كنت اشتهيها..! اشتهي وصلها ..ضحكتها ..نظرة من عينيها… كنت اشتهي عناقاً يأخذني الي عالم اخر، الي دنيا بلا وجع بلا ألم ، انتظرتها كثيراً لا قليلاً.. لا انتظرتها طويلا ً جدا ،حب صامت بلا صوت بلا صراخ، بلا ضجيج بلا حراك بلا اي حرفِ يُنطق، عجز لسانى عن ترجمة مشاعرى اصابه الشلل، شتان ما بين عقلي وقلبي هذا يريد والأخر يحذر، وبين هذا وذاك رفضت عيني ان تُريها لمعتها، فكان العقاب منى لعله ابشع عقاب، هو حرمانها من رؤية عيني، حتي وإن التقينا يوماً صدفة، لن انظر اليها ولن اجعلها ترى عيني، سيختلف الحديث وتختلف نبرة الصوت، فلم اكن اعلم يوماً اننا وبعد طوال كل هذا الوقت ، سنلتقي صدفة احادثها وتحادثني، اسلم عليها ويداها تلمس يدى، الغريب ان لمستي لها كانت بشوقٍ بارد، لكننا التقينا وبعدها ذهبنا بلا وداع او حتى وعداً باللقاء، لكننا التقينا وعلي الرغم من حلاوة اللقاء الا انها كانت حلاوة مغلفة، نعم مغلفةُ بقساوة الفراق وزيادة في الشرخ التى تركته سابقاً بالقلب، كنت حذراً لكنى القيت بكل مشاعرى دون حذر او رقيب او حتى ترتيب، عاجلتني هي بالطعنة التي لا علاج لها.. -<اسفه انا مس حاسة بالشوق اللي كنت بحسه زمان..!>- صمت ..صمت ..فكر ..رهبه ..خجل من النفس ، محاولا التبرير في محاولة لتجاوز اللحظة، توهان رهيب محاولا القضاء عليه، ارتشفت قهوتى فلم يتبقي بها رشفةُ واحده فلم يكن مني الا ان لعقتُ البن بلسانى، في محاولةٍ مني في رسم بسمة زائفة. -< تعرفي انا بحب البن قوى، اه بحب اكله بيعملى انتعاشة >- تضحك وتضحك بعين زائغه متحركة في كل مكان بالغرفة -< لا انا مش بحبه بحسه مر >- في نظرة حائرةً وعقلاً مشتت وحسرة علي هذا الرجل الذى يجلس امامى، ما الذى يجعلك تتحمل كل هذا؟ قلتها بعقلى قبل ان ينطق بها لسانى. -< لعنة الحب .. لعنته لا يمكن الشفاء منها، تعلم بكل هذا الكبر والتجاهل وزيادة القسوة مع خليط من الطفولة التى هي عليها، لا اقوى علي كرهها، تمنيتُ لو كان لسانى اصابه الشلل قبل اعترافي لها بالحب، قبل اعطائها وعداً بأننى سأظل أحبها برغم بعدها، اظن اننى ساكون افضل مما انا عليه.>- ضحكت ضحكةً مكتومة غير حقيقية لكنى حاولت جاهداً ان تكون اكثر راحة له ونظرت اليه بنظرةٍ حاولت كثيراً ان تكون مليئة بالامل، جمعت جميع مشاعر المُعالج الروحى بداخلى ومزجت بينها وبين مشاعر الحب واحساس الانسانية التي خلقنا الله عليها، وربطت علي كتفه، فنظر الي نظرةً يملئها الألم وتفوح منها رائحه الكسر، ممزوجة بعطر الحب محاطة بسياج عالى من الحرمان مطرزة بالوعد، مرتدية ثوب الرجال بعدها تحركت شفتاه ونطقت بكلمة صامتة غير مسموعة بالاذن، تُسمع بالقلب وتحسها تتحرك بين الضلوع .. -<<“بحبها”>>- هنا صمت اللسان وشل العقل واصبح واجباً علي البحث علي طريقة اخرى، من اجل علاجه مما هو فيه ، يجب علي اخراج هذا الرجل من صمت النسيان، ووجع القلب الذى يقضى علي اقوى الرجال ، اعلم جيداً انها ليست بالمرأة العادية، وعلي ما يبدوا انها تُمثل له الكثير والكثير، فهذا الرجل ليس بالشخص العادى حتي تؤثر فيه هذه المرأة بهذا الشكل.. ايضاً وجب علي وضع حداً لهذا الحب بل لكل من يشعرون بهذه الاهانه من هذا الغريب الذى يُدعى “حب”، فقط احتاج للكثير والكثير من العمل ، لكن وجب علي اولاً ان اشفي منه حتى يتثني لي علاج الأخريين ..
