هل أنت صديق الكتب يا صديقي ، هل تقرأ يوميا بمعدل ساعة أو ساعتين ، يا صديقي أود أن أعترف لك بخطأ واضح أقترفه ومؤمن أني غير مجانب الصواب في ذلك ، صديقكم لا يقرأ وإن قرأ لا يكمل كتابا للنهاية ، حتى الكتب التي يقرأها لا تنمي جانب الخيال والابتكار ، مع أن كاتبا كأدهم شرقاوي الذي لمع نجمه ، وظهر إسمه عندما ألف كتابه الاول أهداه لمعلم اللغة العربية الذي رمى دفتر التعبير في وجهه قائلا له لن تكتب كلمة واحدة في اللغة العربية . لم يستسلم الطالب الصغير لكمية الصدمة التي وجهت له ، لكنه وضعها حافزا في سُلم مجده والآن تعج المكتبة العربية بكتبه بل لقد أحدث تحولا ملحوظا في جمال الكتابة وروعة التأليف . لو أن أحد مدرسينا قذف دفترا في وجه أحدنا لحزن يوما أو يومين ثم وضع في قلبه كمية الكره للمادة والأستاذ . يا صديقي مشكلتنا أننا لا نقرأ لننمي مواهبنا ولكننا نقرأ ليقال قارئ ، ونكتب ليقال أن أحدنا كاتب ، ثم لا نقرأ الكتاب بأكمله ولكن نقرأ الصفحة ونحاول أن نغرد في كتابة موضوع معين ، يا صديقي كم كتابا تقرأ طوال العام ، وكم رواية إطلعت عليها ، وهل لخصت كتابا فكريا بعد أن أكملت قرائته ، كل الذين تراهم في الساحة الأدبية كانوا في البداية أقل شأنا من كتاباتتا . كيف نريد أن نكتب و معلوماتنا أولية ، وكتاباتنا بدائية ولن نرتقي في سلم مجد الكتابة حتى نقرأ . يا صديقي إقرأ وستجد خير ما قرأت في خريف قادم أيامك ، وربيع سنواتك ، فقط إقرأ . والسلام لقلبك يا صديقي أينما توجه قلبك 💛