من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

✍️..صدى الكلمات.. هي ثوانٍ يا إنسان..!!

بقلم خالد بركات..

*هَذا الزلزال الصغير..*
*لم يأت ليُريكَ حَجمهُ..*
*وإنما جاء لِيُريكَ حجمك..*

ثوانٍ تهمس في مسامعنا :
{ *أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا*
*أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ* }
صدق الله العظيم..

حقاً..منذ إن ولدت..لم يكن خوف تلك السنين والأيام، يعادل شيئاً مما عشته بـ 20 ثانية أثناء لحظة الهزة الأرضية، ولربما ليس خوفاً من الموت لوحدك، بل خوفك على عائلتك واحباءك اصدقاءك وبكل أمانة، وليس خوف على مالك..
وبذات اللحظات خلعت فيها القلوب من الخوف..
ولتظهر فيها عظمة الخالق الذي بيده..
ملكوت السماوات والأرض..
ويظهر فيها عجز الإنسان الضعيف العاجز..
أمام قدرته وجبروته سبحانه وتعالى..

لكن..يا صديقي لا لم تكن هي إلا ثوانٍ قليلة..!!
بل هي ثوانٍ جعلتنا نشعر بضعفنا وقلّة حيلتنا.
جعلتنا ندرك أنّه ربما بلحظات نعود إلى خالقنا..

20 ثانية كافية لتقول : “شعرت بأنني
أضعف مخلوق على الأرض وهذا الواقع”

20 ثانية..لن تتذكر فيها :
“عِلمُك ونسبك ورتبتك وثروتك..”

20 ثانية..وتصبح عاجزاً وتنسى كل شيء..
إلا الدعاء..وتطلب عناية الله ورحمته، وتُخرِج عائلتك إلى الشارع للأمان، وتكمل دعاءك..

20 ثانية..جعلتك تردد هذه الكلمات..ولا أعلم هل فعلاً سنعيش بعد هزة أو زلزال آخر..

20 ثانية..مئات المرات طلبت فيها السماح من رب العباد، ومن عباده ممن ازعجتهم أو جرحتهم يوماً بقصد او بدون قصد..

20 ثانية فقط.. من عمرك..
أعطتك حجمك الطبيعي وقوتك الطبيعية..

20 ثانية همست : يا إبن آدم تذكر قدرة الله..
اعرف حجمك واعترف بضعفك وأنسّى جبروتك..

وقد تكون هذه الهزة نِعمة وبابٌ للتوبة والعمل الصالح والابتعاد عن الحرام وكل ما يغضب الله فهنيئًا لمن تاب واستغفر واعتبرّ واغفر وسامح..

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿۱﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿۲﴾ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴿۳﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا
﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
﴿٦﴾ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
﴿٧﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
﴿۸﴾ صدق الله العلي العظيم.

وختاما..الحمدلله على كل شيء من الله..
وسبحانه الذي أحاطنا بِلُطفِهِ وعنايته ورحمته..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد