من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

حب وحنان

بقلم: تاج عبيدو

  أبي رجل أعمال مشهور, مشاريعه تأخذ معظم وقته, وأمي تمارس عملاً لا يتطلب ذلك الجهد بقدر  ما يتطلب منها أن تُظهر أناقتها و يرضي غرورها , إنها رئيسة لجمعية خيرية و تحب كثيراً أن تكون الحديث الهام بين سيدات الصالونات, عمل صباحي, استقبال مسائي , وما بينهما في النادي أو عند مزين الشعر.

أما أخي فهو مشغول قليلاً بدراسته الجامعية وكثيرا مع رفاقه, أما أختي فهي في المرحلة الثانوية, وهي صورة صغيرة عن أمي, فلا تهمها دراستها مثل ما يهما لون عينيها وما ترتدي في حفلة عيد ميلاد سوسو و شوشو

كل واحد منا يعيش في عالمه الخاص المنفصل عن الآخر بمشاعره ومعاناته, حتى أنني لا أذكر أن سمعت والديّ  يسألاني وأخوتي عن أحوالنا و مشاكلنا سوى سؤال واحد, أن كان ينقصنا المال؟ والأخطر أننا تعودنا على ذلك حتى أصبحنا لا نطلب منهم إلا المال لأنهم لا يستطيعون إعطاءنا غيره

أما طريقة التفكير و الغاية فالجميع مشترك فيها وهي إيلاء المظاهر الاهتمام الأكبر .

صغر سني يمنعني من مغادرة المنزل وأنا دائما في حال رجاء ليصطحبني احدهم في نزهة أو يلعب معي أو يجلس معي, والتي تقوم بذلك مربيتي  الساهرة دائماً على راحتي وخاصة في أيام مرضي.

لم أشعر في يوم من الأيام أنها مربية فقط, بل العكس تماما, كانت تشاركني اللعب وكأني طفلها الصغير وتشاركني الحديث وكأني رجل

وفي بعض الأحيان تحضر معها حفيدها لنلعب ونقضي أوقاتاً جميلة و نشاهد التلفاز و كم أكون مسرورا عندما يأتي, أني أحبه كثيراً , لكنه لم يعد يأت الآن!

في الزيارة الأخيرة لعبنا و ضحكنا كثيراً و بعدما انتهينا بدأت مربيتي و كعادتها بتنظيفي وإطعامي مهيأة لنومي , أثناءها دخل والديّ و شاهداه, فقلت لهم و أنا مسرور جداً: كم لعبت اليوم بصحبته , بصوت واحد قالا: ألم تجد أحداً تلعب معه غير حفيد المربية؟!

ذهب ولم يعد يأت, و أنا ما زلت وحيداً!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد