مسلسل تحت الوصاية الذى تم عرضه فى الموسم الدرامى لرمضان 2023، حيث أثار المسلسل ضجه عالية قبل عرضه فور الإعلان عنه ودخوله السباق الدرامى فى النصف الثانى من رمضان2023، وذلك بعد الاعلان عن البرومو الرسمى للمسلسل، حيث ظهرت فيه الفنانة منى ذكى وهى ترتدى الحجاب بطريقة غير مرتبة، فاعتقد البعض أنها تسئ للمحجبات وإظهارهم بطريقة سيئة، فقام الكثير من المشاهدين بالحكم على العمل قبل عرضه، فكانت إحدى اسباب الهجوم على العمل هو أنه من تأليف الكاتب (إبراهيم عيسى)، الذى دارت حوله الكثير من الشبهات الفترة الماضية، من إساءة للدين الإسلامى وتشكيكه فى القرأن الكريم وبعضاً من علماء الدين الإسلامى، فهل كان العمل حقا مسيئاً للحجاب؟ هل استحق كل هذه الأنتقادات؟؟……… دعونا نلقى نظرة على العمل….. المسلسل من إخراج (محمد شاكر خضير)، تأليف (خالد دياب – شيرين دياب) اللذان قدما من قبل العديد من الأعمال مثل ( عسل اسود- طلق صناعى- السهام مارقة)، ومن بطولة (منى ذكى – دياب – رشدى الشامى) ومجموعة من الممثلين المميزين، و إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تم تصوير المسلسل داخل مصر فى محافظة الإسكندرية ومنطقة صناعة المراكب، ومحافظة دمياط فى مدينة عزبة البرج، يتكون العمل من 15 حلقة، وتم عرضه فى النصف الثانى من شهر رمضان 2023. أحداثه…. يتحدث العمل عن سيدة يتوفى زوجها، ويترك ميراث لأبناءه عبارة عن مركب صيد، لتنتقل بعدها الوصاية لوالد الأب، فيقرر عم الأولاد (صالح) الذى يقوم بدوره الفنان دياب، بأخذ المركب ليديرها ثم يقسم مكسبها على الورثة، ولكن نكتشف أنه لا يعطى الأم (حنان) والذى تقوم بدورها الفنانة منى ذكى حقها كامل، فلا تستيطع دفع معظم نفقات معيشتها هى وأولادها، فتحاول جاهدة أن تتجه الى العمل لسد حاجتها هى وأولادها، وذلك بعد فشلها فى استجداء صالح بإعطائها حقها كامل هى وأبنائها، كى تستطيع أن تصرف على أطفالها (يس وفرح)، فتلجأ فى النهاية الى الهروب من الإسكندرية الى دمياط، وسرقة مركب زوجها كى تعمل عليها، آملة فى خلق فرصة لحياة كريمة لها ولأولادها.. وعمل المخرج فى بداية كل حلقة على عمل فلاش باك من حياة حنان بعد وفاة زوجها، ليعرض فيه للمشاهدين كيف كان إهمال أهل زوجها وتعنتهم معها ومع أطفالها، ورفضهم الدائم فى إعاطائها المصاريف اللازمة لهم حتى إيجار المنزل الذى يقيمون به، حتى إضطرت فى النهاية الى رضوخها لهم والذهاب للعيش معهم، ورغم ذلك لا تستطيع التعايش معهم وهى ترى تحكمهم فى ابنائها وتهميش دورها فى تربيتهم، حتى نصل لصراعها الحالى مع صالح الذى يريد الإستحواذ الكامل على المركب، كى يتم زواجه.
المسلسل يناقش مشكلة تعانى منها الكثير من الأرامل، التى لا يحق لهن طلب الواصاية على ميراث الابناء القصر مع أنها هى الحاضنة لهم، فتصبح تحت رحمة من ليس لديهم قلب أو يستبيحون مال اليتيم، يقوم العمل بعرض الفئة التى تعانى منها معظم الأرامل، فيجب عليهم أخذ موافقة المجلس الحسبى فى كل جنيه تريده لأولادها، وكم الإجراءات التى يتطلها القانون. بعد عرض المسلسل شارك الكثير من المشاهدين مواقفهم وهم صغار، حيث كانوا يشاهدون معاناة أمهاتهم مع المجلس الحسبى أو مع الوصى عليهم أو مع أشقاء الأب، حتى تستطيع أخذ ماهو حق لهم فى الأساس، وهناك من كان يرى أن ذلك مخالف للشرع فيجب أن يكون هناك وصى فى حالة أن الأم تزوجت، فلا خوف على مال الأطفال، والرأى الأخر هو أنه يجب حماية مال الورثة من الوصى كما هو الخوف عليه من الأم، فهل هناك حل لتلك المشكلة.!؟ وأثناء عرض المسلسل تم طرح المشكلة على البرلمان، وتم الإعلان عن أنه هناك مناقشة لإيجاد حل يحمى جميع الأطراف، ولا يظلم الأرامل و يحميهم من المعاناة لأخذ حق أولادهن، وأيضا حماية أموال الأبناء القُصر حتى يتموا السن القانونى، وقد قامت صحيفة ( الجرديان البريطانية) بتسليط الضوء على المسلسل، الذى استطاع صناعه تقديم رساله من خلاله، حيث شرع بعض النواب فى تقديم طلبات منفصلة للنظر فى قانون الوصاية على الأبناء. وانتهى المسلسل نهاية مأساوية وواقعية فى نفس الوقت، حيث تم الحكم على حنان بالسجن، بتهمة سرقة المركب بسبب البلاغ الذى قدمه صالح فى بداية المسلسل، وإتلاف مال الورثة حيث تم حرق المركب وهى بحياذتها بعد أن اتفق عليها صالح مع تجار السمك كى يستطيعون الإيقاع بها، ولكنه خسر المركب ولم يستطيع الحصول ما كان يريده، و كأن الكاتب بهذه النهاية يريد ان يؤكد على أهمية هذه القضيه، وتسليط الضوء على الظلم الواقع على بعض الأرامل، وكذلك الأطفال المعرضون من الحصول على الفرص التعليمية التى كان يوفرها لهم الأباء فى حياتهم، بسبب توفير الوصى للأموال بحجة الحرص عليها. وكان للديكور دور مهم فى إظهار التطور الذى حدث فى حياة حنان و أولادها قبل وفاة الزوج وبعد وفاته، ففى البداية كانوا يقيمون فى منزل كبير يمثل الطبقة المتوسطه، وهذا المنزل التى كانت تعيش فيه حنان مع زوجها قبل وفاته والتى اضطرت الى تركه بسبب تراكم الإيجار وتجاهل الوصى دفعه لها بحجة توفيره، ثم انتقالها للعيش فى بيت حماها، حتى هروبها لتعيش فى منزل يفتقر لبعض الوسائل الآدمية، الوانه باهته وحوائط مشققة. وايضا اختيار الملابس تظهر تكوين معاناة حنان، فأثناء عيشها مع زوجها كانت ملابسها مزينه و ألوان صارخة بعض الشئ، مع تركها للجزء الاماى من شعرها ظاهرا، وهذا إن دل فيدل على شعورها بالأمان فى وجود زوجها والذى أختفى بمجرد موته، لتتحول ملابسها إلى ألوان هادئة وملابس واسعه وحجاب يغطى شعرها بالكامل، حتى أثناء عملها على مركب الصيد مع الرجال كانت ملابسها تميل الى الألوان الغامقة والحجاب الغير مرتب ولكنه يغطى كامل شعرها، وهذا يصور مدى إرهاقها والعمل على إخفائ جميع مفاتنها بحكم عملها بمفردها مع رجال وفقدان شعورها بالأمان، حتى فى ملابس أطفالها فمن ضمن الاكسسورات التى كانت لازمه هى شنطة الطفلة فرح، حيث كان يرتديها أغلب الوقت أخوها يس، والذى لعب دوره الطفل عمر الشريف، والذى قدم دوره بشكل جيد جدا، فان دل فيدل على أن هذا الطفل هو من يتولى مسؤلية تلك الطفلة رغم صغر سنه، وظهر ذلك طوال احداث المسلسل حيث كان هو من يجالسها ويطعمها ويحضر لها الرضعة أثناء عمل الأم . فلا يسعنى قول غير أن المسلسل استطاع توصيل رسالته بشكل مبهر، فقد ترك أثر فى نفوس المشاهدين، كما استطاع اخماد جميع الإشاعات التى كانت تدور حوله قبل عرضه. شكرا لصناع هذا العمل على طرح هذه المشكلة التى لا طالما ارقت الجميع. شكرا للنجمة منى ذكى على ادائها المبهر الذى جعل الجميع يتعاطف معها. شكر للشركة المتحدة على اختيارتها والحرفية فى طرح المشكلات، والعمل على حلها ولفت انظار المسؤلين على ايجاد حلول لها فلا عزاء لمروجى الاشاعات… ومرحبا بالدراما النظيفة المفيدة. منة الله حازم توفيق
