
يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..
*﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ﴾*
والأمر بالاستباق إلى الخيرات، قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الإستباق إليها يتضمن فعلها، وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال..
والمبادرة إليها ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات
فهو السابق في الآخرة إلى الجنات..
لربما من أقسى ما كُتِب في الأدب الجزائري للشاعر والكاتب الرائع عبد المنعم عامر..
” كنتُ أنا وأخواتي ننام جائعين أغلبَ أيام طفولتنا، كانتْ أمي تكذب علينا قوموا بعدِّ النجوم وسيكون لدينا الخبز، والكثير من الخبز..
كنّا في كل مرةِِ نتعب من العدّ وننام، هكذا بقيت رؤوسنا *مرفوعة* حتى ونحن نتضّور جوعاً..!!
ماتت أختي الصغيرة وعيونها ثابتهٌ في السماء..
لقد أخبرتني أمي أنها أكملت العدّ..
أعطونا الكثير من الخبز *يومَ جنازتها* أكلنا حتى شبعنا ونمنا، لكن أختي لم تعد أبداً إلى البيت..
كنت أفتقدها كل يوم لنلعب سويةََ..
فقلت بصوت وغصة أمي أخبريهم أن *يرجعوا أختي* وليأخذوا خبزهم سأقوم أنا بالعدّ مكانها وليأخذوني أنا لكنهم رفضوا ولم تعد أختي..!!
لكنها، لم تعد وأنا لا زلت أخطأ العد لليوم..
واحد، إثنان، *أختي* ، أربعة،خمسة، ابكي وأنام..”
نعم..ونحن رغم الفقر نصلي ومستمرين بالعد، ليس ليأتي الخبز، بل نقول لهم خذوا ما بقي لدينا من فتات خبز، لكن ارجعوا لنا وطننا..
أو من هاجر عنه بسبب ما أوصلوا إليه الحال..