من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

علم من أعلام التصوف العارف بالله برهان الدين شيخ الإسلام إبراهيم الدسوقي

بقلم / محمد أحمد غالى
العارف بالله سيدي برهان الدين إبراهيم الدسوقي القرشي هو شيخ الإسلام :
(إبراهيم الدسوقي بن عبد العزيز أبو المجد بن قريش بن محمد المختار بن محمد أبو النجا بن علي زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبو الطيب بن عبد الله محمد الكاتم بن عبد الخالق بن أبو القاسم إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب).
وهو شيخ الطائفة البرهامية، وصاحب الأسرار العرفانية ، والمحاضرات القدسية، والعلوم اللّدُنية. عُرفت طريقته بالبرهانية والإبراهيمية والدسوقية، فالبرهانية نسبة إلى برهان الدين، والإبراهيمية نسبة إلى اسمه إبراهيم، والدسوقية نسبة إلى الشهرة المكانية وهي مدينة دسوق. وقد ولد على أرجح الأقوال في عهد الملك المعز عز الدين أيبك السلطان الأول للدولة المملوكية في يوم ٣٠ شعبان عام ٦٥٣ هـ بمدينة دسوق ولقب بالدسوقي نسبة إلى هذه المدينة (دسوق) التي ولد ونشأ بها. حفظ القراءن الكريم وتفقه على مذهب الإمام الشافعي وعشق الخلوة منذ صغره ودخلها للتعبد وهو ابن ٣ سنوات وخرج منها لمريديه وهو ابن ٢٣ عاما وسطع نجمه في العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه.
يعتبره الصوفيه ويعدوه قطب التصوف الرابع بعد عبد القادر الجيلاني، وأحمد الرفاعي، وأحمد البدوي.
من أقوال إبراهيم الدسوقي: (قاعدة الطريق ومحكمها ومجلاها هي الجوع، وذلك لأنه يغسل من الجسد مواضع إبليس، فمن أراد السعادة فعليه بالجوع الشرعي، ولا يأكل إلا على فاقة، ومن طلب شربة بلا حمية أخطأ طريق الدواء).
وقال أيضا : (من عرف الله وعبده فقد أدرك الشريعة والحقيقة، فاحكموا الحقيقة والشريعة ولا تفرطوا إن أردتم أن يُقتدى بكم، ولم يكن اسم الحقيقة إلا لأنها تحقق الأمور بالأعمال، ومن بحر الشريعة تنتج الحقائق).
وقال أيضا : (الشريعة أصل والحقيقة فرع. فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة لكل علم خفي وجميع المقامات مندرجة فيهما).
لم يترك إبراهيم الدسوقي الكثير من الكتب ولعل ذلك راجعا إلى انشغاله بتلاميذه ومريديه، علاوة على ذلك فقد ضاعت معظم كتبه وفقدت، لكن شيوخ الصوفية أمثال المناوي والبقاعي والكركي، استنبطو الإلمام ببعض أسماء مؤلفاته، وهي:
١-كتاب الجوهرة: وهو الكتاب الوحيد المنسوب للدسوقي الذي طبع، ويعتبر المرجع الرئيسي لطريقته.
٢-كتاب الرسالة: وفيه قواعد لمن يريد أن يسلك طريق الفقر والزهد، ولم يطبع.
٣-كتاب الحقائق: ويجمع الكتاب بين ذكر حقائق طريقته وحقائق المعارف.
٤-مؤلف في فقه السادة الشافعية. وهؤلاء ما تمكنوا من استنباطه من الكتب. وبالرغم من تألف إبراهيم الدسوقي لعدد من الكتب، وتركه الكثير من التعاليم والحكم والمواعظ ، إلا أنه لم يترك من الشِعر الصوفي الا القليل. وامتاز أسلوب أشعاره، بأنه جارٍ في جملته من حيث الأسلوب حيث ظهر في شعره عبارات عن العشق الإلهي وظهرت فيه أوصاف الحق أو ذات القدس ومن أشعاره ما قال:
سقاني محبوبي بكأس المحبة
فتهت عن العشاق سكراً بخلوتي***
ونادمني سرّاً بسر وحكمة
فما كان أهني جلوتي ثم خلوتي***
ولاح لنا نور الجلالة لو أحنا لصم الجبال الراسيات لدُكت***
وكنت أنا الساقي لمن كان حاضراً
أطوف عليهم كرةً بعد كرة***
وبعد عطاء كريم فى حياة كريمة حافله بالجود والعطاء والعلم والإيمان والتقوى، تُوفي إبراهيم الدسوقي وله من العمر ٤٣ عاماً. وهو ساجد لله رب العالمين، وكان ذلك عام ٦٩٦ هـ/١٢٩٦ م على أرجح الأقوال، وقد دُفن الدسوقي بمدينة دسوق، وبعد وفاته أقام أهل المدينة على ضريحه زاوية صغيرة، وقد توسعت هذه الزاوية شيئاً فشيئاً ثم تحولت إلى مسجد يُعرف حالياً بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي والذى يعد من أكبر مساجد مصر. رحم الله العالم والعابد الجليل إبراهيم الدسوقي ورضي عنه وأرضاه.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد