من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ذكرى وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رحمه الله –

كتب الدكتور خالد السلامي 
 
تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي كان قائدًا عظيمًا وشخصية استثنائية لا تُنسـى في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. بمناسبة هذه الذكرى، نستذكر إرثه الرائع وتأثيره العميق على البلاد وشعبها. فقد كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رمزًا للحكمة والرؤية والقيادة الحكيمة، وسيظل حيًا في قلوبنا وذكراه باقية في تاريخ الإمارات.
لقد فقد العالم العربي والإسلامي قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، رحمه الله. وبكل ألم وحزن، نعيناه إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، وقد انتقل إلى جوار ربه راضيًا مرضيًا اليوم الجمعة 13 مايو 2022.
عاش الشيخ خليفة، رحمه الله، حياة مليئة بالتفاني والتفكير في مصلحة وطنه وقضايا العالم العربي والإسلامي. وُلد في قلعة المويجعي بمدينة العين في عام 1948، ومنذ صغره برزت قيادته الحكيمة واهتمامه بتطوير إمارة أبوظبي.
 
في عام 1966، تم تعيينه ممثلاً لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية ورئيساً لنظامها القانوني، حيث أظهر قدراته الإدارية والقيادية المميزة. وفي عام 1969، تولى منصب ولي العهد لإمارة أبوظبي، وقاد التحول الكبير نحو التقدم والتنمية في المنطقة.
رحلة الشيخ خليفة الحافلة بالإنجازات لم تتوقف هنا، فقد تولى رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي وأدار حقائب الدفاع والمالية في يوليو/تموز 1971. وفي عام 1974، أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي، وتولى مسؤولية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات عام 1976.
ثم، في 3 نوفمبر/تشـرين الثاني 2004، تولى الشيخ خليفة رئاسة دولة الإمارات وأصبح حاكماً لإمارة أبوظبي. خلال فترة رئاسته، شهدت الإمارات تحولًا جذريًا في مختلف المجالات، من التنمية الاقتصادية القوية إلى تعزيز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة.
ترك الشيخ خليفة بصمة قوية ومستدامة على مسيرة دولة الإمارات وشعبها. كان رمزًا للقيادة الحكيمة والرؤية الجريئة، وسيبقى اسمه مرتبط بمسيرة التقدم والتطور في الإمارات وخارجها. لقد كان رائدًا في تعزيز التعاون الدولي، وبناء شراكات استراتيجية مع الدول الأخرى.
تحت قيادته، تم تعزيز دور الإمارات كلاعب رئيسي على الساحة الإقليمية والدولية، حيث شهدت البلاد توسعًا في شبكة العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف. سعى الشيخ خليفة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولعب دورًا فعالًا في حل النزاعات وتعزيز الوحدة العربية.
وفي المجال الاقتصادي، قاد الشيخ خليفة جهودًا هائلة لتحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل. تم تعزيز الاستثمارات الخارجية وتطوير القطاعات الرئيسية مثل الطاقة والسياحة والتكنولوجيا، مما ساهم في تحقيق نمو اقتصادي قوي وتوفير فرص عمل للمواطنين.
كما اهتم رحمه الله بالبنية التحتية والمرافق الخدمية في دولة الإمارات، وفي هذا الإطار كان الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، من أهم داعمي بناء أعلى برج في العالم، برج خليفة، الذي يعد أعلى بناء شيده الإنسان بارتفاع 828 مترا، والذي بدأ تشييده قبل أشهر من وفاة والده سنة 2004 وتم افتتاحه في مطلع سنة 2010. كما كانت له العديد من الإنجازات في المجال الاجتماعي، فقدد أسس سنة 2007 مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي تتكفل بمصاريف العلاج والدراسة وتأمين المأوى والغذاء للمعوزين في عدة مناطق في العالم. ولم ينشغل الشيخ خليفة يوما عن البيئة، فقد أولى الشيخ خليفة اهتماما خاصا بالحفاظ على البيئة، وعين أول وزير للبيئة في دولة الإمارات في أول حكومة تشكلت في عهده سنة 2006.
مع رئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدولة الإمارات العربية المتحدة، شهد العالم دورًا مؤثرًا لا يُنسـى للإمارات في الساحة الإقليمية والعالمية. بفضل رؤيته الحكيمة وقيادته الحازمة، نجح الشيخ خليفة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
في مجال السلم والأمن، كان الشيخ خليفة رائدًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية. تبنت دولة الإمارات سياسة خارجية متوازنة وبناءة، حيث سعت لحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول. عمل الشيخ خليفة على توطيد العلاقات مع دول الجوار والعالم العربي، وأسهم في جهود التسوية والوساطة في العديد من النزاعات الإقليمية.
وفي المجال الاقتصادي، قاد الشيخ خليفة جهودًا حثيثة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمارات الخارجية. نجحت الإمارات تحت قيادته في بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على مصادر الدخل المتعددة، مما ساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي للدولة. كانت الإمارات أيضًا رائدة في مجال الابتكار والتكنولوجيا، وتحوّلت إلى مركز عالمي للأعمال والمال، ما جذب استثمارات كبيرة من شتى أنحاء العالم.
لا يمكن إغفال دور الشيخ خليفة في دعم الجهود الإنسانية والتنموية. كانت الإمارات تبذل جهودًا مستمرة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في الدول النامية. قد
قدمت الإمارات مساعدات سخية ومشاريع تنموية في مختلف المجالات، مثل التعليم، والصحة، والمياه، والبنية التحتية، والطاقة المتجددة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر والجوع في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رمزًا للقيادة الحكيمة والرؤية الجريئة على المستوى العالمي. كان له تأثير كبير في تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، سواء كانت دولًا عربية، أو إقليمية، أو دولًا في الساحة العالمية. ونتيجة لذلك، نشهد تطورًا ملحوظًا في العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية بين الإمارات والدول الشقيقة والصديقة.
عاشت دولة الإمارات في عهد الشيخ خليفة، رحمه الله، عهد من الإنجازات التي جابت الأرض ووصلت إلى الفضاء. وعززت الإمارات مكانتها بين دول العالم، بفضل القيادة الرشيدة للدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي قاد الإمارات إلى الصدارة عالمياً وعربياً، في قطاعات استراتيجية مهمة تحاكي في مضمونها الحاضر والمستقبل.
لم يدخر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، رحمه الله، الجهد والإمكانات في سبيل توفير أقصى درجات الرعاية والدعم للمواطن، باعتباره حجر الأساس في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ إذ سارت عملية بناء الإنسان جنباً إلى جنب مع عملية البناء الحضاري التي تخوضها الإمارات في كل مجالات الحياة، وأصبحت دولة الإمارات في ظل قيادته الحكيمة، واحة أمن وأمان للجميع من مواطنين ومقيمين وزائرين.
علينا أن نحتفي بإرث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإنجازاته. كان قائدًا حكيمًا ورؤيويًا، وبفضل جهوده، تم تحقيق تقدم كبير في جميع المجالات ورفع مكانة الإمارات عالميًا. تظل رؤيته وروحه الإنسانية وتفانيه في خدمة الشعب والعالم خالدة في قلوبنا. لنستمر في مسيرته العظيمة، ونحافظ على قيمه وتعاليمه، لنبني مستقبلًا أفضل للإمارات وللبشرية جمعاء.
لا يمكن إلا أن نستذكر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بكل الامتنان والاحترام. كان رمزًا للحكمة والرؤية الاستراتيجية والقيادة الحكيمة التي كانت رائدة وملهمة للعديد من الأجيال. رحيله كان خسارة فادحة للإمارات وللعالم بأسره. فقد ترك الشيخ خليفة وراءه إرثًا عظيمًا من التنمية والتقدم، حيث شهدت الإمارات تحولًا شاملاً في مختلف المجالات الحيوية. كانت رؤيته الطموحة وتفانيه في خدمة شعبه ومجتمعه هما ما ساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار الشامل.
نحن نعد بأن نحافظ على إرث الشيخ خليفة ونواصل بناء المستقبل وفقًا لقيمه ورؤيته. سنستمر في تعزيز العدالة والتسامح والتعايش السلمي، ونعمل بجد لتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة في جميع المجالات. سنواصل تعزيز العلاقات الدولية والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
نسأل الله أن يتغمد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ولن ننسـى إسهاماته المتميزة وسعيه الدؤوب لرفعة الإمارات وخدمة الإنسانية، ونتعهد بأن نواصل السير على دربه وأن نحمل راية التقدم والتطور بكل فخر واعتزاز.
فاللهم إنا نشهد أنه كان خير خلف لخير سلف، وأنه كان نِعم الأب والحاكم، فاللهم احفظه كما حفظنا فيك.
اللهم إنه حط رحاله عندك فأكرم وفادته ووسع مدخله واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة

المستشار الدكتور خالد السلامي

o                سفير السلام والنوايا الحسنة

o                سفير التنمية

o                رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

o                رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

o                عضو مجلس التطوع الدولي

o                أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد