من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

هل يبقى لبنان بلد المفارقات..؟؟!!

بقلم خالد بركات..

في خضم ما يحصل من إنقسامات في الوطن
ومن منطلق الحرص والمسؤولية الوطنية
أحببت أن أقرأ مع المؤمنين بقيام الوطن..
ما قاله كمال جنبلاط، وكإنه يقرأ الواقع اليوم..
وما علينا الا القراءة بهدوء، من نقاء فكره..

لبنان في واقعه ومرتجاه..
القيت في ١٠ كانون الأول ١٩٥٦/ الندوة اللبنانية..
” إن كيان هذا البلد الأنتولوجي المعنوي قائم على مزج التناقضات وربطها وبلورتها، وعلى التناقض ذاته هو بحد ذاته مفارقة قومية وتاريخية خاصة، وقد لا تكون الوحيدة من نوعها، رغم ندرة مثل هذا التنوع والازدواج الذي يبطنها ويقومها ويظهرها، كما يتصور الكثيرون من البسطاء وليس أقلهم أصحاب المذاهب السياسية والإيديولوجيات المختلفة، ونسميهم بسطاء بالمعنى الساذج، لأنهم يفكرون بكل شيء وفق مثال واحد..
منطلقين من مفهوم واحد، ومحاولين إدخال كل شيء ضمن نظرة واحدة، اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو حتى فلسفية، للأوضاع والأشياء، وينسون أن الطبيعة لا تفعل ذلك أبداً كذلك، وليست أبداً هي كذلك..
فقد يبدو مثلاً أن أرباب النظريات القومية المختلفة يتصورون أن الأوطان يجب أن تركب هكذا لا هكذا، كذلك أصحاب النظريات الاجتماعية والاقتصادية يتصورون أن المجتمع يحب أن يكون هكذا لا هكذا، وقد يذهب بعض السذج منهم إلى أن المجتمع يجب أن يقوم على رأسه لا على رجليه، ويخفي عليهم جميعاً، أن على كل نظرة أو مذهب في الأشياء أن ينبثق من الواقع، وأن يعود على الدوام في التمنطق الصرف وفي التصرف أيضاً إلى الواقع..
وهذا المزج، هذا التناقض الذي نراه قد لا يكون كما قلت الوحيد من نوعه، بل قد يكون ظاهرة الحياة، علامة الحياة، حيوية الحياة، علامة الكينونة والصيرورة، لأن الحياة، حياةُ الأجناس الحيّة ذاتها، ولا يمكن فصل حياتنا نحن بظواهرها الاجتماعية والسياسية عن الحياة هذه، لأن الحياة بمطلقها قائمة على جمع التناقض وربط التناقض في كل حين في سمط عقد الوجود، كما تنسجم وتندرج حبات اللٱلىء في العقد الفريد، وأي ربط أكثر تناقضاً من محاولة اتحاد الكثيف باللطيف، ثم هدم هذا التناقض لربط تناقض جديد يتعداه في تطور الصيرورة، وذلك إلى ما شاءالله..؟؟ “

لبنان من هذه الوجهة أزمة دائمة ولكنه أزمة محلولة لأنها تخفي تناقضاً متبدلاً مستمراً هكذا شاء القدر لبنان وهكذا علينا أن نرتضيه ونرتجيه
ولنعيش الرجاء الكامل لإنقاذ وطننا من واقعه..

لا شك أن لبنان كان وما زال مسرح المتناقضات التي لا تجاوز لها في المستقبل المنظور..
هل الأفرقاء قادرون على كبت المعاجم السياسية، ومضغ الكلمات ليروا الٱخر كما يرون أنفسهم..؟؟

والحلول ليست في يد طرف واحد ولئن كان الحاسمون، على تفاوت فاعليتهم، ولكن على قدر ما لديهم من مساهمة في تحديد مصير الوطن وشعبه، لكن نقول لهم : لمصلحة الوطن وشعبه أن نكون جميعاً دولة وشعباً موحدي الأهداف، لأن سلامتنا وعافيتنا تغنياننا عن الوقوع في التجربة التي هي سياسة المحاور السياسية، وتغنينا عن الوقوع في تجربة الإستقطاب الذي يفككنا أكثر ويمزق مزيج وطننا أكثر وأكثر..

ويبقى الهدف الأساسي المقصود تحقيقه لإنقاذ الإستحقاق الرئاسي، بالديمقراطية رغم تشوهها في مكان ما، وقبل الإنقسام العامودي والأفقي المدمر، تبقى الأجدى هي التسوية السياسية الإنقاذية التي يطالب بها فريق من اللبنانيين،
هي الأستمرار والتواصل بلهجة العقل والحوار، وبعيداً عن الإستفزاز والأنانية والعنجهية والتعالي والتكابر والنعرات الطائفية..
كي لا نستمر في النفق المظلم، في ظل الفراغ في الموقع الأول، وقبل وصول الفراغ لمواقع أخرى، أو إلى حيث لا ينفع الندم..

الله أنعم علينا بوطننا، وبالأمل والإيمان فيه..
لسنا نعلم هل علينا نحن المواطنون تعلم الرجاء أكثر، ولينزل علينا من السماء ويصعد من عيوننا، وعلينا أن نلتقط ومضات الإنفراج وننتظر..؟؟!!

اللهم..إليك وحدك نناجي بما ضاقت فيه الصدور

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد