من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

تاج لريام ، تصنع الحدث ، في اعادة تراث البوقالات

  الكاتبة والاديبة/سليمة ملّيزي

الجزائر

… الشاعرة تاج لريام ، مختصة في نضم البوقالات ، صاحبة ( برنامج قعدة وعادة ) رئيسة اللجنة الحفاظ على مقومات التراث الجزائري سليمة ملّيزي تاج لريام اسمٌ على مسمى سيدة آتيةٌ من الزمن الجميل ، تحملُ في جعبتها الجمال الذي افتقدناه في هذا الزمن ،

سيدة حافظت على تراثنا العريق والجميل ، ورسخت في اذهان ذاكرة التاريخ. تلك العادات التي ورثتها عن جداتها ، وها هي ترسخها على أرض الواقع من خلال ، نشاطها الدؤوب ، وتحرص على اتقان تفاصيل الحكاية ، بكل دقة وحرفية عالية جداً … تاج لريام وهي تتحدث اليك

، بلكنتها العاصمية ، تشعرك وكأنك تقف ، أمام سيدات القصبة عتيقة بكل عطور الياسمين ومسك الليل والفل ،لانها بقيت محافظة على طريقة الحديث ، باسلوب جميل ، ورصانة ، ومعاني تتركك ، تتعمق جيداً ،في السماع اليها ، وكانها تعزف نغمة جميلة ، التي تحاكي الزمان والنسيان وتقول ، ها أنا ابنة القصبة العتيقة. التي حملت في ذاكرتها ، كل تفاصيل الحكاية ، وتجسدها على أرض الواقع ،

من خلال قعدات جزائرية عاصمية ، تلك القعدات التي كانت نساء القصبة يجتمعن كل ليلةٍ في بيت من بيوت القصبة العتيقة ، أو قصورها الجميلة ، أو الدار الكبيرة ، التي كانت تقام عند بعض العائلات الكبيرة ، كانوا يفتحون بيوتهن أو قصورهن لكل الجيران ، وتجتمع النسوة ، ويلبسنَّ اللباس التقليدي الجميل والعريق

، كالكاراكو العاصمي ، وقفطان القاضي الذي تتميز به الجزائر العاصمة ، والبدرون ، والقويط بالغليلة ومحرمة لفتول ، وبتزين بأجمل الحلي ، منها خيط الروح ، الذي لا بد أن تلبسهُ النسوة ، ويتزين وسط الدار ، الذي تحيط به عرص من الرخام ، بأجمل الزرابي والارائك الجزائرية المصنوعة محلياً ، وكل واحدةٌ تأتي باللّذ ما طاب من الحلويات التقليدية اللذيذة المصنوعة من الجوز واللوز

، ومنهنَّ من تأتي بآلات موسيقية ، والكل يعزفنَّ أجمل الالحان ، كالطابع الحوزي والأندلسي ، والشعبي ، كانت منذ زمن فرق موسيقة خاصة الا بالنساء ، وتسمى ( المسامع) ، ويجتمعنَّ على الحكايات الشعبية وخاصة القصبة معروفة بقول البوقالات، وهي عبارة على أبيات تشبه كثيرًا الشعر ،

وتعبر عن حياة المراة الجزائرية ، والحكاية تقول ،أن أسم (البُوقالات) أو البُوقالة، وهي مشتق أسمها ، من ( البوقال او تبوقال ) ، وهو إيناء تصنعه المرأة الجزائرية من الطين الفخار يشرب فيه الماء واللبن ، وتزينه برسومات مستوحات من طبيعة الجزائر الجميلة ، وأشكال هندسية تعبر عن هوية الجرائر …

قلت يضعن فيه الماء ثم كل واحدةٌ تضعَ خاتمها في ( البوقال )، وكل النسوة يتمنين أمنية جميلة ، وتبدأ سيدة القصر ، أو من تتقن فن البوقالات، تقرأ على مسامعهن أجمل الكلام ، ويتسامرنّ وهن يضحكن ، ويمرحنَ ،

ويستمتعن بتلك البوقلات التي تفرح قلوبهن ، خاصة ( العواتقّ) ، أي الصبايا ، وسيدات من هن ينتظرن عودة زوجاتهن الذين يذهبون الى البحر … من هنا استوحت الشاعرة السيدة تاج لريام ، هذه العادات الجميلة ،

وها هي اليوم تجسدها على أرض الواقع ، في كل مرة تجمع سيدات وأديبات وشاعرات ، وفنانات ، ومختصات في التراث الجزائري ، ويجتمعن باللباس التقليدي ، في أحد قصور العاصمة ، العتيقة ، كمتحف بارودا ، أو قصر علي باشا ،أو قصر خداوج العمياء ، أو قصر عزيزة ، وغيرها من هذه القصور الجميلة ،

التي تعبر عن ذالك الزمان الجميل . حتى تعيدنا الى الزمن الجميل ، ونرحل معها في حكايات تراثية ، واساطير مستوحات من تاريخنا العريق ، وقصائد شعبية جميلة ، حتى لا ننسى ماضينا الجميل والعريق ، ها هي اليوم سيدة التراث تاج لريام تجمع سيدات المجتمع ، لتقول لهن ، حافظوا حلى جمال الجزائر ، واعيدوا كتابة التاريخ باحرف من ذهب ، وخاصة من خلال مثل هذه القعدات ،

التي تورطها بالصوت والصورة ، حتبقى راسخة لاجيال ، لانه هو الهوية الحقيقية ، لعراقة الشعب الجزائر ي ، الضاربة في عمق التاريخ ، سليمة ملّيزي -16 مارس2023

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد