07/06/2023 تحتفل الإمارات العربية المتحدة مع العالم اليوم بـ “اليوم العالمي لسلامة الأغذية”. هذه المناسبة العالمية التي تأتي في 7 يونيو من كل عام، تسلط الضوء على أهمية ضمان الأمان الغذائي، وهو عامل أساسي للحفاظ على صحة الإنسان ورفاهه، والإسهام في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان، والازدهار الاقتصادي، والزراعة، والوصول إلى الأسواق، والسياحة، والتنمية المستدامة. واقعنا اليوم تجاه الغذاء أصبح معقدًا بشكل متزايد، وهو يحمل تأثيرًا مباشرًا على حياتنا اليومية وصحتنا العامة. من جهة، تحاول العديد من الأمم تحقيق الأمن الغذائي، حيث يتعين توفير إمدادات غذائية مستدامة وكافية للجميع، ولكن القضايا مثل تغير المناخ، وانتشار الأمراض، والممارسات الزراعية غير المستدامة تعقد الوضع بشكل كبير. من جهة أخرى، السلامة الغذائية تحظى بأهمية قصوى. تناول الأغذية الملوثة أو المعالجة بطرق غير صحيحة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأمراض والإصابات الصحية، بما في ذلك التسمم الغذائي والأمراض الناجمة عن البكتيريا والفيروسات. بالإضافة إلى ذلك، مع زيادة التجارة العالمية والسفر، أصبح من الأسهل بكثير للملوثات والأمراض أن تنتقل عبر الحدود، مما يزيد من الحاجة إلى تعزيز الوعي بسلامة الأغذية وتطبيق المعايير الدولية. زيادة الوعي حول هذه المخاطر، وتعلم كيفية منعها والتعامل معها، سيكون بمثابة خطوة كبيرة نحو تحقيق بيئة أغذية أكثر أمانًا وصحة أفضل للجميع. ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة ولله الحمد، نرى ونشعر نتائج الجهود الاستثنائية التي يبذلها العاملون في مجال سلامة الأغذية لتوفير أقصى درجات الأمان والسلامة لأفراد المجتمع من خلال تتبع مراحل السلسلة الغذائية وفق أعلى المعايير العالمية. فسلامة الغذاء في دولة الإمارات تعد قضية ذات أهمية وطنية وعالمية لكونها تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة والنشاط الاقتصادي في أي بلد كان، كما أن الأمراض الحيوانية والكوارث الطبيعية والتلوث المتعمد وغير المتعمد للغذاء في ظل العولمة السريعة لتجارة وإنتاج الغذاء قد سببا قلقاً دولياً فـي السنوات الأخيرة نتيجة لزيادة نسبة الحوادث المرتبطة بالغذاء والمواد الملامسة للغذاء الملوثة بالميكروبات أو المواد الكيميائية أو الفيزيائية وغيرها. في الإمارات، تم اعتماد مجموعة من القوانين والتشريعات الغذائية التي تضمن السلامة والجودة. وتهدف هذه التدابير إلى الحد من مخاطر تلوث الأغذية والتأكد من التزام المنتجين والموردين بأعلى معايير الجودة. ومن المهم أن نتذكر أن السلامة الغذائية ليست فقط مسؤولية الحكومة ولكنها تحتاج إلى التزام جماعي. بمناسبة هذا اليوم، يهدف القائمون على الحملات الإعلامية في الإمارات إلى رفع مستوى الوعي بأهمية السلامة الغذائية. تتركز هذه الحملات على التعريف بالممارسات الغذائية السليمة، من الإعداد والتخزين، إلى الطهي والتناول. يشجع الناس على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الأمراض التي يمكن أن تنتج عن تناول الأغذية الملوثة. ومع ذلك، فإن الأمان الغذائي لا يتعلق فقط بالطهي والتخزين الصحيح للأغذية. إنه يتضمن أيضًا ضمان توافر الأغذية الصحية والآمنة والمغذية بأسعار معقولة لجميع الأفراد في المجتمع. هذا يتطلب مشاركة وتنسيق بين العديد من القطاعات، بما في ذلك الصحة، والزراعة، والتجارة، والتعليم. الجدير بالذكر أن الإمارات قد بذلت جهودًا ضخمة في هذا المجال، فقد أدخلت البلاد أنظمة متقدمة للتتبع والتتبع الذاتي للأغذية من المزرعة إلى المائدة. هذه الأنظمة تساهم في الكشف المبكر عن أية مخاطر محتملة وتحد من انتشارها. إن اهتمام الإمارات باليوم العالمي لسلامة الأغذية يعكس التزام البلاد بضمان صحة ورفاهية مواطنيها. من خلال التركيز على السلامة الغذائية، تأمل الإمارات في تعزيز جودة الحياة لجميع الناس، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زواراً. دعونا جميعًا نتعهد بالعمل معًا لضمان أن الأغذية التي نستهلكها آمنة وصحية. فالسلامة الغذائية ليست فقط مسؤولية الحكومة، بل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا جميعًا. بالعمل معًا، يمكننا الوصول إلى أهدافنا المشتركة في بناء مستقبل أكثر صحة وأماناً.
المستشار الدكتور خالد السلامي
o سفير السلام والنوايا الحسنة
o سفير التنمية
o رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
o رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام
