إلى توطيد العلاقات بين الأطراف أمراً مرغوباً، ومطلباً وحاجة وطنية، في ظل عدم الإكتراث بكثير من البلدان بما يجري عندنا، فالدعوة إليه فضيلة لا يمكن التساهل في تركها وعدم احتضانها..

وفي ظل الأجواء السياسية الحالية التي لا تزال ضبابية ولا تزال العلاقة بين الطبقة السياسية فيها متنافرة رغم أجواء الانفتاح التي يعبر عنها كل طرف على حدة، مما جعل الزعيم الوطني أن يدعو إلى مزيد من التشاور والتحاور حتى يتجاوز عقدة الخلاف ومكامن الاختلاف، مما يدفع باتجاه توافق سياسي كامل وشامل وإن كان على محمل التفاهم الذي يتجاوز محل التعارض والتجافي إلى أوجه الاتفاق والتلاقي..
بدءاً بإنتخاب رئيس جمهورية توافقي للإنقاذ..

على الصعيد الاجتماعي نحتاج خطاباً يمزج بين العاطفي والعقلاني يخاطب القلوب والعقول، يستمد عاطفته مما يجمعنا في لبنان الرسالة، وطن نهائي لكل أبناؤه وغناه في تنوعه الطائفي والمذهبي ويمتاز فيه في الشرق، دون تعصب..
ويستمد عقلانيته مما يشملنا من وحدة المصير في وطن ليس لنا سواه، ولا شك أن مبادرة كهذه تحتاج إلى إسلوب منطقي يبعد ما يمكن أن يشكل هاجساً يوقظ مارد الخلافات من مكمنه..

أما..على الصعيد الاقتصادي لا خلاف في أن الوضع صعب جداً والمشاكل الكثيرة المتراكمة، المتوازية مع حالة الفقر المدقع الذي تعانيه غالبية الطبقة الاجتماعية وفي ظل البطالة المنتشرة، وما ينتج عنها، وعواقبها الخطيرة على الأسرة وكل أفرادها، من تفكك أو انتحار، أو….
بل العيش بما يحفظ ماء الوجه لكل رب أسرة، ولكل فتاة وشاب أمل لبنان ومستقبلهم، في ظل غياب، فرص العمل، وإقفال أبواب الطموح ولم يبق إلا أبواب السفارات لطلب فيزا للعمل، أو لطلب الهجرة، بإقفال المؤسسات الخاصة، وبغياب أو شلل الكثير من مؤسسات الدولة التي من الواجب أن تكون هي الضامن لكل هذا..!!

أما..أصحاب الأحلام بالمواقع والكراسي، أيا ليت يتجاوزا فكرة الربح والخسارة في الشعبوية والقاعدة الإنتخابية،في استحضار روح الإيثار، أقله إلى أدنى حد يسمح للمواطن التفكير، عن كيفية الإستمرار في تأمين لقمة العيش..

لذا العقلانية عند وليد جنبلاط، تدفع باتجاه تجسيد فكرة الحوار الوطني، والعاطفة تدعو إلى ذلك والمنطق السليم هو المرجعية في كل ذلك..
استقرار الوطن وتنميته وطنياً عقلانياً هدف،
والمواطن هو الغاية والوسيلة من كل ذلك..

الدعوة إلى توطيد العلاقة بهذا الشكل مرجعها إلى حالة القطيعة السائدة, نوعاً ما والمرشحة للتزايد بين بعض القوى، وداخل البيت الواحد كي لا نقول الطائفة الواحدة أحياناً وللأسف..
والحالة المأساوية الأقصى التي نعيشها من أزمات إقتصادية وسياسية متلاحقة، بل على فوهة بركان اقتصادي واجتماعي وبنيوي كامل..

آملنا الكبير على الكثير من المرجعيات الروحية والسياسية، أن توفر مظلة لأجواء هذا الحوار الشامل الذي يدعى إليه ويسعى إلى ترسيخه، فليس لنا من ملجأ سوى هذا الوطن، ويجب الدفع بكل ما يمكن من أجل أن نعيش فيه
بأجواء من الوفاق والتفاهم والتراحم والتآخي..

ونحن كل يوم نرفع أكفنا إلى السماء ونصلي : أن يحمي الوطن وشعبه وكل من يساهم بالدعوة للحوار والتلاقي، وكل من يلبي الدعوة بقناعة..
آملين..أن تدركنا معجزة وبرحمة من الله
لإلهام بعض المسؤولين التنازل عن أنانياتهم ورغباتهم وأحلامهم وكوابيسهم ببعض المواقع من أجل إنقاذ ما تبقى من أشلاء الجمهورية..
لعلنا ننتقل من الأغلال الى الأمال..
ومن سوء الحال الى افضل مآل..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد