كتب الدكتور خالد السلامي يحل علينا شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، وبهذه المناسبة العظيمة اتقدم بالتهاني والتبريكات لرئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وجميع قادة وحكام الإمارات، والأمة الإسلامية وللإخوة والأخوات في دولة الإمارات العربية المتحدة من المواطنين والمقيمين فيها. يأتي شهر رمضان كل عام بمظاهره الخاصة، حيث يشعر المسلمون بروح التضامن والمحبة والتآزر. وتكثر الأنشطة والفعاليات الدينية خلال هذا الشهر، مثل الصلوات الجماعية والتراويح وتلاوة القرآن الكريم. شهر رمضان هو أعز ضيف على نفوس المسلمين، نحتفل به بصيام نهاره وقيام ليله، وهو عبادة تعني الامتناع عن الطعام والشراب وغيرها من الملذات المحظورة في نهاره بداية من الفجر وحتى غروب الشمس. ويعتبر هذا الصيام من العبادات التي تساعد المسلمين على الاقتراب من الله وتطهير النفس وتعزيز الصبر والتحمل. شهر رمضان هو الشهر الذي تُنزَّل فيه الرحمة والبركات، وتُفتح فيه أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النيران، ويحتفل فيه المسلمون حول العالم بالصيام والقيام والتسبيح والتذكير بذكر الله تعالى. وفي هذا الشهر المبارك يكثر التعبير عن المحبة والتسامح، ويشعر الجميع بروح الأخوة والمحبة والتعاون. ويتمتع شهر رمضان بعدة فضائل، فهو شهر الصيام، وهو عبادة تقوي الإرادة وتزيد الإيمان. كما أنه شهر الإحسان، حيث يتضاعف الأجر والثواب للأعمال الخيرة والصدقة والعطاء. وهو شهر العبادة والذكر، حيث يتعمق المسلم في تلاوة القرآن الكريم والصلاة والتسبيح والذكر. والجدير بالذكر هنا أن الفوائد الروحية والصحية لشهر رمضان عديدة وكثيرة، فالصيام يساعد المسلمين على تحقيق الانضباط الذاتي، ويعينهم على تقوية الإيمان والتوبة والعمل الصالح. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الصيام وسيلة لتقليل الوزن وتنظيف الجسم من السموم. وفي هذا الشهر المبارك، يواجه الصائمون صعوبات مختلفة، مثل العطش والجوع، ولكنهم يجدون القوة في إيمانهم وأملهم بالثواب الجزيل من الله تعالى. ويشعر المسلمون في هذا الشهر بالانتماء إلى أمة واحدة، وتتعزز الأواصر الاجتماعية والأخوية بينهم. ويعد شهر رمضان أيضاً فرصة للتكافل الاجتماعي والعطاء، حيث يزداد الإحساس بالتعاون والتضامن بين الناس، ويتم تبادل الهدايا وتوزيع الطعام على المحتاجين. وفي الإمارات، يعمل الكثيرون على إطعام الصائمين والفقراء في شهر رمضان، وهذا يعتبر تقليداً ثابتاً في البلاد. وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على إحياء هذا الشهر المبارك، وتوفير جميع المتطلبات اللازمة للمسلمين والمسلمات الذين يحتفلون بشهر رمضان، من خلال توفير الاحتياجات الغذائية والتنظيمات اللازمة لصلاة التراويح والإفطار الجماعي. وبهذه المناسبة العظيمة، ندعو جميع المسلمين والمسلمات إلى العمل على تعميق روح التضامن والمحبة والتعاون في هذا الشهر المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الطاعات. وتشهد الإمارات في شهر رمضان العديد من الفعاليات والبرامج الرمضانية، مثل مسابقات القرآن الكريم والمحاضرات الدينية والأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية. وتقوم الحكومة الإماراتية بتوفير كل ما يلزم لضمان راحة وسلامة المسلمين خلال هذا الشهر الكريم. وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توفير كافة الخدمات والمرافق للمسلمين والزوار في شهر رمضان، حيث تقوم بتوزيع الوجبات الغذائية المجانية في المساجد والمناطق العامة، وتوفير المياه والعصائر للصائمين في الأماكن العامة والمراكز التجارية والمولات، وتقوم بتوفير مراكز الإفطار الرمضاني. كما تقوم دولة الإمارات بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية خلال شهر رمضان، لتشجيع المجتمع على المشاركة والتفاعل والتعرف على تقاليد وثقافات الشهر الفضيل، كما تهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز التواصل والتآزر بين أفراد المجتمع. ولا يقتصر دور الإمارات في شهر رمضان على توفير الخدمات والفعاليات فحسب، بل تهتم الدولة بتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية التي يتميز بها هذا الشهر، مثل الصدق والتسامح والتعاون والعطاء، وتشجع المجتمع على التبرع للمحتاجين وتوزيع الإفطار على الصائمين والمحتاجين، وتعزز قيمة العطاء والإحسان والتكافل بين أفراد المجتمع. وبهذا الصدد، أتقدم مرة أخرى بأحر التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ونهنئ قادة دولة الإمارات وشعبها والمقيمين فيها على الجهود المبذولة في توفير الخدمات والفعاليات الرمضانية، وندعو الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والعمل الصالح، وأن يعيد هذا الشهر الكريم على الجميع باليمن والبركات.
المستشار الدكتور خالد السلامي
o سفير السلام والنوايا الحسنة
o سفير التنمية
o رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
o رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام
